محمود عبد المغني: أحلم بتقديم سيرة الإمام الشافعي

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه سيعود للسينما بعملين جديدين

عبد المغني في لقطة من مسلسل «حي السيدة زينب»
عبد المغني في لقطة من مسلسل «حي السيدة زينب»
TT

محمود عبد المغني: أحلم بتقديم سيرة الإمام الشافعي

عبد المغني في لقطة من مسلسل «حي السيدة زينب»
عبد المغني في لقطة من مسلسل «حي السيدة زينب»

لا يَعُدّ الفنان المصري محمود عبد المُغني تراجع انتشار مسلسل «حي السيدة زينب» عبر «السوشيال ميديا» نقطة ضعف في المسلسل، لكنه يعدّه أمراً طبيعياً نظراً لطريقة عرضه الحصرية على إحدى القنوات المصرية، وموضوع المسلسل. وقال عبد المغني في حواره مع «الشرق الأوسط» إن مشاركته في فيلم «السرب» جاءت بدافع وطني وحسّ شخصي، في المقام الأول، ولا سيما أنه يروي قصة العملية الجوية التي نفذتها القوات الجوية المصرية رداً على ذبح «تنظيم داعش» الإرهابي مجموعة من الأقباط المصريين في ليبيا، لافتاً إلى وجود ثقة واحترام متبادل بينه وبين الجمهور لتقديمه أدواراً انتقاها بعناية فائقة لتعبر عن حال قطاعات عريضة من جمهوره. على حد تعبيره... وإلى نص الحوار...

> ما الذي حمّسك للمشاركة في مسلسل «حي السيدة زينب»؟
- سيناريو المسلسل الذي كتبه المؤلف أحمد صالح كان رائعاً، كتب ورقاً ممتازاً ومختلفاً، يشعرك للوهلة الأولى أنك تعيش في حي السيدة زينب، هذا بالإضافة إلى حبي العمل مع المخرج محمد النقلي الذي يعتبر أحد أعمدة الدراما المصرية خصوصاً الأعمال التي يشترك فيها عدد كبير من الأبطال، فضلاً عن دوري به وهو شخصية «شاكر»، لذلك أنا سعيد جداً بهذا العمل لأنه حقق نجاحاً كبيراً سواء في مصر أو خارجها، وهو مختلف بصراحة، لأنه يحكي عن حي السيدة زينب ومقامها الذي يتوسط هذا الحي، وعلاقة السكان بهذا المقام وعلاقة بعضهم ببعض، وعادة الموضوعات التي تكون مصرية خالصة تتمتع بمذاق خاص، يجذب المصريين والعرب.
> بعض المتابعين يرون أن عرض المسلسل على قناة واحدة تسبب في تراجع انتشاره.. هل تتفق معهم؟
- لا على الإطلاق، بل أشعر أن العكس هو الصحيح، لأنه نجح وحقق صدًى جيداً، خصوصاً أن كل المشاركين فيه ممثلون من العيار الثقيل، وفي الوقت الحالي لم يعد العرض الحصري ظالماً للأعمال، بل إنه أصبح يدل على مدى ثقل العمل وبيع المنتج له بسعر مرتفع للقناة التي تعرضه، فضلاً عن أن هذا المسلسل من وجهة نظري حقق نجاحاً على مستوى آخر يتمثل في عرضه بعيداً عن رمضان، فلو لاحظنا أنه في السنوات الماضية كان يعرض في هذا التوقيت أكثر من مسلسل طويل، لكن وقت عرض «حي السيدة زينب» كان يعرض بمفرده، وهو ما جذب الناس إليه، وبالتالي فهو متفرد.
> لكن المسلسل لم يكن له مردود واسع على «السوشيال ميديا» عكس فيلم «صاحب المقام».
العملان مختلفان تماماً، ولا يجوز مقارنتهما أبداً، ففيلم «صاحب المقام» عرض عبر منصة «شاهد»، وبالتالي كانت قوته الدافعة ودعايته الرئيسية أساسها السوشيال ميديا، ولأنها السمة الغالبة حالياً في مجتمعنا فإن نجاح دوري في الفيلم انتشر على نطاق أوسع، أما مسلسل «حي السيدة زينب» فيعرض عبر شاشة التلفاز وموجه لجمهور محدد ونجح في ذلك، وبالتالي فإن ردود الأفعال عليه جاءت من الشارع وليس من السوشيال ميديا.
> وهل تعترف بنجاحات وترند «السوشيال ميديا»؟
- في النهاية كلها آراء جماهير، وأنا أحترم الجميع، وعلى الصعيد الشخصي أنا شعرت بالنجاح عبر السوشيال ميديا من خلال الإشادات القوية التي حصلت عليها بسبب دوري في فيلم «صاحب المقام» ومن قبله دوري في مسلسل «ظل الرئيس» مع ياسر جلال، ومسلسل «خيط حرير» مع مي عز الدين، وأرى أن النجاح عبر السوشيال ميديا يكون بنّاءً إذا وضع في مكانه وحجمه الحقيقي بدون تهويل.
> ولماذا تنتمي معظم أدوارك إلى النوعية الشعبية؟
- هذا غير صحيح، فقد جسدت أدواراً لشخصيات تنتمي لفئة «الكلاس» كاللواءات والمستشارين وغيرهم، وعند اختياري لأدواري أراعي النوعية التي تكون مفيدة لي وللجمهور وتعبر عن حال كثير منهم، لأن الفنان في النهاية يستمد أدواره من المجتمع فكيف يكون منفصلاً عنهم بأدوار بعيدة، وأحمد الله على هذا الحس القوي لديّ لأن هذا يطيل عمر الفنان ويحبب الجمهور فيه، وأنا أؤمن بأنه ليس من المهم أن ينتمي الدور للنوع الشعبي أو النخبوي، لكن الأهم مدى تعبيره عن القطاع الأعرض من الجمهور وأن يكون مفيداً، وأزعم أن هذا الشق هو ما يجعل هناك ثقة واحتراماً متبادلاً بيني وبين الناس ويجعل نجاحاتي دوماً حقيقية وتلمس قلوب الناس.
> وما الدور الذي تحلم بتجسيده خلال الفترة المقبلة؟
- أحلم بتجسيد قصة حياة الإمام الشافعي رحمه الله، وأتمنى أن تتحول من مجرد أمنية إلى أمر واقعي على مستوى المعالجة والسيناريو.
> لوحظ أن أعمالك الفنية الأخيرة انحصرت في الدراما التلفزيونية، لماذا؟
- السينما لا أعمل بها إلا إذا وجدت دوراً مختلفاً ونوعية تستهويني، وأغلب ما يعرض عليّ حالياً تلفزيوني في المقام الأول، ولا أشعر بغربة أبداً في عملي بالدراما التلفزيونية لأن أغلب من يعملون بها حالياً سينمائيون في الأساس، ومع ذلك فإن لديّ عملين سينمائيين، الأول هو فيلم «الباب الأخضر» عن قصة للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، ويشاركني فيه سهر الصايغ وبيومي فؤاد، والثاني هو فيلم «السرب» الذي تأتي مشاركتي فيه بدافع وحسّ وطني في المقام الأول، لأنه يحكي قصة الثأر الذي اتخذته قوات الدفاع الجوي المصري رداً على المذبحة التي تعرض لها أشقاؤنا الأقباط في ليبيا على يد «تنظيم داعش» الإرهابي، وكانت هذه العملية الجوية ردّ اعتبار قوياً ودفاعاً على الكرامة.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».