اتصال بوتين ـ عباس يشدد على مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية برعاية الوسطاء

لقاء عباس - بوتين في سوتشي نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
لقاء عباس - بوتين في سوتشي نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

اتصال بوتين ـ عباس يشدد على مفاوضات فلسطينية ـ إسرائيلية برعاية الوسطاء

لقاء عباس - بوتين في سوتشي نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)
لقاء عباس - بوتين في سوتشي نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مكالمة هاتفية، أمس، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تركز البحث خلالها على آليات دفع ملف التسوية في الشرق الأوسط والمسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي.
وقال بيان أصدره الكرملين، إن الطرفين تبادلا التهاني بأعياد الميلاد ورأس السنة، و«تبادلا الآراء حول مستجدات الوضع في الأراضي الفلسطينية».
وزاد أن الاهتمام، انصب خلال المكالمة على بحث المسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي وآليات دفع التسوية في الشرق الأوسط. ووفقاً للبيان الرئاسي الروسي، فإن الطرفين «شددا مجدداً على ضرورة استئناف مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية بناءة في أسرع وقت ممكن، تحت رعاية «رباعية» الوسطاء الدوليين».
وأفاد بيان أصدرته الرئاسة الفلسطينية، بأن عباس أكد خلال المكالمة على أهمية وقف الممارسات الإسرائيلية أحادية الجانب، بما في ذلك، الاستيطان ومصادرة الأراضي واستهداف منازل الفلسطينيين في القدس وعمليات ترحيلهم ومسائل التنكيل بالأسرى واحتجاز جثامين القتلى، ودعا إلى ضرورة «وقف إرهاب المستوطنين»، محذراً من أن استمرار هذه التصرفات الإسرائيلية «قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع».
ولفت الرئيس الفلسطيني، إلى أن الخطوات الاقتصادية والأمنية، لا يمكن أن تكون بديلاً عن المسار السياسي. ونبه إلى خطورة «غياب المسار السياسي، واستمرار إسرائيل في رفض حل الدولتين والعمل على تقويضه ومواصلة تدابير خنق الاقتصاد الفلسطيني واقتطاع الأموال». ولوح بأن السلطة الفلسطينية سوف تلجأ إلى «اتخاذ قرارات حاسمة بهذا الخصوص، خصوصاً أننا على أبواب عقد اجتماع مهم للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية».
وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة إطلاق مسار سياسي مستند لقرارات الشرعية الدولية، مع الأهمية الخاصة لعقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري. وكان هذا المطلب طرح خلال زيارة عباس إلى روسيا الشهر الماضي.
واستبقت موسكو تلك الزيارة بتأكيد سعيها لأحياء عمل اللجنة الرباعية الدولية، وأعرب وزير الخارجية سيرغي لافروف عن خيبة أمل بسبب امتناع «بعض الأطراف» عن تلبية الدعوة الروسية المتكررة لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لأطراف الرباعي الدولي. وعقدت اللجنة التي تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ثلاثة اجتماعات في الشهور الماضية عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وعلى مستوى المندوبين، لكن موسكو أوضحت أنه من أجل دفع عمل اللجنة، لا بد من تنظيم لقاء على المستوى الوزاري ليكون قادراً على اتخاذ قرارات ووضع آليات عملية لدفع عملية التسوية في الشرق الأوسط.
وكان لافتاً أن بوتين سعى خلال الزيارة إلى تأكيد التزام موسكو بنهجها المعلن حيال الملف الفلسطيني، وخاطب ضيفه مؤكداً أن «أهم ما أود أن أقوله هو أن موقف روسيا من المسار الفلسطيني في التسوية لم يتغير. يجب حل المشكلة الفلسطينية وفق القرارات السابقة لمجلس الأمن الدولي. على أساس عادل يراعي مصالح الجميع».
وتعهد الرئيس الروسي بـ«مواصلة العمل من أجل تحقيق هذا الهدف مهما كان ذلك صعباً».
في حين لفت عباس إلى ما وصفها «بدائل أخرى في حال عدم تطبيق حل الدولتين، مثل الذهاب لحل الدولة الواحدة أو تنفيذ قرار التقسيم الصادر في عام 1947، مضيفاً أنه من المتوقع عقد اجتماع المجلس المركزي الفلسطينية في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل لاتخاذ قرارات حاسمة إذا لم تستجب إسرائيل لنداء السلام وفق حل الدولتين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وقالت مصادر فلسطينية إن عباس دعا موسكو إلى ممارسة تأثيرها على إسرائيل لوقف «التصرفات الأحادية». ولفتت إلى أن «الجانب الفلسطيني يرحب بأي توسيع للدور الروسي في هذا المجال».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.