تفجّر العنف على حدود غزة بعد زيارة عباس لإسرائيل

انتشار جنود إسرائيليين على حدود غزة في أول توتر على طول حدود القطاع منذ شهور (أ.ب)
انتشار جنود إسرائيليين على حدود غزة في أول توتر على طول حدود القطاع منذ شهور (أ.ب)
TT

تفجّر العنف على حدود غزة بعد زيارة عباس لإسرائيل

انتشار جنود إسرائيليين على حدود غزة في أول توتر على طول حدود القطاع منذ شهور (أ.ب)
انتشار جنود إسرائيليين على حدود غزة في أول توتر على طول حدود القطاع منذ شهور (أ.ب)

قال الجيش إن إسرائيليا أصيب في إطلاق نار على حدود قطاع غزة، أمس الأربعاء، بعد زيارة نادرة قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإسرائيل ونددت بها حركة حماس.
وذكر الجيش الإسرائيلي، أنه رد بإطلاق نيران دبابات، استهدفت مواقع تابعة لحماس في شمال قطاع غزة. وقال مسؤولو صحة في القطاع إن ثلاثة مزارعين فلسطينيين أصيبوا، بحسب ما نقلت (رويترز).
واستقبل وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الرئيس الفلسطيني عباس، في منزله في وقت متأخر من مساء أول من أمس الثلاثاء، في أول زيارة يقوم بها عباس لإسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات، وإن كانت الخطوة لا تحمل بين طياتها آفاقا تذكر باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ وقت طويل.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار من قطاع غزة، الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه أسفر عن إصابة مدني بجروح بسيطة. وكان الهدوء يسود الحدود بين القطاع وإسرائيل إلى حد كبير منذ الاشتباكات التي استمرت 11 يوما بين مسلحين من غزة وإسرائيل في مايو (أيار).
وجاء في بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية، أن مواطنا يعمل في شركة مدنية متعاقدة مع وزارة الأمن أصيب بجروح طفيفة، وتلقى إسعافا أوليا في المكان قبل نقله إلى مستشفى «برزيلاي» في مدينة عسقلان. وأضاف البيان أن الجريح أصيب في ساقه وكان يعمل في صيانة السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، وأصيب عندما وجد بالقرب من مستوطنة «ناحال عوز» القريبة من القطاع.
وقال ضابط في فرقة غزة العسكرية إنه لم يكن هناك أي إنذار من إطلاق نيران قناصة، وأن «إطلاق النار فاجأنا».
وتشهد الحكومة الإسرائيلية الائتلافية انقسامات عميقة بشأن مسألة إقامة دولة فلسطينية. وما زال التناحر الفلسطيني قويا مع حركة (حماس) التي خاضت أربع حروب مع إسرائيل والتي تدير قطاع غزة.
يأتي الاجتماع في أعقاب عدة هجمات نفذها فلسطينيون على إسرائيليين، في الضفة الغربية والقدس الشرقية، في الأسابيع القليلة الماضية. كما تعرض فلسطينيون كذلك لهجمات مستوطنين إسرائيليين عليهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».