رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، التي قال فيها إن حكومته أوضحت للإدارة الأميركية، أن «لا مكان لقنصلية أميركية مخصصة للفلسطينيين في القدس»، أعلن وزير الإعلام الفلسطيني والناطق الرسمي باسم الرئاسة، د. نبيل أبو ردينة، إن القيادة الفلسطينية لن تتعامل مع أي كيان أميركي في مدينة القدس الشرقية، ما لم يكن مخصصاً للقضية الفلسطينية».
وأضاف أبو ردينة، في تصريحات صحافية، أن القنصلية الأميركية يجب أن تفتح في مدينة القدس الشرقية، بغض النظر عن موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بنيت أم لا. فالقدس جزء من الأرض المحتلة عام 1967. والموقف الفلسطيني بهذا الشأن يستند لقرارات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على أن القدس الشرقية هي أرض محتلة.
وكان بنيت قد أعلن رفضه لإعادة فتح القنصلية، خلال بحث خاص جرى في الكنيست بطلب من كتل المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، اتهمت فيه الحكومة بإهمال الموضوع. فقال إن حكومته أبلغت واشنطن بموقفها هذا، ولكنها على عكس حكومة نتنياهو، لا تروج لموقفها ضد فتح القنصلية إعلامياً لأن ذلك يضر بالمصالح الإسرائيلية. وأضاف «الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بالمحافظة على هذه المصالح فعلاً لا قولاً، وهي تفعل ذلك بهدوء أو بهدوء أقل إذا ما تطلب الأمر ذلك». وقال بنيت إن الحكومة الإسرائيلية بمختلف مركباتها تعارض مثل إعادة فتح القنصلية، وقد تم نقل هذا الموقف إلى الإدارة الأميركية.
ورد الناطق الفلسطيني، قائلاً، إن تصريحات بنيت مرفوضة، واعتبرها جزءاً من سياسته المبدئية «التي يكرر فيها يومياً أنه غير مستعد للسلام، ولا يريد البحث عن الأمن والاستقرار، وقرار مثل ذلك سيؤدي إلى بقاء المنطقة في حالة توتر وغليان». وحذر من أن «إسرائيل تعبث بالنار، ولن تجد أمناً أو استقراراً، ما لم تلتزم بقرارات الشرعية الدولية. ففلسطين أرض فلسطينية عربية، لا يسمح بالمساس بها، وشعبها متجذر فيها، ومن حقه أن يكون له دولة، وهذه الأسس التي تلتزم بها القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وستحافظ عليها، ونناضل من أجل تحقيقها». وقال أبو ردينة، إن الإدارة الأميركية، وعدت بإعادة فتح القنصلية من منطلق تعزيز التواصل مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
وشدد الناطق باسم الرئاسة على أن القدس ليست مدينة عادية، فهي عاصمة دولة فلسطين، لا يجوز المساس بها، ولا المساس بأراضيها، وهي مدينة فلسطينية عربية، مؤكداً أن الموقف الفلسطيني واضح تماماً بوجوب أن تعي إسرائيل بأن السلام لن يتحقق دون القدس، ولن يُسمح لأحد أن يعقد سلاماً دون القدس.
المعروف أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، كان قد أغلق القنصلية الأميركية العامة في القدس في عام 2019، بعد أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية أواسط عام 2018، ولكن الرئيس بايدن، وعد بإعادة فتح القنصلية خلال حملته الانتخابية، وكذلك بعد انتخابه، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. ويطالبه الفلسطينيون بتنفيذ وعده باستمرار. وقبل أسبوع، طرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المطلب مجدداً لدى استقباله كلاً من مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ومساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند.
وفي مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، قالت نولاند إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، «أوضح أن الأفضلية بالنسبة لنا هي إعادة فتح القنصلية». وأضافت «يوجد عمل كثير في الطريق إلى هذه الغاية، وإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين. وأنتم تعرفون سبب وضع هذا الموضوع على رأس أولوياتنا، فهذه ستكون عملياً عودة إلى ستاتيكو قديم».
الفلسطينيون يرفضون التعامل مع أي بعثة أميركية تستبدل القنصلية في القدس
الفلسطينيون يرفضون التعامل مع أي بعثة أميركية تستبدل القنصلية في القدس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة