مستشار رئيس الحكومة الراحل يقدم شهادته أمام المحكمة الدولية

ناصر: عائلة الحريري طلبت من نصر الله التوسط لدى الأسد لإنشاء محكمة عربية

مستشار رئيس الحكومة الراحل يقدم شهادته أمام المحكمة الدولية
TT

مستشار رئيس الحكومة الراحل يقدم شهادته أمام المحكمة الدولية

مستشار رئيس الحكومة الراحل يقدم شهادته أمام المحكمة الدولية

استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورفاقه عام 2005، الاستماع إلى شهادة المستشار السابق للحريري مصطفى ناصر، الذي كان صلة الوصل بينه وبين حزب الله.
وتركزت الأسئلة في الجلسة التي عقدت في مقر المحكمة في هولندا أمس حول العلاقة التي كانت تجمع الحريري بإيران وحزب الله، فأوضح ناصر أن العلاقة بين الحريري والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي لم تكن تتعلق بحزب الله، لافتا إلى أن تاريخ اللقاء الأول بينهما كان مع بداية عهد الأخير، وبعدها زار الحريري إيران مرات عدة.
وذكّر ناصر بأن الحريري «ليس أول رئيس وزراء لبناني يزور طهران، إنما بعد الثورة في إيران، فإنه أول من زارها. وحصلت الزيارة مع بداية عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي»، موضحا أن الحريري أوكل إليه مهمة التنسيق مع خاتمي ومتابعة بعض الأعمال الاستثمارية في إيران، «وقمت بذلك لعدة سنوات».
واعتبر ناصر أن الرئيسين خاتمي والحريري «شخصيتان منفتحتان ومعتدلتان في التعاطي في الشأن السياسي»، مؤكدا أن العلاقة بينهما كانت «ودية مبنية على الثقة والاحترام». وأشار إلى أن عدد زيارات رفيق الحريري لطهران لا تقل عن 4 مرات وربما أكثر. وأضاف: «زرت إيران أكثر من 4 مرات، ولكنني لم أكن على علاقة إلا بالرئيس خاتمي، وليس لي علاقة مع آخرين في إيران».
ورأى أن «العلاقة بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لم تتأثر بطبيعة العلاقة بين السعودية وإيران». وقال: «عندما جاء نصر الله لتقديم التعازي في قصر قريطم يرافقه مستشاره حسين خليل، طلبت عائلة الرئيس الحريري من نصر الله أن يساعدها في تسهيل موضوع إنشاء محكمة عربية مع الرئيس السوري بشار الأسد، لمعرفة الحقيقة والتحقيق في قضية الاغتيال. وقد وافق وذهب إلى دمشق من أجل هذا الموضوع»، مضيفا: «ذهب نصر الله إلى دمشق في اليوم التالي، وجاء الجواب في اليوم الذي يليه». ولفت ناصر إلى أن «الرئيس الأسد تجاوب مع عائلة الحريري لإنشاء محكمة عربية، وقد نقلت إلى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري قرار إنشاء المحكمة»، مشيرا إلى أنه «في اليوم الرابع أو الخامس على اغتيال الحريري ذهب نصر الله إلى دمشق، وقد عرفت ذلك من خلال نص الرسالة التي تلاها لي نصر الله»، موضحا أن «مضمون الرسالة كان موافقة الرئيس بشار الأسد على استعمال نفوذه وقدراته لتسهيل إنشاء محكمة عربية. وعندما التقيت بسعد الحريري وبهاء الحريري، نجلي رئيس الحكومة الراحل، في الرياض، كان جوابهما: شكرا، نريد محكمة دولية لا عربية». وأردف: «الشريط المصور عن اغتيال الحريري أعطاه حسين خليل إلى رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الراحل وسام الحسن، ولا أعرف إذا ما أعطاه هذا الأخير لزوجة الحريري، نازك الحريري، أو لأحد أفراد عائلة الحريري»، مشيرا إلى أن «الشريط عرض بعد عملية الاغتيال بأسابيع في أحد مكاتب خليل في الضاحية، وأحد الأجهزة في حزب الله هو الذي جهز هذا الشريط، ولا أذكر مدة الشريط، والاستنتاجات فيه كانت لتسهيل التحقيق الذي كان سيتم بين خليل ووسام الحسن». وأضاف ناصر أن «الأسد ونصر الله اضطرا إلى اللقاء مباشرة، لأن اتصالات نصر الله بخارج لبنان متعذرة لأسباب أمنية، وطلب الأخير محكمة عربية وحضور قضاة سعوديين فيها، لكي تكون محكمة غير خاضعة للقضاء اللبناني الذي كان يعتقد الحريري أنه تابع للسوريين»، مشيرا إلى أن «وسام الحسن ونصر الله ربما اجتمعا في تلك الفترة بداعي التحقيق، ولكن بعد ذلك لا أعرف إذا التقيا».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.