الجامعة العربية تحث الليبيين على إنجاز الانتخابات «قريباً»

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (المكتب الإعلامي للجامعة)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (المكتب الإعلامي للجامعة)
TT
20

الجامعة العربية تحث الليبيين على إنجاز الانتخابات «قريباً»

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (المكتب الإعلامي للجامعة)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (المكتب الإعلامي للجامعة)

حثت جامعة الدول العربية جميع الأطراف الليبية على ضرورة إعلاء المصلحة العليا للبلاد، وجعلها فوق أي حسابات ومصالح ضيقة، وإنجاز الاستحقاق الانتخابي قريباً، داعية إلى اعتماد الحوار «كوسيلة وحيدة لحلحلة الخلاف، واستبعاد خيارات العنف والاحتكام للسلاح أو التلويح به».
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس، إن الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، «تابع باهتمام» التطورات التي شهدتها الساحة الليبية خلال الفترة الماضية، والتي حالت دون عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المحدد، الذي سبق أن توافق عليه الليبيون، وكذلك المجتمع الدولي، بهدف التمهيد لعبور دولة ليبيا بأمان تلك المرحلة الحساسة من تاريخها.
ونقل المصدر عن أبو الغيط أن ليبيا «تمر بمنعطف خطير» يفرض على الجميع التكاتف والتعاون لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في أقرب الآجال، وبما يفضي إلى تحقيق مصلحة الشعب الليبي في اختيار المعبرين عن إرادته، ويحافظ على وحدة وسيادة الدولة، مؤكداً أن الحفاظ على استقرار يعد ضرورياً لتمكين الليبيين من التعبير عن إرادتهم بحرية من خلال العملية الانتخابية، كما أنه «من الضروري وجود توافق وطني على القواعد القانونية والإجرائية للانتخابات، ومن ثم احترام نتائجها والالتزام بها».
كما شدد المصدر على أن الإرادة الدولية، ومثلما تم التعبير عنها في أكثر من محفل خلال الشهور الأخيرة، تؤكد على محورية إجراء الانتخابات الليبية، وإنهاء وجود التواجد العسكري الأجنبي بكافة صوره، باعتبار ذلك ضرورة لاستقرار ليبيا، بعيداً عن تأثيرات الحرب الأهلية التي شهدتها مؤخراً.
وتوافقت الجامعة العربية مع التوجه الأوروبي، الذي دعا إليه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد، جوزيب بوريل، بضرورة «وضع السلطات الليبية المختصة خطة وجدولاً زمنياً واضحاً على وجه السرعة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة، وحرة ونزيهة في أقرب وقت ممكن، وفي ظل الامتثال الكامل لخريطة الطريق المتفق عليها».
وقال بوريل في بيان نقلته وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، أمس، إن الشعب الليبي «يستحق الاستقرار والسلام بعد عقد من الصراع»، مشيراً إلى أن الانتخابات «هي وحدها التي ستمنح فرصة واضحة لبناء مستقبل مستقر، وبنقل السلطة إلى مؤسسات منتخبة ديمقراطياً، وإنهاء الانتقال الحالي سلمياً، والتقدم نحو الاستقرار الأمني والسياسي المستدامين».
وجدد بوري «دعم الاتحاد الأوروبي الكامل للوساطة المستمرة»، التي تجريها ستيفاني ويليامز، المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بين الأطراف الليبية، مبدياً استعداد التكتل الموحد «مواصلة العمل معها، ودعم السلطات الليبية في التحضير للعملية الانتخابية».
وكان نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي، قد صرح بأن تأجيل الانتخابات أثار مشاعر الغضب والحزن لدى معظم أبناء الشعب الليبي، ناخبين ومرشحين، مشيراً إلى أن عوامل التأخير في إجراء هذا الاستحقاق كانت ظاهرة منذ البداية «لغياب التوافق على القوانين، والفجوات الدستورية التي كان بالإمكان تداركها»، بإيجاد وسيلة للتوافق حول معالجاتها داخل مجلس النواب أولاً، ثم مع شركائه السياسيين، وإتاحة الفرصة أمام الخصوم السياسيين المتنافسين في هذه الانتخابات لأن يتوافقوا على ميثاق وطني، يضمن في حدوده الدنيا قبول نتائجها،
وإتاحة فرصة المشاركة بينهم في السلطة.
وتحدث اللافي عن المبادرة، التي سبق طرحها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كخريطة طريق تتضمن محطات ضرورية لمعالجة التحديات، التي ستواجه العملية الانتخابية، وقال إنها «لم تكن محل استجابة كافية، محلياً ودولياً، واعتبرها البعض ذريعة لتأجيل الانتخابات، وقد أظهرت التجربة اليوم أنها كانت تحاكي واقعاً يستوجب التعاطي معه بحكمة أكبر».
وأضاف اللافي «أتمنى أن نتفق نحن الليبيين على خريطة طريق، تتضمن المعالجات الكفيلة بإنجاح العملية الانتخابية، لتكون بداية صحيحة وقوية لمرحلة استقرار وازدهار لشعبنا وبلادنا».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.