مصدر عسكري مصري: المناورة العسكرية مع السعودية.. ستتبعها تحركات أخرى

قال إن الدول العربية أدركت أن تكاملها العسكري ليس خيارًا

مصدر عسكري مصري: المناورة العسكرية مع السعودية.. ستتبعها تحركات أخرى
TT

مصدر عسكري مصري: المناورة العسكرية مع السعودية.. ستتبعها تحركات أخرى

مصدر عسكري مصري: المناورة العسكرية مع السعودية.. ستتبعها تحركات أخرى

قال مصدر عسكري مصري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن المناورة العسكرية المصرية - السعودية، التي تم الإعلان عنها أول من أمس، تأتي في إطار عملية الإعداد للقوة العربية المشتركة، الجاري تشكيلها حاليًا، مشيرا إلى أنها ستصبح أمرا متكررا وتلقائيا بين كثير من الدول العربية بمجرد تشكيل تلك القوة، حيث سيتبعها تحركات ومناورات تدريبية، مؤكدا أن «الدول العربية جميعها باتت تدرك حاليا أن التكامل العربي العسكري، من أجل الدفاع عن أراضيها ليس خيارا، بل ضرورة يفرضها الأمر الواقع لمنع التدخل الأجنبي المضر دائما».
وكانت مصر والسعودية، قد أعلنتا في ختام مباحثات أجراها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي في القاهرة مساء أول من أمس، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، عن تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية، بمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج. وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن تفاصيل تلك اللجنة وموعد اجتماعها ومقر انعقادها وما ستتوصل إليه، سيتم إعلانه في وقت لاحق لم يتحدد بعد.
وأوضح أن «المناورة العسكرية هي جزء أصيل من مساعي تشكيل القوة العربية المشتركة، فمن المعلوم أنه من أجل تشكيل هذه القوة الموحدة لا بد من عمليات تدريب عسكري.. فما هي فائدة القوة دون تدريب»، مضيفا: هناك «تكتيكات مختلفة وأنواع أسلحة متعددة يتم استخدامها، وكلها أمور يجب التعرف عليها مسبقًا قبل حديثنا عن تدخل جماعي في أي بقعة عربية تحتاج لتدخل عسكري». وتابع: «بمجرد تشكيل القوة العربية المشتركة ستتعدد المناورات العسكرية العربية».
ودعت جامعة الدول العربية أعضاءها لعقد اجتماع لرؤساء أركان القوات المسلحة في الدول العربية بمقر الجامعة في القاهرة خلال شهر أبريل (نيسان) الحالي للنظر في تنفيذ القرار الخاص بتشكيل قوة عربية مشتركة. وقال مصدر دبلوماسي عربي إنه من المتوقع أن يعقد الاجتماع في الثاني والعشرين من أبريل لبحث المهام المنوطة بهذه القوة وكيفية تمويلها. وتشهد المنطقة العربية صراعات مشتعلة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، فضلا عن انتشار جماعات إرهابية متطرفة في كثير من بلدان المنطقة. وجاء قرار الجامعة بإنشاء قوة عربية مشتركة، خلال مؤتمر القمة نهاية مارس (آذار) الماضي، من أجل مواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي، على أن تكون مشاركة الدول في القوة اختيارية بعد أن تحفظ العراق على الاقتراح.
وأشار المصدر العسكري إلى «أنه وعقب ما تشهده المنطقة من صراعات وفوضى في بعض الدول مع فشل تجربة التدخل الأجنبي في أكثر من دولة، أيقنت جميع الدول العربية أن الاعتماد على الغرب لن يفضي إلى شيء»، مستدلا بالمثل الشهير: «ما حك جلدك مثل ظفرك»، وأضاف: «الدول العربية أصبحت تدرك أن الغرب يسعى لتحقيق مصالحه الشخصية فقط ولا يعتمد عليه كصديق حقيقي، ومن ثم أصبح التكامل العسكري العربي لحماية الأمن العربي أمرا حتميا وليس خيارا». وتابع: «من أجل ذلك بدأت تحركات التكامل العربي ومن ضمنها القوة العسكرية المشتركة، التي سيكون دورها صيانة الأمن العربي ومنع التدخل العسكري الأجنبي بحجة وجود أخطار، بعد أن شاهدنا نتائج تدخله في بعض الدول والتي ما جلبت خيرا أبدا». وأضاف: «حاليا عندما سنرى أخطار حقيقة تهدد أمننا وتستدعي تدخلا عسكريا سيكون الحل عربي».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم