آثار السودان ضمن خطة «اليونيسكو» للسياحة المستدامة

أهرامات في منطقة مروي بشمال السودان حيث تحتضن المنطقة عشرات الاهرامات المتناثرة
أهرامات في منطقة مروي بشمال السودان حيث تحتضن المنطقة عشرات الاهرامات المتناثرة
TT

آثار السودان ضمن خطة «اليونيسكو» للسياحة المستدامة

أهرامات في منطقة مروي بشمال السودان حيث تحتضن المنطقة عشرات الاهرامات المتناثرة
أهرامات في منطقة مروي بشمال السودان حيث تحتضن المنطقة عشرات الاهرامات المتناثرة

أعلن مركز التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) عن وضع خطة استراتيجية لتنمية السياحية المستدامة في السودان، من شأنها ضمان إدارة السياحة في مواقع منطقة نبتة وجبل البركل بشكل فعّال لمنع الآثار السلبية على الموقع المدرج ضمن قائمة «اليونيسكو للتراث العالمي» وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة للسكان المحليين.
وحسب باحث الآثار إسماعيل النور، فالغرض من هذه الخطة هو «التأسيس لتطوير السياحة في السودان بطريقة تنم عن إبعاد استراتيجية وإدارية يمكن أن تحل أي مشكلات تتعلق بزيادة أعداد الزوار مستقبلاً». وأثبتت دراسة قام بها عدد من المهتمين بالآثار في عام 2020 أن أعداد السياح انخفضت إلى ما يقارب 5000 زائر، 80% منهم من داخل السودان أو الدول المجاورة، مما يعني أن هناك 1000 زائر أجنبي يأتون سنوياً إلى المواقع، وهو رقم يعد منخفضاً بالنسبة إلى مواقع بهذه الأهمية. ووفقاً للدراسة فإن هذه المواقع تأثرت بجائحة «كورونا» مما أسهم في تدني أعداد الزوار. وتتضمن الخطة الاستراتيجية حلولاً لكثير من المشكلات والعقبات التي تواجه التطور السياحي المستدام في السودان مثل إدارة الأنشطة السياحية وضعف التنسيق السياحي وتواضع تجارب الزوار بالإضافة إلى التعديات على المناطق العازلة للموقع، إضافةً إلى ضعف الاستثمار في نوادي المجتمعات المحلية وفي مجال حراسة المواقع.
وسبقت هذه الاستراتيجية إقامة ثلاثة ورش في كل من الخرطوم وجامعة كريمة، استهدفت المجتمع المحلي، وفي مجتمعات الزوما مستهدفةً القواعد الشعبية التي تهتم بالسياحة، حيث تم تدريب عدد من أهالي المنطقة على مهارات وثقافة التعامل مع السائحين والزوار. ويقول عبد القادر محمد حسن، الأمين العام للجنة الوطنية لليونيسكو بالخرطوم، لـ«الشرق الأوسط»: «إن تزايد الاهتمام العالمي بمنطقة نبتة وتزايد الوعي بها خارج السودان أسفر عن استقبال عدد أكبر بكثير من الأعداد السابقة، لذا فإن تدريب أهالي المنطقة والذي يشمل أصحاب المتاجر والورش وأصحاب المطاعم والمقاهي وتدريب مرشدين سياحيين بات ضرورياً».
ويضيف عبد القادر حسن: «إن التعامل مع هذه المواقع الأثرية كوجهة ذات طابع خاص، وتحديد مسارات لرحلات والشرح الجيد، من أهم بنود الاستراتيجية لتطوير السياحة في هذه المواقع وتأمين فائدة أكبر للمجتمعات المحلية»، مضيفاً أن على الشركاء والداعمين إدارة الوجهات السياحية لتنفيذ الاستراتيجية وحماية القيمة العالمية الاستثنائية للمواقع.
ويأتي الاهتمام العالمي بهذه المواقع بعد أن أُدرجت عام 2003 على قائمة «اليونيسكو للتراث العالمي» ذات قيمة استثنائية، كونها شاهدة على حضارة نبتة (900 - 270) قبل الميلاد والحضارة المروية (270 - 350) قبل الميلاد، ومن أهم تلك المواقع جبل البركل، والكرو، ونوري، وسنام، وزوما التي تغطي 60 كيلومتراً من وادي النيل في السودان. ويُعرف عن نوري أنها مدينة الجمال، حيث يذهب الزوار لمشاهدة شروق الشمس وينهون يومهم برؤية الغروب خلف جبل البركل. أما موقع سنام فيمثل المركز الديني والإداري، وهو مركز سيطرة دينية على كل منطقة جبل البركل وله أهمية أثرية كبيرة.
ويبقى جبل البركل نقطة جذب رئيسية بين المواقع الموجودة، حيث يوفر الجبل أعظم لحظة مدهشة لزائر، لاحتوائه على ثلاث محطات مدهشة يمكن للسائح تجربتها، وهي: المعابد على جانب الجبل تجاه نهر النيل، والضريح نفسه داخل الجبل وما فيه من كتابة هيروغليفية، بالإضافة إلى عدد من الأهرامات.


مقالات ذات صلة

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.