أوروبا تخشى الإغلاق و«أوميكرون»

عدد من دولها يسعى للموازاة بين «المأساتين»

سكان لندن يسارعون إلى تلقي التلقيح مع تفشي المتحور الجديد (أ.ف.ب)
سكان لندن يسارعون إلى تلقي التلقيح مع تفشي المتحور الجديد (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تخشى الإغلاق و«أوميكرون»

سكان لندن يسارعون إلى تلقي التلقيح مع تفشي المتحور الجديد (أ.ف.ب)
سكان لندن يسارعون إلى تلقي التلقيح مع تفشي المتحور الجديد (أ.ف.ب)

تصارع دول أوروبية عدة للتوصل إلى معادلة توازن بين «مأساتين»، تفشي متحور «كورونا الجديد (أوميكرون) سريع الانتشار في القارة، وأيضاً المخاوف من الإغلاق الذي له تداعيات اقتصادية سالبة، خصوصاً بعد عامين من الجائحة التي استنزفت كثيراً من ميزانيات تلك الدول».
ففي بريطانيا، التي تسجل أعلى معدل إصابات في أوروبا بالمتحور الجديد، أحجم وزير الصحة ساجد جاويد أمس عن استبعاد احتمال فرض قيود جديدة للحد من انتشار «أوميكرون» قبل أيام معدودة من عيد الميلاد، قائلاً إن انتشار سلالة أوميكرون يمثل وضعاً سريع التغير للغاية. وسجلت بريطانيا زيادة في الإصابة بأوميكرون، التي وصفها مستشارو الحكومة بأنها قد تكون مجرد قمة جبل الجليد. وتحدث صادق خان رئيس بلدية لندن عن «حدث كبير» لمساعدة مستشفيات العاصمة على التعامل مع ارتفاع حالات كوفيد - 19 الناتجة عن السلالة الجديدة.
وقال جاويد لهيئة الإذاعة البريطانية رداً على سؤال عما إذا كان يستبعد فرض قيود قبل عيد الميلاد: «نقيم الوضع الذي يتغير بسرعة شديدة». وأضاف: «لا ضمانات مع هذه الجائحة. في هذه اللحظة يتعين أن بقي كل شيء قيد المراجعة». وقال جاويد إن الحكومة تتلقى نصائح «واقعية» من علماء جادين يراقبون البيانات «كل ساعة تقريباً» وسيوازنون بين ذلك وبين التأثير الأوسع للقيود على أمور مثل الأعمال والتعليم.وقال إنه ما زال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن أوميكرون لكن الانتظار حتى تتضح البيانات قد لا يترك وقتاً للتصدي له. وبلغ عدد إصابات أوميكرون المسجلة في البلد نحو 25 ألف حالة، ارتفاعاً من عشرة آلاف حالة قبل 24 ساعة. وبلغ إجمالي عدد الإصابات الجديدة بكوفيد – 19، 90418 حالة، بارتفاع 44.4 في المائة عن الأسبوع السابق. وقال جاويد إن الحكومة تعتقد أن 60 في المائة من حالات الإصابة الجديدة في بريطانيا هي إصابات بالسلالة الجديدة أوميكرون. وأضاف خان أن فرض قيود جديدة لاحتواء مرض كوفيد - 19 أمر حتمي لأن بدونه ستنهار مرافق للخدمات العامة مثل هيئة الخدمات الصحية تحت ضغط نقص العمالة وزيادة عدد المرضى.
من جانبها، أعلنت السلطات الألمانية إدراج بريطانيا على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشي كورونا، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر. وقالت هيئة مراقبة الصحة إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ، اعتباراً من «الأحد (أمس) عند منتصف الليل». وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكورونا.
وفي إيطاليا، قالت صحف محلية أمس الأحد إن الحكومة الإيطالية تدرس اتخاذ تدابير جديدة لتجنب زيادة حالات الإصابة بكوفيد - 19 خلال فترة العطلات وسط مخاوف من انتشار سلالة أوميكرون شديدة العدوى المتحورة من فيروس كورونا. وقالت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» اليومية الإيطالية إن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد يفرض على من تم تطعيمهم إجراء اختبار لإثبات عدم إصابتهم بالفيروس قبل دخول أماكن مزدحمة بما في ذلك الملاهي والملاعب، وذلك بعد اجتماعه مع الوزراء في 23 ديسمبر (كانون الأول).
وستكون الاختبارات السلبية مطلوبة للدخول إلى دور السينما والمسارح بالإضافة إلى وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة. وبموجب القواعد الحالية، يحق لمن تلقوا اللقاح أو تعافوا مؤخرا من المرض الدخول والجلوس في الحانات والمطاعم والمتاحف ودور السينما والنوادي والمباريات الرياضية.
وفي هولندا، أغلقت شوارع التسوق في هولندا واضطربت خطط الناس للاحتفال بعيد الميلاد مع بدء إغلاق جديد اليوم الأحد بهدف الحد من ارتفاع متوقع في حالات كوفيد - 19 نتيجة لانتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا أوميكرون. وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الإغلاق المفاجئ مساء أمس السبت وأمر بإغلاق جميع المتاجر باستثناء ما يبيع الضروريات، كما أُغلقت المطاعم وصالونات تصفيف الشعر والصالات الرياضية والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة من اليوم الأحد وحتى 14 يناير (كانون الثاني).
ومثلت هذه الأنباء صدمة للشعب الهولندي قبل عيد الميلاد ورأس السنة. وطالب العاملون في قطاع الضيافة بتعويضهم عن الدخل المفقود في موسم العطلات في حين أكد أصحاب الصالات الرياضية أهمية الرياضة في أوقات الأزمات الصحية. وستغلق جميع المدارس من اليوم الاثنين ولن تفتح قبل التاسع من يناير (كانون الثاني).


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.