تصارع دول أوروبية عدة للتوصل إلى معادلة توازن بين «مأساتين»، تفشي متحور «كورونا الجديد (أوميكرون) سريع الانتشار في القارة، وأيضاً المخاوف من الإغلاق الذي له تداعيات اقتصادية سالبة، خصوصاً بعد عامين من الجائحة التي استنزفت كثيراً من ميزانيات تلك الدول».
ففي بريطانيا، التي تسجل أعلى معدل إصابات في أوروبا بالمتحور الجديد، أحجم وزير الصحة ساجد جاويد أمس عن استبعاد احتمال فرض قيود جديدة للحد من انتشار «أوميكرون» قبل أيام معدودة من عيد الميلاد، قائلاً إن انتشار سلالة أوميكرون يمثل وضعاً سريع التغير للغاية. وسجلت بريطانيا زيادة في الإصابة بأوميكرون، التي وصفها مستشارو الحكومة بأنها قد تكون مجرد قمة جبل الجليد. وتحدث صادق خان رئيس بلدية لندن عن «حدث كبير» لمساعدة مستشفيات العاصمة على التعامل مع ارتفاع حالات كوفيد - 19 الناتجة عن السلالة الجديدة.
وقال جاويد لهيئة الإذاعة البريطانية رداً على سؤال عما إذا كان يستبعد فرض قيود قبل عيد الميلاد: «نقيم الوضع الذي يتغير بسرعة شديدة». وأضاف: «لا ضمانات مع هذه الجائحة. في هذه اللحظة يتعين أن بقي كل شيء قيد المراجعة». وقال جاويد إن الحكومة تتلقى نصائح «واقعية» من علماء جادين يراقبون البيانات «كل ساعة تقريباً» وسيوازنون بين ذلك وبين التأثير الأوسع للقيود على أمور مثل الأعمال والتعليم.وقال إنه ما زال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن أوميكرون لكن الانتظار حتى تتضح البيانات قد لا يترك وقتاً للتصدي له. وبلغ عدد إصابات أوميكرون المسجلة في البلد نحو 25 ألف حالة، ارتفاعاً من عشرة آلاف حالة قبل 24 ساعة. وبلغ إجمالي عدد الإصابات الجديدة بكوفيد – 19، 90418 حالة، بارتفاع 44.4 في المائة عن الأسبوع السابق. وقال جاويد إن الحكومة تعتقد أن 60 في المائة من حالات الإصابة الجديدة في بريطانيا هي إصابات بالسلالة الجديدة أوميكرون. وأضاف خان أن فرض قيود جديدة لاحتواء مرض كوفيد - 19 أمر حتمي لأن بدونه ستنهار مرافق للخدمات العامة مثل هيئة الخدمات الصحية تحت ضغط نقص العمالة وزيادة عدد المرضى.
من جانبها، أعلنت السلطات الألمانية إدراج بريطانيا على لائحة الدول العالية المخاطر لناحية تفشي كورونا، وهو ما سيستدعي فرض قيود كثيرة على السفر. وقالت هيئة مراقبة الصحة إن هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ، اعتباراً من «الأحد (أمس) عند منتصف الليل». وأوضحت أن الوافدين من بريطانيا يجب أن يخضعوا لحجر إلزامي لمدة أسبوعين في ألمانيا، بما في ذلك الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أو تعافوا من الإصابة بكورونا.
وفي إيطاليا، قالت صحف محلية أمس الأحد إن الحكومة الإيطالية تدرس اتخاذ تدابير جديدة لتجنب زيادة حالات الإصابة بكوفيد - 19 خلال فترة العطلات وسط مخاوف من انتشار سلالة أوميكرون شديدة العدوى المتحورة من فيروس كورونا. وقالت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» اليومية الإيطالية إن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قد يفرض على من تم تطعيمهم إجراء اختبار لإثبات عدم إصابتهم بالفيروس قبل دخول أماكن مزدحمة بما في ذلك الملاهي والملاعب، وذلك بعد اجتماعه مع الوزراء في 23 ديسمبر (كانون الأول).
وستكون الاختبارات السلبية مطلوبة للدخول إلى دور السينما والمسارح بالإضافة إلى وضع الكمامات في الأماكن المفتوحة. وبموجب القواعد الحالية، يحق لمن تلقوا اللقاح أو تعافوا مؤخرا من المرض الدخول والجلوس في الحانات والمطاعم والمتاحف ودور السينما والنوادي والمباريات الرياضية.
وفي هولندا، أغلقت شوارع التسوق في هولندا واضطربت خطط الناس للاحتفال بعيد الميلاد مع بدء إغلاق جديد اليوم الأحد بهدف الحد من ارتفاع متوقع في حالات كوفيد - 19 نتيجة لانتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا أوميكرون. وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الإغلاق المفاجئ مساء أمس السبت وأمر بإغلاق جميع المتاجر باستثناء ما يبيع الضروريات، كما أُغلقت المطاعم وصالونات تصفيف الشعر والصالات الرياضية والمتاحف وغيرها من الأماكن العامة من اليوم الأحد وحتى 14 يناير (كانون الثاني).
ومثلت هذه الأنباء صدمة للشعب الهولندي قبل عيد الميلاد ورأس السنة. وطالب العاملون في قطاع الضيافة بتعويضهم عن الدخل المفقود في موسم العطلات في حين أكد أصحاب الصالات الرياضية أهمية الرياضة في أوقات الأزمات الصحية. وستغلق جميع المدارس من اليوم الاثنين ولن تفتح قبل التاسع من يناير (كانون الثاني).
أوروبا تخشى الإغلاق و«أوميكرون»
عدد من دولها يسعى للموازاة بين «المأساتين»
أوروبا تخشى الإغلاق و«أوميكرون»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة