«المارية» كلمة قديمة درجت بين سكان منطقة نجد (وسط السعودية) للدلالة على العلامة أو الرمز. ويعيد أربعة فنانين سعوديون إحياء هذه الكلمة المندثرة في معرض للفن التشكيلي بعنوان (المارية)، افتتح هذا الأسبوع في الرياض، وهم، فاطمة النمر، ونجلاء السليم، وناصر التركي، وزمان الجاسم.
تقول الفنانة نجلاء السليم لـ«الشرق الأوسط»، إن كل مشارك اهتم بأيقونة معينة من الأيقونات الموجودة في البيئة المحلية السعودية بشكل عام، مضيفة «أنا اهتممت بالنخلة باعتبارها أيقونة من البيئة، وكلنا لنا انتماء واعتزاز وافتخار بالنخلة، وهي رمز للوطن وللعطاء ولكل ما هو جميل».
وعادة ما ترسم السليم النخلة في مجمل لوحاتها، لكنها ارتأت أن يكون للنخلة معنى آخر في هذا المعرض، حيث تخيلت نفسها وهي بين أحضان النخلة، فرسمت كل تفاصيل النخلة وهي قريبة جداً منها، قائلة «لست أنا من احتضنها، بل أشعر أنها هي من احتضنتني».
وأشارت السليم إلى أن دافعها بذلك هو التعبير عن مشاعر الامتنان والشكر لهذه النبتة العظيمة، مبينة أن مشاركتها في (المارية) تتضمن خمس لوحات من الحجم المتوسط، ولوحة كبيرة جداً (3 أمتار في مترين)، ونحو 18 لوحة صغيرة. وأبانت أن اعتزازها بالنخلة يكمن لكونها معطاءة بطبيعتها، مشيرة إلى اعتماد أهل نجد القدامى عليها في صنع منازلهم وغذائهم وتفاصيل حياتهم اليومية.
فيما تحدثت الفنانة التشكيلية فاطمة النمر عن مشاركتها عبر مجموعة أسمتها (المهفة)، التي تعني المروحة اليدوية التي كانت تمسك باليد قديماً، وضمت مشاركتها ثماني لوحات، مضيفة «ارتبطت المهفة بعلاقة الإنسان بالطبيعة على مر العصور، والتي تبين تطويعه لها حسب الزمان والمكان وتشبيهه بالأحداث المتسارعة».
وتابعت النمر حديثها لـ«الشرق الأوسط» بالقول «المهفة ترمز بحركتها في عصرنا الحالي إلى التكيف، وكيف يمكننا أن نتعايش مع المخاوف التي تعترينا والتي أجسدها هنا وبصورة رمزية تعبيرية داخل لوحاتي».
أما الفنان زمان جاسم، فيصف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، تجربته التي أسماها (نساء غيمات المطر)، قائلاً «هي من سلسلة (وجوه لا تشبه أحداً) التي تسلط الضوء على وجوه تحمل دلالات التساؤل حول ثيمة الملامح المختزلة بنصف وجه ونصف معنى ونصف سؤال يطرح على المتلقي ليشارك هذه اللحظة».
وجاسم الذي يمارس الفن منذ عام 1986، يتابع قائلاً، «لطالما كانت العين ركيزة الحواس ومحور المعاني والحديث للإنسان، بلا كلام، ولكن هي هنا غائبة لتعطي مساحة لبقية الوجه للتعبير، وكل حاسة لها حديثها الخاص». ويتابع موضحاً، «الكتلة العلوية غيمة مثقلة ومحملة بالذكريات وبكثير من المشاعر، تسقط كمطر ليتشكل منه وجه امرأة هي واحدة من نساء غيمات المطر، لا بصمة تحدد البوصلة غير الكل مثل شجرة لا نرى جذورها المغروسة في التربة، لكن أعلاها يشير للعمق، هنا العمق في الإنسان بلا قيود أو عناوين فاضحة».
«الماريّة»... معرض فني يعيد ذاكرة الرموز السعودية
يجمع 4 فنانين استلهموا أعمالهم من البيئة النجدية
«الماريّة»... معرض فني يعيد ذاكرة الرموز السعودية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة