أول قطرة عين في العالم تخلصك من نظارات القراءة

لمساعدة مرضى قصر النظر الشيخوخي

أول قطرة عين في العالم تخلصك من نظارات القراءة
TT

أول قطرة عين في العالم تخلصك من نظارات القراءة

أول قطرة عين في العالم تخلصك من نظارات القراءة

تتوفر منذ بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي في الأسواق، قطرات جديدة للعين (VUITY) لعلاج «قصر النظر الشيخوخي»، ويمكنها بالتالي أن تقلل من حاجة ملايين الأشخاص حول العالم إلى نظارات القراءة. وهي أول قطرة عين تستخدم لعلاج هذه الحالة، ومتاحة حالياً بوصفة طبية في الصيدليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

قطرات «قراءة»
وكانت هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) قد منحت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي موافقتها على استخدامها كعلاج لهذه الحالة. وجاءت الموافقة بعد أن أظهرت الدراسات الإكلينيكية للمرحلة الثالثة لقطرات العين هذه، أنها عملت في أقل من 15 دقيقة على تحسين قدرة إبصار الأشياء القريبة، واستمرت في ذلك لمدة تصل إلى ست ساعات.
وتعد هذه الوسيلة العلاجية ابتكاراً مهماً وتطوراً بعد عشرات السنوات من الانتظار، باعتبارها أول قطرة عين معتمدة من قِبل الهيئة الأميركية كبديل لنظارات القراءة، وأثبتت أنها تعمل على تحسين قدرات إبصار الأشياء القريبة والمتوسطة البعد، دون التأثير على وضوح إبصار الأشياء البعيدة.
وحتى اليوم، فإن أفضل ما يتوفر لغالبية الناس في علاج هذه الحالة هو استخدام نظارات القراءة، عندما لا يكون ثمة أسباب أخرى تتطلب معالجة مغايرة. وتتوفر أوجه أخرى لنظارات القراءة، كالعدسات اللاصقة الخاصة بالنظر القريب، والنظارات الثنائية البؤرة للرؤية القريبة والبعيدة في الوقت نفسه. كما تتوفر على نطاق أضيق، نظراً لكلفتها المادية، عمليات تصحيح إبصار القريب.
والقطرة الجديدة قد تساعد مرضى قصر النظر الشيخوخي (Presbyopia) على الإبصار أفضل عن قرب. وفي الدراسات الإكلينيكية تلقى المرضى البالغون نقطة واحدة من هذه القطرة في كل عين مرة واحدة يومياً، وتم قياس التحسن من خلال نسبة المرضى الذين حققوا استفادة مكونة من تحسن رؤية 3 أسطر أو أكثر بقراءة مخطط العين للرؤية القريبة (Near Vision Eye Chart)، دون فقد أكثر من سطر واحد في مخطط العين للرؤية عن بُعد (Distance Vision Eye Chart) في اليوم 30، بعد 3 ساعات من تلقي جرعات قطرة العين.
وتُستخدم قطرة واحدة في كل عين مرة واحدة يومياً للمساعدة في تحسين الرؤية القريبة. وإذا تم استخدام أكثر من نوع لقطرة العين، يجدر أن يكون هناك فاصل زمني بين كل نوع من قطرة العين وأخرى بمقدار 5 دقائق.

تحسين الإبصار القريب
وتعمل القطرة الجديدة على تحسين الإبصار القريب عن طريق تقليل حجم بؤبؤ العين (Pupil)، وذلك عبر إثارة حصول انقباض عضلات معينة في العين للمساعدة على الرؤية عن قرب بشكل أفضل.
وتحتوي القطرة على محلول «بيلوكاربين هيدروكلوريد» للعين بتركيز 1.25 في المائة. أما الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لها فهي الصداع واحمرار العين. ومع استخدامها، يجدر توخي الحذر عند القيادة ليلاً أو القيام بأنشطة في الإضاءة السيئة. وإذا كان المرء يرتدي عدسات لاصقة، فيجب إزالتها قبل وضع قطرة العين الجديدة، والانتظار 10 دقائق قبل إعادة تركيب العدسات اللاصقة.
وفقاً للأكاديمية الأميركية لطب العيون (AAO)، فإن قصر النظر الشيخوخي، أو ضبابية الإبصار القريب المرتبطة بالعمر، أو قُصُوُ البصر الشيخوخي (Presbyopia)، هي حالة شائعة جداً في العالم. وفيها تقل قدرة العين على تركيز رؤية الأشياء القريبة، وتؤثر على ما يقرب من نصف السكان البالغين فوق سن الأربعين في العالم، كجزء طبيعي من التقدم في العمر.
ويقول أطباء العيون في «مايو كلينك» في وصف الحالة، إنها: «تحصل كفقدان تدريجي لقدرة العين على التركيز على الأجسام القريبة. إنها حالة طبيعية، وعادة ما تشكل الجزء المزعج من التقدم في العمر. عادة ما يُلاحظ قُصُوُ البصر الشيخوخي منذ بداية الأربعينيات إلى وسطها، ويستمر تدهور هذه الحالة حتى بلوغ حوالي سن 65 عاماً». ويضيفون: «ربما تلاحظ في البداية هذه العلامات والأعراض بعد عمر الأربعين:
- الميل إلى الإمساك بالمواد المقروءة على بُعد لجعل الحروف أكثر وضوحاً
- عدم وضوح الرؤية عند المسافة الطبيعية للقراءة
- إِجْهاد العَين أو الصداع بعد القراءة أو تنفيذ الأعمال عن قرب
- ربما تلاحظ تفاقم الأعراض المذكورة إذا كنت متعباً أو كنت في منطقة ذات إضاءة خافتة».
وتفسر الأكاديمية الأميركية لطب العيون هذه التغيرات بقول ما ملخصه أن عدسات الشباب ناعمة ومرنة، ولكن مع تقدمك في العمر - خصوصاً بعد سن الأربعين - تصبح العدسة أكثر صلابة، ولا يتغير شكلها بسهولة. وهذا ما يؤدي إلى قصر النظر الشيخوخي، ويجعل من الصعب عليك رؤية الصورة المقربة بوضوح. مع قصر النظر الشيخوخي، قد تحتاج أيضاً إلى إضاءة أكثر إشراقاً أثناء القراءة، أو قد تبدأ في حمل الكتب أو الصحيفة على مسافة ذراع لقراءتها بسهولة.

فحص العين الوسيلة الوحيدة لتشخيص قصور البصر

> وفق ما يشير إليه أطباء العيون في «مايو كلينك»، فإنه ولتكوين صورة واضحة للأشياء القريبة التي نراها، تعتمد العين على كل من: القرنية والعدسة. وذلك لتركيز الضوء المنعكس على الأشياء. وكلما اقترب الشيء، كلما زادت الدرجة المطلوبة لانثناء العدسة.
ومعلوم أن القرنية هي سطح أمامي شفاف (على شكل قبة) بالعين، والعدسة وهي عبارة عن جزء شفاف داخل العين، وفي حجم وشكل حلوى صغيرة. وكلاهما يعملان على ثني (كسر) الضوء الداخل إلى العين لتركيز الصورة على الشبكية الموجودة بالجدار الداخلي الخلفي للعين. وعلى عكس القرنية، فإن العدسة مرنة نوعاً ما، ويمكنها تغيير شكلها بمساعدة عضلة دائرية تحيط بها. وعندما ننظر إلى شيء بعيد، تسترخي هذه العضلة الدائرية. وعند النظر لشيء قريب، تنقبض هذه العضلة الدائرية، ما يسمح دائماً للعدسة المرنة بالتقوس وتغيير قوة التركيز. ولكن الذي يحدث مع تقدم العمر هو بدء تصلب عدسة العين. ومع قلة مرونة العدسة، لا يمكنها تغيير شكلها لتركيز صور الأشياء القريبة على شبكية العين بوضوح، وبالتالي ضعف دقة إبصارها.
إضافة إلى التقدم في العمر، فإن هناك أسباباً طبية أخرى لقصور إبصار الأشياء القريبة في مراحل مبكرة من العمر، مثل: المعاناة من بُعد النظر، أو مرض السكري، أو مرض التصلب المتعدد، أو أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن ثمة عدة أدوية ترتبط بأعراض قصور البصر الشيخوخي المبكر، ويتضمن ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب ومضادات الهستامين للحساسية ومدرات البول.
والوسيلة الوحيدة لتشخيص قصور البصر الشيخوخي هي فحص العين، الذي يتضمن تقييم الانكسار وفحص سلامة العين. وتنصح الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن يخضع البالغون لفحص كامل للعين كل فترة تتراوح بين:
- 5 و10 سنوات للأشخاص تحت سن الـ40
- سنتان وأربع سنوات للأشخاص بين عمر 40 و54
- سنة وثلاث سنوات للأشخاص بين عمر 55 و64
- سنة وسنتان عند بلوغ سن الـ65
وقد تحتاج إلى الخضوع إلى الفحوص بشكل أكثر تكرراً إذا كانت لديك عوامل خطر الإصابة بأمراض العين، أو كنت تحتاج إلى ارتداء نظارات أو عدسات لاصقة.

6 خطوات عند انتقاء نظارة القراءة الطبية

> عند عرضها «نصائح لاختيار نظارات القراءة المناسبة»، أفادت الأكاديمية الأميركية لطب العيون بأهم الجوانب التي يجب مراعاتها عند ذلك، وهي:
* قرر الاختيار بين النظارات المخصصة والجاهزة. يمكن شراء نظارات جاهزة من الصيدلية، وهي أقل تكلفة من النظارات المخصصة. ولكنها قد لا تلبي احتياجات الكثيرين في ملائمة حاجة كل عين عن الأخرى، وفي البُعد بين بؤبؤ كل العينين. يجب محاذاة البؤبؤ مع المركز البصري للعدسات للحصول على أفضل تصحيح للنظر القريب. وبعد إجراء القياس في كل عين والتأكد من عدم وجود «استغماتزم اللابؤرية» (Astigmatism)، سيقوم الاختصاصي بصنع العدسات بناءً على الوصفة الطبية الخاصة بك.
* حدد التصميم الصحيح للعدسة، تتوفر عدسات نظارة القراءة ضمن فئات، واختيارك يعتمد على قوة تصحيح الإبصار الذي تحتاجه. وهناك عدسات خاصة بالقريب (Single Vision)، والعدسات ثنائية البؤرة (Bi - Focal Lenses) تمكنك من تصحيح قدرتك على رؤية القريب والبعيد، والعدسات ثلاثية البؤرة (Tri - Focal Lenses) تمكنك من تصحيح قدرتك على رؤية القريب والمتوسط والبعيد، والعدسات المتطورة (Progressive Lenses) توفر لك الانتقال السلس بين المسافة البؤرية والقريبة من المناطق البؤرية بدون خطوط فاصلة مرئية. يجب أن يساعدك طبيب العيون في إرشادك إلى أفضل تصميم للعدسة من أجل رؤيتك.
* اختر شكل العدسة وحجمها. بناءً على الوصفة الطبية الخاصة بك يمكنك اختيار شكل العدسة وحجمها. وتأتي العدسات في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام. وقد تعمل العدسات الأصغر حجماً والأكثر ضيقاً بشكل جيد للوصفات الطبية الأضعف. ولكن بالنسبة للوصفات الطبية الأقوى أو العدسات متعددة البؤرة، فإن أشكال العدسات الأكبر حجماً تعد خياراً أفضل لإتاحة مساحة كافية للوصفة الطبية بأكملها.
* إطارات معدنية أو بلاستيكية. الإطارات المعدنية أكثر متانة من البلاستيكية. وتأتي الإطارات البلاستيكية بمجموعة كبيرة من الألوان والأنماط والأسعار. والتيتانيوم هو أخف مواد الإطار المعدني وأكثرها مرونة. وعند اختيار الإطارات، تأكد من أنها تناسب وجهك وجسر الأنف والأذنين بشكل مريح.
* نوعية مكونات العدسات، عدسات «البولي كربونات» (Polycarbonate) و«تريفكس» (Trivex)، هي خفيفة ومقاومة للصدمات. وإذا كنت تقضي الكثير من الوقت في الهواء الطلق، أو تريد عدسات مقاومة للكسر، فإن «البولي كربونات» يعد خياراً آمناً وخفيف الوزن. و«تريفكس» هي مادة أخرى من مواد العدسة المقاومة للتأثير، وهي أخف وزناً وأقل تشويشاً من «البولي كربونات». ولكن إذا كانت لديك وصفة طبية أقوى، فإن العدسات البلاستيكية عالية المؤشر (High - Index Plastic Lenses) هي خيار أرق وخفيف الوزن.
* الطلاءات الواقية، قد تجعل الطلاءات الواقية نظارتك تدوم لفترة أطول. وتعد الطلاءات «المضادة للخدش» استثماراً جيداً لتحسين متانة النظارات الخاصة بك. ومعظم العدسات البلاستيكية (بما في ذلك البولي كربونات وتريفكس) تخدش بسهولة. وتعمل الطلاءات «المضادة للانعكاس» على تقليل الوهج والانعكاسات المشتتة على سطح نظارتك.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)

أقطاب كهربائية بالدماغ تمكّن مصابين بالشلل من المشي مسافات قصيرة

خلصت دراسة وشهادة، نُشرتا أمس (الاثنين)، إلى أن التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية يمكن أن يساعد بعض المصابين بالشلل على المشي.

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك يرصد البحث أن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية يرتبط بانكماش مركز الذاكرة في الدماغ (رويترز)

دهون البطن مرتبطة بألزهايمر قبل 20 عاماً من ظهور أعراضه

أفاد بحث جديد بأن نمو حجم البطن يؤدي إلى انكماش مركز الذاكرة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخضراوات الورقية تعدّ من الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم (رويترز)

مفتاح النوم ومحارب القلق... إليكم أفضل 10 أطعمة لتعزيز مستويات المغنيسيوم

إنه مفتاح النوم الأفضل والعظام الأكثر صحة والتغلب على القلق، ولكن انخفاض مستويات المغنيسيوم أمر شائع. إليك كيفية تعزيز تناولك للمغنيسيوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ استدعت شركة «صن فيد بروديوس» الخيار المعبأ في حاويات من الورق المقوى بكميات كبيرة (إدارة الغذاء والدواء الأميركية)

سحب شحنات من الخيار بعد تفشي السالمونيلا في ولايات أميركية

تحقق السلطات الأميركية في تفشي عدوى السالمونيلا التيفيموريوم المرتبطة بتناول الخيار في ولايات عدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أقطاب كهربائية بالدماغ تمكّن مصابين بالشلل من المشي مسافات قصيرة

التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)
التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)
TT

أقطاب كهربائية بالدماغ تمكّن مصابين بالشلل من المشي مسافات قصيرة

التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)
التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يساعد مرضى الشلل على المشي (رويترز)

خلصت دراسة وشهادة، نُشرتا أمس (الاثنين)، إلى أن التحفيز العميق لمناطق معينة من الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية يمكن أن يساعد بعض الأشخاص المصابين بالشلل، الذين يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، على المشي لمسافات قصيرة بسهولة أكبر.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد قال فولفغانغ ياغر، أحد المريضين اللذين شاركا في الاختبار الأول: «الآن، عندما أرى سلّماً يتكون من درج قليل فقط، أعلم أنني أستطيع صعوده وحدي».

وأكد ياغر (54 عاماً): «من الجميل ألا نضطر إلى الاعتماد على الآخرين طوال الوقت»، مشيراً إلى أن الصعود والنزول بضع درجات لم يمثل له أي مشكلة بعد زرع الأقطاب الكهربائية بدماغه.

وقد وُضعت الأقطاب في منطقة معينة من دماغه، ووُصّلت بجهاز مزروع في صدره. وعند تشغيلها، ترسل هذه الأجهزة نبضات كهربائية إلى الدماغ.

وهذه التقنية التجريبية مخصصة للأشخاص الذين يعانون من إصابات غير كاملة في النخاع الشوكي، أي عندما لا يُقطع الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي بشكل كامل، ويكونون قادرين على القيام بحركات جزئية.

وقد عُرف الفريق السويسري القائم على الدراسة، التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر ميديسين»، بتحقيقه في السنوات الأخيرة تقدماً علمياً باستخدام عمليات زرع في الدماغ أو الحبل الشوكي للسماح للمصابين بالشلل باستعادة القدرة على المشي.

هذه المرة، أراد هؤلاء الباحثون تحديد منطقة الدماغ الأكبر مساهمة في شفاء الأشخاص الذين يعانون من إصابات بالنخاع الشوكي.

وباستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد لرسم خريطة لنشاط الدماغ لدى فئران مصابة بهذه الأمراض، أنشأ الباحثون ما يُشبه «أطلس الدماغ». وقد وجدوا أن المنطقة التي جرى البحث عنها تقع في نطاق «ما تحت المهاد الجانبي» المعروف بتنظيم الوعي أو التغذية أو التحفيز.

وقال أستاذ علم الأعصاب بكلية الفنون التطبيقية في لوزان السويسرية، غريغوار كورتين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مجموعة من الخلايا العصبية في هذه المنطقة «يبدو أنها تشارك في استعادة القدرة على المشي بعد إصابة النخاع الشوكي».

وسعى الباحثون إلى تضخيم الإشارة الصادرة من منطقة «ما تحت المهاد الجانبي» عن طريق التحفيز العميق للدماغ، وهي تقنية تستخدم بشكل متكرر في مرض «باركنسون».

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الجرذان والفئران أن التحفيز الكهربائي أدى إلى تحسين المشي «على الفور»، وفقاً للدراسة.

«الرغبة في المشي»

«أشعر بساقي»... هو التعليق الذي أدلى به أول شخص يشارك في التجربة التي أجريت عام 2022 (كانت امرأة) عندما شُغّل جهازها لأول مرة، وفق ما أفادت به جراحة الأعصاب جوسلين بلوخ «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت: «أشعر بالرغبة في المشي» بمجرد زيادة قوة التيار، وفق العالمة.

كما استفاد المرضى المشمولون في التجربة، الذين يمكنهم تشغيل جهاز التحفيز عند الحاجة، لأشهر من عملية إعادة تأهيل وتدريبات عضلية.

وبالنسبة إلى المرأة، كان الهدف يتمثل في المشي من دون مشاية؛ أما فولفغانغ ياغر فيرغب في أن يستعيد القدرة على صعود الدرج بمفرده. وشددت جوسلين بلوخ على أن «كلاهما حقق هدفه».

وأكد غريغوار كورتين ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث، مشيراً إلى أن هذه التقنية لن تكون فعالة لجميع المرضى.

وبما أن كل شيء يعتمد على تحفيز إشارة الدماغ إلى الحبل الشوكي، فإن مقدار الإشارة الأولية يؤدي دوراً. ولفت كورتين إلى أنه على الرغم من أن التحفيز العميق للدماغ أصبح الآن أكثر انتشاراً، فإن بعض الناس لا يشعرون «بالارتياح» تجاه مثل هذا التدخل في أدمغتهم.