الرياض تستضيف «عِراب» الأول من نوعه في المنطقة

بندر مقري الرئيس التنفيذي  لـشركة «وقت الأبطال للترفيه»
بندر مقري الرئيس التنفيذي لـشركة «وقت الأبطال للترفيه»
TT

الرياض تستضيف «عِراب» الأول من نوعه في المنطقة

بندر مقري الرئيس التنفيذي  لـشركة «وقت الأبطال للترفيه»
بندر مقري الرئيس التنفيذي لـشركة «وقت الأبطال للترفيه»

تتوجه أنظار عشاق الخيل العربية الأصيلة للمملكة العربية السعودية وتحديداً غرب مدينة الرياض لمتابعة الحدث الكبير والأول من نوعه في المنطقة، وهو مهرجان «عِراب» أحد أضخم المحافل الدولية في مجال الفروسية الذي يأتي ضمن سلسلة الفعاليات الرياضية والترفيهية التي تزخر بها الرياض لهذا الموسم.
ويهدف المهرجان الذي ينطلق في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2021، ولمدة شهرين، إلى الترويج للسعودية باعتبارها مركزاً عالمياً لرياضات الخيل والفروسية، ورائدة في الاهتمام بجمال الخيل العربي الأصيل.
ويشتمل المهرجان على العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية، من بينها بطولة «العرب لجمال الخيول العربية الأصيلة» في نسختها الثانية بتصنيف دولي (C) التي تُعد من أضخم البطولات في المنطقة بتنظيم شركة «وقت الأبطال للترفيه» بالشراكة مع «مربط العرب» في محافظة ضرما بمنطقة الرياض وإشراف مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة، على جميع النواحي الفنية والتنظيمية والتحكيمية ووضع الضوابط والشروط لمسابقات الخيل العربية الأصيلة بالمملكة، وذلك وفقاً للأنظمة الدولية المعنية لهذه البطولات، وحسب أنظمة وقوانين واعتماد الإيكاهو (ECAHO).
وتستمر بطولة «العرب لجمال الخيول العربية الأصيلة» ثلاثة أيام بمشاركة 300 جواد في فئاتها المختلفة، التي تمثل أكبر وأعرق المرابط والمزارع السعودية والعربية.
ويتنافس ملاك خيل الجمال العربية الأصيلة على جوائز مالية تقدر بأكثر من 700.000 ريال سعودي طوال الأيام الثلاثة للبطولة، ضمن فعاليات المهرجان الذي يعمل على دعم التراث السعودي العريق في مجال الفروسية لنشره عالمياً، وتعزيز مكانة الخيل العربية الأصيلة والفريدة على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية.
ومن المقرر أن تشهد البطولة العديد من الفعاليات المصاحبة، كمزادات متعددة للخيول العربية، وعروض الخيل من جميع أقطار العالم، وعروض السيرك، ومنطقة الأطفال، وحفلات غنائية، وسيستمتع الزوار بالجلسات الخارجية والمنطقة المفتوحة للمطاعم ذات الطابع الضيافي الأنيق.
وعبر الرئيس التنفيذي لـشركة «وقت الأبطال للترفيه»، بندر مقري، عن سعادته بتنظيم هذه البطولة الدولية التي تُقام على مساحة 200 ألف متر مربع بمربط العرب، موضحاً أن الاستعدادات لها استكملت بالشكل المطلوب تنظيمياً وفق الشروط التي تكفل المشاركة، مؤكداً أن هذه البطولة تشكل أهمية؛ لكونها تبرز جمال الخيل العربي الأصيل. كما أشار إلى أن البطولة تستهدف جميع فئات المجتمع، من العائلات، والطلاب، وعشاق الخيل، وسكان منطقة الرياض والزوار، والمهتمين بالثقافة والترفيه.
وفي حديثه عن المهرجان، قال مقري إن مهرجان «عِراب» يُعد أحد أضخم الأحداث في مجال الفروسية الذي سيوفر المتعة وجمال الثقافة وروعة الترفيه، إذ يحتوي على العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية ذات الصلة، التي تعكس الروح الوطنية والتقاليد السعودية العريقة، بما من شأنه أن يسهم في الحفاظ على تراث السعودية الغني في رياضة الفروسية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة سلالة الخيل العربية الأصيلة محلياً وإقليمياً ودولياً.
وأكد مقري أن هذا الحدث يُعد أكثر من مجرد بطولة، فهو مهرجان متكامل يجمع الترفيه والثقافة والتجارب الفريدة، والفعاليات المختلفة، ومما يضفي على الحدث طابعاً مميزاً، ويتوقع أن يشهد حضوراً يتراوح بين 3 آلاف إلى 7 آلاف زائر يومياً من داخل المملكة وخارجها.
يذكر أن الدورة السابقة من «بطولة العرب لجمال الخيول العربية الأصيلة»، قد أقيمت في عام 2018، وبلغ عدد المشاركين فيها 300 خيل عربي، وبلغ عدد الحضور خلال أيامها الثلاثة أكثر من 25 ألف زائر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».