رغم الأزمات... لبنان يستقبل الأعياد بحفاوة

زينة ومعارض وأسواق «ميلادية» تغزو مدنه

إضاءة شجرة «الميلاد» في ساحة ساسين بالأشرفية
إضاءة شجرة «الميلاد» في ساحة ساسين بالأشرفية
TT

رغم الأزمات... لبنان يستقبل الأعياد بحفاوة

إضاءة شجرة «الميلاد» في ساحة ساسين بالأشرفية
إضاءة شجرة «الميلاد» في ساحة ساسين بالأشرفية

يتعالى اللبنانيون على جراحهم ومآسيهم، رغم الأزمات الكبيرة. وفترة التحضير لـ«الميلاد» و«رأس السنة»، خلعوا عنهم رداء الإحباط ليتحلوا بالعزيمة ويأخذوا فترة استراحة قسرية يتنفسون فيها الصعداء.
مساهمة منهم في إيصال نفحة الأعياد وأجواء الفرح إلى الجميع، لا سيما الأطفال والأولاد، انبرى كل يجتهد على طريقته. ومن خلال معارض وأسواق وأنوار الزينة في المراكز التجارية والتعاونيات وفي الساحات، أعاد اللبنانيون نبض الحياة والأضواء المتلألئة إلى مدنهم وبلداتهم.

«إيد بإيد منحتفل بالعيد»
في مدينة جبيل، تحت عنوان «إيد بإيد منحتفل بالعيد»، تعود شجرة الميلاد بعد غياب عامين كاملين، إثر تفشي الجائحة والأزمة الاقتصادية في لبنان، لتُضاء في الشارع الروماني وسط المدينة. وتتميز هذه السنة بارتفاعها الذي يصل إلى 30 متراً، مزينة بـ16000 مصباح كهربائي، بالإضافة إلى 4000 مصباح في محيط الاحتفال. والمعروف أن جبيل حصدت جوائز عديدة عن زينة شجرة الميلاد، وبينها في عام 2014، حين حجزت لها جائزة ثاني أجمل شجرة ميلاد في العالم بعد ريو دي جانيرو في البرازيل.
«بلش العيد عنا»
هو شعار مدينة البترون، على بعد كيلومترات قليلة من جبيل، حيث استعدّت المدينة الشمالية لاستقبال الأعياد ضمن معرض يحمل عنوان «بلش العيد عنا». وهو يفتح أبوابه يومياً من الساعة 12 ظهراً لغاية منتصف الليل. ويترافق مع نشاطات تصب في المناسبة لا سيما الخاصة بالأطفال. ويشهد السوق على مدار أيامه مرور موكب سانتا وريسيتال ميلادي وحفلة مع الممثلة سينتيا كرم. ودعت بلدية البترون أهاليها إلى دعم التجار وأصحاب المحلات الصغيرة المشاركين في السوق، لتشجيعهم من خلال شراء هدايا المناسبة من المعرض.
«ست الدنيا» ترتدي حلة العيد
في بيروت يتخذ العيد أجواء منوعة، تكسر المألوف، وتزود زائرها بالفرح والبهجة. فإضافة إلى المعارض والأسواق الميلادية وحفلات الموسيقى، تُنظّم نزهات تتيح للزوار اكتشاف أجواء العيد في مختلف أحيائها.
ففي ساحة ساسين بالأشرفية احتشد المئات من الأهالي، يتابعون إضاءة شجرة الميلاد، التي انتصبت على وقع أصوات الهتافات وموسيقى وترانيم مستوحاة من هذه الأجواء وبحضور شخصية «بابا نويل». كما حضرت شخصيات الـ«مهرج» الضاحك والدب القطبي الأبيض. وعلقت الفنانة إليسا عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» على صورة الشجرة وكتبت: «هيدي بيروت متل ما منتمناها، تحية حب وتقدير لكل الشباب والصبايا على المجهود الاستثنائي اللي عم يقومو فيه تا ترجع مدينتنا تضوّي وتعيش... إنتو لبنان الأحلى».
ومن ناحيته، أعلن مهرجان «بيروت هوب أون هوب وكريسماس فييستا»، عن موعد انطلاق حفلاته ابتداء من 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري ولغاية 2 يناير (كانون الثاني) من عام 2022، سيستطيع الناس خلاله عيش تجربة ميلادية خاصة، سيتنقلون بباص من طبقتين ليجول بهم على أحياء بيروتية ومعالم سياحية. وسيشكل متحف «ميم» للمعادن محطة رئيسية في هذه الجولة، إضافة إلى صخرة الروشة وساحة الشهداء والحمامات الرومانية في وسط العاصمة. ويرافق هذه الجولات تعليق صوتي متعدد اللغات يشرح خصائص كل موقع. الدخول إلى جميع الأماكن مجاني، وكذلك خدمة الإنترنت. أما المقاعد فستكون محدودة ولا بدّ أن تُحجز مسبقاً. تبدأ الجولات في الساعة 11 صباحاً وتنتهي عند 2.30 من بعد ظهر كل يوم.
وفي مركز «بيت الحكمة» في الأشرفية سيُحتفل في 19 الجاري بعيد «الميلاد» مع أجواء الضحك والابتسامة، ضمن عروض تشارك فيها شخصيات الـ«مهرجين» الطريفة. هذه النشاطات التي تنظمها جمعية «فيلا جوا» تسمح لمن يرغب أن يحمل معه الطعام بالكميات التي يريدها كي يتقاسم اللقمة جماعياً.
منطقة مار مخايل قررت بدورها أن تنفض عنها مأساة انفجار بيروت. مع جمعية «سوليدارتي» تقام القرية الميلادية في ساحة قبالة المرفأ. وفي 15 ديسمبر (كانون الأول) الجاري ينظم ريسيتال ميلادي تحييه مجموعة من طلاب جامعة الروح القدس في الكسليك. وبعدها تُفتتح القرية التي ستتاح زيارتها لغاية 19 الجاري من الرابعة بعد الظهر حتى السابعة مساء. وفي فندق «بوسا نوفا» في بيروت، يشارك نحو 60 مصمماً لبنانياً في معرض لدعم المواهب اللبنانية. ويستقبل هذا المعرض حاجيات وملابس وألعاباً قديمة وجديدة كي توزّعها لجنة تنظيم المهرجان على الجمعيات لمساعدة العائلات المحتاجة.
وفي مركز «فوروم دي بيروت» يقام «سوق البرغوت» الخاص بأعياد الميلاد ورأس السنة. ويتيح هذا السوق أن يختار رواده هدايا العيد من أغراض قديمة وجديدة بأسعار مقبولة. وللأطفال الذين يحبون سماع القصص مع شخصية «بابا نويل» وكذلك تناول الطعام مع كوب شاي، فهم مدعوون لزيارة معرض «مار نقولا» في الأشرفية، ويستمر لغاية 18 الجاري من الخامسة لغاية العاشرة مساء.

نهر الكلب وضبية وفقرا والمتين
تحتفل المناطق اللبنانية على اختلافها بوصول الأعياد من خلال ورشات عمل لتعلم كيفية صناعة زينة شجرة الميلاد يدويا. وكذلك بتنظيم أسواق تبيع الهدايا بأسعار مدروسة تناسب الجميع.
وفي منطقة نهر الكلب وبالتحديد في ساحة «تانيت فينيو» يقام معرض «الميلاد» الذي يشارك فيه حرفيون وأصحاب محلات ملابس للكبار والصغار وألعاب الأطفال. وتنظم أيضاً أنشطة احتفالية تحضر فيها شخصية «بابا نويل» التي توفر للأطفال فرصة التقاط صور تذكارية. ويشارك في المعرض مطاعم للوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية.
أما في منطقة ضبية وضمن المركز التجاري الخاص بالمطاعم «فيلادج ضبية»، فاللبنانيون على موعد مع عطلات أسبوع خاصة بالمناسبة. القيمون على إدارة المكان ينظمون معرض الميلاد كل جمعة وسبت وأحد لغاية عشية العيد. ويتخلل هذه المعارض حفلات وأغانٍ للكبار والصغار مستوحاة من المناسبة. كما ستتضمن مفاجآت مختلفة خاصة بالأطفال، تلامسهم أجواء العيد عن قرب من خلال هدايا وحسومات على الأطعمة.
ولمحبي الأجواء الجبلية، بإمكانهم التّوجه إلى «سوق كريسماس» في فندق «سنو هيلز» في فقرا. هناك سيتجمعون حول النار ويمضون لحظات من العمر مع نشاطات ميلادية منوعة. وسيتاح لهم تناول مأكولات لبنانية وأجنبية. وستستقبل إدارة الفندق رسائل الأطفال لـ«بابا نويل» الذي سيتناول الطعام معهم ويشاركهم صناعة الحلويات وهدايا العيد.
وفي بلدة المتين يقام في «ذا فينيو غاردن» معرض العيد الذي يستقبل رواده من الساعة الـ11 صباحاً ولغاية السادسة مساء. ويتخلل المعرض أنشطة موسيقية وعزف حي، وشراء هدايا العيد المصنوعة حرفياً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.