يستعيد المخرج المصري عمرو سلامة عالم الطفولة عبر فيلمه الجديد «بَرّا المنهج» الذي يشارك به ضمن فعاليات الدورة الأولى من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» السعودي. ويتناول الفيلم قصة طفل يتيم عمره 13 سنة، يكتسب احترام زملائه عندما يدخل بجرأة أحد البيوت المهجورة أمام مدرسته وهو ما يخشاه أقرانه، ليكتشف وجود عجوز يعيش مختبئاً بداخله، فتنشأ بينهما صداقة تقودهما إلى رحلة لاكتشاف الذات.
الفيلم بطولة ماجد الكدواني، وروبي، وأحمد أمين، وأحمد خالد صالح، والطفل عمر شريف.
وأكد سلامة في حواره مع «الشرق الأوسط» أنّه يطرح من خلال الفيلم قصة إنسانية يتمنى أن تكون ممتعة للجمهور... «قصة الفيلم مستوحاة من أحداث واقعية عشتها، وكنت أتمنى أن أقولها».
ويفسر سلامة أسباب اهتمامه بمرحلة الطفولة قائلاً: «أعتقد أنّ هذا يعود إلى أسباب نفسية في المقام الأول؛ فأنا أراها تنطوي على كثير من البراءة، ومن السهل التواصل معها، كما أنني أحب ثيمة النضوج وأحب حكيها، وهي تليق بهذا السن الذي يتشكل فيه الإنسان ويتحول من طفل إلى رجل. هذه وسيلة لحكي قصص معينة قد لا تليق بأعمار أخرى».
واختار سلامة الفنان ماجد الكدواني لبطولة الفيلم أمام الطفل عمر شريف. وعن ذلك يقول: «ماجد كان في ذهني منذ أن استقرت الفكرة في رأسي قبل 10 سنوات، وبعدما كتبت السيناريو وجدته هو الوحيد الذي تنطبق عليه مواصفات الشخصية؛ بينما واجهنا صعوبة نسبية في اختيار الطفل، واضطررت لإجراء اختبارات أداء لعدد كبير من الأطفال حتى اخترت الطفل عمر شريف».
ورغم كتابته الفيلم؛ فإن عمرو سلامة ينفي انحيازه إلى «سينما المؤلف»، مؤكداً: «لست بالضرورة مع (سينما المؤلف)، الأمر يخضع للصدفة؛ فقد تكون لديّ أفكار عديدة أرغب في كتابتها وإخراجها، لكن هذا لا يمنع من أن أخرج أعمالاً لكتاب آخرين، إنني بطبيعتي منفتح، وقدمت عدداً من الأعمال من تأليف كتاب آخرين، مثل مسلسل (طايع)، و(بيمبو) الذي سيعرض قريباً على منصة (شاهد)».
وعبّر المخرج الشاب عن سعادته بمشاركته في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، قائلا: «وجود مهرجان سينمائي في السعودية أراه خطوة مهمة لصناعة السينما العربية بشكل عام، خصوصاً في ظل وجود جمهور يحرص على مشاهدة الأفلام، مما سيؤدى إلى حراك كبير في المشهد الثقافي والسينمائي العربي، فالسعودية لديها جمهور كبير جداً من عشاق السينما، وأتوقع ظهور جيل جديد من صناع الأفلام الشباب بالسعودية، وهم قادرون على صنع موجة جديدة في السينما العربية ستؤكد وجودها خلال السنوات المقبلة».
ودخل سلامة في شراكة إنتاجية مؤخراً مع المنتج والسيناريست محمد حفظي، لكنّه ينفي أن تحتكر الشركة إنتاج أعماله، ويقول: «ليس بالضرورة أن أتعاون مع الشركة فقط، وليس بالضرورة أن تنتج كل أعمالي. نعم تجربة الإنتاج صعبة، ولست متأكداً من إمكانية تحقيقها بالشكل الأمثل، لكنّي أتعلم منها كثيراً، وهي تجعلني أنظر للإخراج من وجهة نظر مختلفة، وتظل في كل الأحوال تجربة مفيدة حتى وإن بدت صعبة في البداية».
وعُرض بعض أعمال المخرج عبر منصات رقمية مثل «ما وراء الطبيعة» الذي عرض على «نتفليكس»، كما أنّه من المقرر عرض مسلسله «بيمبو» قريباً على «شاهد»، وهو لا يخشى على السينما من المنصات، مشيراً إلى أنّ «وجود (البلات فورم) لن يقضي على صناعة السينما، وقد تردد هذا الأمر عند ظهور التلفزيون وبعده الأطباق الفضائية، ووسائل العرض الإلكترونية، لكن سيظل سحر السينما موجوداً ولن ينتهي، والمنصات تتيح حكي قصص بأشكال مختلفة، هناك قصص أشعر أنها تصلح للمنصات، وأخرى تصلح للسينما، وثالثة للتلفزيون، مما يوجد خيارات عديدة في الحكي، وهو ما يفيد صناعة السينما بشكل عام».
عمرو سلامة: المخرجون السعوديون قادرون على صنع موجة سينمائية جديدة
تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن كواليس فيلمه المصري «بَرّا المنهج»
عمرو سلامة: المخرجون السعوديون قادرون على صنع موجة سينمائية جديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة