سباق لقاحات بريطاني قبل وصول «الموجة الهائلة» من «أوميكرون»

تأكيد الوفاة الأولى بالمتحور الجديد المسؤول عن 40 % من إصابات لندن... وفرنسا تنتظر «موجة سادسة» في يناير

طابور من المواطنين أمام مركز للقاحات في وسط العاصمة البريطانية أمس (أ.ب)
طابور من المواطنين أمام مركز للقاحات في وسط العاصمة البريطانية أمس (أ.ب)
TT

سباق لقاحات بريطاني قبل وصول «الموجة الهائلة» من «أوميكرون»

طابور من المواطنين أمام مركز للقاحات في وسط العاصمة البريطانية أمس (أ.ب)
طابور من المواطنين أمام مركز للقاحات في وسط العاصمة البريطانية أمس (أ.ب)

بدأت بريطانيا، أمس (الاثنين)، سباقاً مع الزمن لتلقيح ملايين من مواطنيها بالجرعة الثالثة المعززة من لقاحات «كورونا» بحلول نهاية السنة، قبل وصول «موجة هائلة» من الإصابات المتوقعة بمتحور «أوميكرون» الشديد العدوى والذي بات يمثل 40 في المائة من الإصابات بـ«كوفيد - 19» في العاصمة لندن (20% في إنجلترا). وفيما قالت منظمة الصحة العالمية إن المتحور «أوميكرون» الذي رُصد في أكثر من 60 دولة يشكل «خطراً عالمياً كبيراً»، قال مسؤول طبي فرنسي إن البلاد تتوقع «موجة سادسة» من «كورونا» الشهر المقبل.
وسُجلت طوابير طويلة من المواطنين أمام مراكز التلقيح في المدن البريطانية أمس في ظل جهود ضخمة يقوم بها القائمون على جهاز الصحة العامة لتلقيح ما يصل إلى مليون شخص يومياً بالجرعة الثالثة قبل نهاية الشهر الجاري. وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس تسجيل أول حالة وفاة بمتحور «أوميكرون» في بريطانيا.
وجاء هذا التأكيد بعدما حذر جونسون في خطاب إلى الأمة مساء الأحد من أنه «ينبغي ألا يساور أي أحد أدنى شك: هناك موجة هائلة آتية جراء أوميكرون»، معلناً أن جرعات اللقاح المعززة ستكون في متناول من تجاوزوا 18 عاماً بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ويراهن جونسون على الجرعة الثالثة لتجنب إغراق المستشفيات وإعاقة الاقتصاد. ولتحقيق أعلى مستوى تطعيم، سيتم رفع عدد مراكز التلقيح وتمديد ساعات عملها، إضافة إلى الاستعانة بالجيش وتدريب آلاف المتطوعين على منح التطعيم، وفق ما أوضح رئيس الوزراء المحافظ الذي أعلن أيضا رفع مستوى التحذير الوبائي من الثالث إلى الرابع، ما يعني أن «التفشي كبير وأن الضغط على الخدمات الصحية يتسع أو في طور الازدياد».
وقالت بريطانيا أمس إن متحور «أوميكرون» ينتشر بمعدل كبير ويمثل حوالي 40 في المائة من إصابات «كورونا» في لندن، ولذا ينبغي على الناس الحصول على جرعة لقاح إضافية لتجنب التعرض للخطر. وقال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد الاثنين لتلفزيون «سكاي نيوز»: «كل ما نعلمه عن أوميكرون... هو أنه ينتشر بمعدل كبير، وهو شيء لم نشهده من قبل أبداً، الإصابات تتضاعف كل يومين إلى ثلاثة أيام». وأضاف «هذا يعني أننا نواجه موجة عاتية من العدوى، مرة أخرى نحن في سباق بين اللقاح والفيروس». وأضاف أن أوميكرون ربما يمثل حوالي 40 في المائة من الإصابات في لندن.
في غضون ذلك، توصل علماء بريطانيون إلى أن نظام التطعيم بجرعتي لقاح للوقاية من «كوفيد - 19» لا يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة كافية لمحاربة المتحور «أوميكرون» من فيروس «كورونا»، الأمر الذي يرجح زيادة الإصابات بين من أصيبوا من قبل بالمرض أو تم تطعيمهم باللقاحات.
ونشر باحثون من جامعة أكسفورد الاثنين نتائج دراسة لم تحظ حتى الآن بمراجعة من جانب علماء مناظرين حللوا فيها عينات من دماء المشاركين في دراسة كبيرة لبحث إمكانية المزج بين اللقاحات ممن سبق أن حصلوا على جرعات من لقاحي أسترازينيكا - أكسفورد وفايزر - بيونتيك.
وأشارت «رويترز» إلى أن نتائج الدراسة تأتي بعد يوم من التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عندما قال إن جرعتين من اللقاح غير كافيتين لكبح المتحور «أوميكرون». وقالت الدراسة إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أن انخفاض مستوى الأجسام المضادة المكافحة للعدوى قد يؤدي إلى تزايد خطر الإصابة بأعراض حادة أو الدخول للمستشفى أو الوفاة لمن حصل على جرعتين من اللقاحات المعتمدة.
وقال ماثيو سنيب الأستاذ بجامعة أكسفورد الذي شارك في الدراسة: «هذه البيانات مهمة لكنها ليست سوى جزء من الصورة».
وفي باريس، قال مسؤول تنفيذي في أحد المستشفيات الفرنسية إن فرنسا ستتعرض لموجة سادسة من (كوفيد - 19) الشهر المقبل بسبب ظهور المتحور الجديد للفيروس والمعروف باسم أوميكرون والأشد نشرا للعدوى، في حين لا تزال البلاد في خضم الموجة الخامسة من الجائحة الناجمة عن السلالة دلتا. وقال مارتن هيرش مدير مجموعة مستشفيات إيه بي - اتش بي في باريس أكبر شبكة مستشفيات في أوروبا لإذاعة آر تي إل: «لم نتفوه بكلمة واحدة عن الموجة السادسة وهي أوميكرون التي ستأتي لاحقا في يناير (كانون الثاني)»، حسب ما جاء في تقرير لوكالة «رويترز».
وفي جنيف، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إن المتحور «أوميكرون» الذي رُصد في أكثر من 60 دولة يشكل «خطراً عالمياً كبيراً» مع بعض الأدلة على أنه مقاوم للقاحات لكن البيانات السريرية عن شدته ما زالت محدودة. وقالت المنظمة في إفادة فنية صدرت أول من أمس الأحد إن حالة كبيرة من عدم التيقن تحيط بأوميكرون، الذي رصد لأول مرة الشهر الماضي في جنوب أفريقيا وهونغ كونغ، والذي قد يؤدي تحوره إلى سرعة أكبر في انتشار العدوى وعدد أكبر في الإصابات بـ(كوفيد - 19) وأضافت «مجمل الخطر المرتبط بالمتحور الجديد أوميكرون يظل مرتفعاً للغاية لعدة أسباب» في تكرار لتقييمها الأول.
وتابعت «ثانياً، فإن الأدلة الأولية تشير إلى تفاديه للاستجابات المناعية وإلى معدلات انتشار عالية وهو ما قد يتسبب في ارتفاع آخر في حالات الإصابة مع عواقب وخيمة»، مشيرة إلى قدرة الفيروس المحتملة على مقاومة المناعة التي توفرها الأجسام المضادة.
وأشارت المنظمة إلى أدلة أولية على ارتفاع أعداد من تكررت إصابتهم بالفيروس في جنوب أفريقيا. وتابعت أنه في حين تُظهر بيانات أولية من جنوب أفريقيا أن حالات الإصابة بأوميكرون أقل شدة من حالات الإصابة بسلالة دلتا، فإن المهيمن على الإصابات في العالم حالياً وجميع الحالات المسجلة في منطقة أوروبا كانت خفيفة أو دون أعراض، وما زال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يكون أوميكرون أقل ضراوة.
وقالت المنظمة: «هناك حاجة لمزيد من البيانات لفهم شدته... وحتى إذا كانت شدته أقل من دلتا فيظل من المتوقع ارتفاع معدلات الدخول للمستشفيات نتيجة زيادة الحالات. ويشكل زيادة معدل دخول المستشفيات عبئا على الأنظمة الصحية ويزيد من الوفيات»، حسب ما أوردت «رويترز».
وفي برلين، عارض الاتحاد الألماني للمستشفيات، الذي يمثل أصحاب المستشفيات، فرض إغلاق عام لمكافحة انتشار فيروس «كورونا» في ألمانيا، موضحاً أن هذا الإجراء غير ضروري الآن. وقال رئيس الاتحاد، جيرالد جاس، في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني الاثنين: «الإغلاق العام ليس ضرورياً في الوضع الحالي، على الأقل من وجهة نظرنا. نحن نفضل استمرار القيود على الاختلاط، خاصة لغير المُلقحين»، موضحاً أن الإجراءات التي تستهدف غير الملقحين ليس الغرض منها التسبب في مضايقتهم، ولكنها تهدف إلى التحوط، و«لذلك فإنها سليمة».
تجدر الإشارة إلى أن التطعيم الإجباري صار مطبقاً بالفعل في ألمانيا على العاملين في المستشفيات ودور رعاية المسنين. وقال جاس إن معدل التطعيم في المستشفيات مرتفع للغاية، حيث يتجاوز 90 في المائة. وقال: «نأمل أن يكون هناك عدد قليل للغاية من الذين سيرفضون تلقي اللقاح، وبالتالي ربما نضطر لفقدانهم في النهاية».
وفي إسلام آباد، قال المعهد الوطني للصحة في باكستان، الاثنين، إن باكستان رصدت أول حالة إصابة مؤكدة بالسلالة المتحورة «أوميكرون» في مدينة كراتشي، أكبر المدن من حيث عدد السكان. وقال المعهد في تغريدة على «تويتر»: «تأكدنا... من أن عينة من كراتشي أثارت الشكوك في الآونة الأخيرة هي بالفعل المتحور أوميكرون». وأضاف: «هذه أول حالة إصابة مؤكدة، ولكن هناك متابعة مستمرة للعينات المشتبه في إصابتها بالمتحور الجديد لتحديد الاتجاهات».
وقال مسؤول في وزارة الصحة لـ«رويترز»، يوم الخميس، إن السلطات بدأت التقصي عن أول حالة يشتبه في إصابتها بالمتحور أوميكرون الأسبوع الماضي.
وفي جوهانسبرغ، أظهرت الفحوص إصابة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا بـ(كوفيد - 19) على ما أعلنت الرئاسة في بيان، مشيرة إلى أنه يتلقى العلاج من أعراض خفيفة. وقالت الرئاسة إن رامافوزا الذي تلقى التطعيم بالكامل، بدأ يشعر بأنه ليس على ما يُرام إثر مغادرته مراسم تأبين رسمية لنائب الرئيس السابق إف دبليو دي كليرك في كيب تاون في وقت سابق الأحد، لكن معنوياته جيدة ويخضع لمراقبة الأطباء. وكان الرئيس يضع قناعا أسود خلال المراسم التي جمعت حوالي 200 شخص في كنيسة بالمدينة، إلا عندما ألقى خطاب التأبين. وسيبقى رامافوزا حاليا في الحجر الذاتي في كيب تاون، وقد فوض كل المسؤوليات إلى نائب الرئيس ديفيد مابوزا للأسبوع المقبل.
وفي بانكوك، أعلنت إدارة العلوم الطبية في تايلاند الاثنين تسجيل خمس إصابات جديدة بـ«كورونا» من المتحور أوميكرون، وذلك لمسافرين قادمين من نيجيريا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وكانت تايلاند قد أكدت في وقت سابق تسجيل ثلاث حالات إصابة بمتحور أوميكرون لمسافرين من إسبانيا ونيجيريا.
ولا يزال متحور دلتا هو السلالة السائدة لفيروس «كورونا» في تايلاند.
وتستعد تايلاند، في غضون ذلك، لتوزيع 54 مليون جرعة من لقاح فيروس «كورونا» العام المقبل على الأشخاص الذين حصلوا بالفعل على ثلاث جرعات، وذلك بحسب ما ذكرته الهيئة المعنية بالوضع الوبائي في البلاد. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الـ54 مليون جرعة التي سيتم توزيعها كجرعة رابعة، تأتي ضمن خطة الحكومة لتوزيع 120 مليون جرعة العام المقبل، تتضمن 41 مليون جرعة ثالثة و5 ملايين جرعة للأطفال الذين يبلغون من العمر أقل من 12 عاماً.
كما تتضمن الجرعات أيضاً 1.5 مليون جرعة تعزيزية لمن تعافوا من الفيروس و1.2 مليون جرعة للأفراد الذين لم يحصلوا على اللقاح بعد. وتستهدف الهيئة تطعيم ما لا يقل عن 80 في المائة من السكان في تايلاند العام المقبل.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.