ألمانيا لزيادة العمالة المهاجرة

TT

ألمانيا لزيادة العمالة المهاجرة

يدعم أصغر حزب في الحكومة الائتلافية الألمانية الجديدة زيادة العمالة المهاجرة إلى البلاد لسد العجز في سوق العمل.
وقال الزعيم الجديد للكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، كريستيان دور، وفق وكالة الأنباء الألمانية، إن الأمر ضروري للوفاء بالطلب على العمالة ولتحقيق النمو الاقتصادي، وتأمين أنظمة الرعاية الاجتماعية. وأضاف: «ميزانية الحكومة الاتحادية تضخ الآن أكثر من 100 مليار يورو في نظام تأمين المعاشات القانوني في صورة دعم ضريبي... هذه كلها مطالبات مبررة للمتقاعدين. لكنها تظهر عدم التوازن الديموغرافي».
وقال: «يتحدث رئيس وكالة التوظيف الاتحادية عن الحاجة إلى هجرة 400 ألف شخص سنوياً. أعتقد أن الرقم واقعي وأريد تبريره... أولاً فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية: إلى جانب اليابان، نحن من أكثر بلدان العالم التي لديها شيخوخة في المجتمع. هناك طلب على العمال حالياً في جميع القطاعات في ألمانيا دون استثناء. ويعتمد ازدهارنا على ما إذا كان بإمكاننا إدارة ذلك».
وذكر دور أن الهدف يجب أن يكون تمكين الهجرة إلى سوق العمل الألمانية، وليس فقط إلى أنظمة الضمان الاجتماعي، موضحاً أنه في حالة نجاح ذلك سيكون لألمانيا معدلات نمو يمكن الاستفادة منها بعد ذلك في الاستثمار في التعليم وحماية المناخ وتحقيق الاستقرار في أنظمة الضمان الاجتماعي.
وشدد دور على ضرورة أن تتصرف ألمانيا كدولة حديثة جاذبة للمهاجرين، وأن تحذو في إدارة ملف الهجرة حذو دول مثل كندا أو نيوزيلندا أو أستراليا.
في الأثناء، حذر قطاع النقل في ألمانيا من التعجيل بتطبيق التطعيم الإجباري، وسط دعوات من قيادات سياسية ألمانية لتطبيق هذه الخطوة.
وقال فرانك هوستر، المدير التنفيذي للاتحاد الألماني لوكلاء الشحن والخدمات اللوجستية، إن جعل تلقي اللقاح إلزامياً من شأنه أن يؤدي إلى رفض دخول آلاف السائقين إلى ألمانيا لأنهم تلقوا لقاحات مثل «سبوتنيك في»، التي لم تتم الموافقة على استخدامها في الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن القطاع يعاني بالفعل من مشكلات بسبب النقص الحاد في عدد السائقين، وقال: «قبل أن نجعل التطعيم إجبارياً علينا تسوية بعض الأمور أولاً».
وأوضح هوستر أن هذا يشمل، على سبيل المثال، ما إذا كان يمكن تقديم التطعيم في ألمانيا للسائقين الأجانب غير الملقحين، مضيفاً أن القطاع يجري حالياً محادثات مع الوزارات المسؤولة. وقال: «لم نتخذ قراراً ضد التطعيم الإجباري. لكن هناك مخاوف كبيرة من أن نفقد المزيد من الموظفين».
وبحسب بيانات الاتحاد الألماني للنقل البري والخدمات اللوجستية والتخلص من النفايات، يعاني القطاع في ألمانيا من نقص في العمالة يتراوح بين 60 ألفاً و80 ألف سائق شاحنة، مع تزايد الفجوة بمقدار 15 ألف سائق سنويا.
وقال المتحدث باسم مجلس إدارة الاتحاد، ديرك إنجلهارت، إنه لا يمكن تعيين عدد كافٍ من الموظفين من دول شرق الاتحاد الأوروبي، حيث يوجد أيضاً نقص في عشرات الآلاف من السائقين.
ويختار العديد من السائقين الوظائف ذات الأجر الأفضل في القطاع، التي تضمن أن يكون الجمع بين العمل والحياة الأسرية أسهل من التنقل لمسافات طويلة. ورغم ذلك، يؤيد الاتحاد الألماني للنقل البري والخدمات اللوجستية والتخلص من النفايات، فرض التطعيم الإجباري في ألمانيا.


مقالات ذات صلة

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)
العالم تمثال لفلاديمير لينين أمام عَلم روسي وسط مدينة كورسك (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا... من حرب الثبات إلى الحركيّة

يرى الخبراء أن أوكرانيا تعتمد الهجوم التكتيكي والدفاع الاستراتيجيّ، أما روسيا فتعتمد الدفاع التكتيكي والهجوم الاستراتيجيّ.

المحلل العسكري (لندن)
الولايات المتحدة​ يوكو ساكاتو (يسار) وفاليري ماتسوناغا (يمين) من بين أقارب جنود قاتلوا في فوج المشاة 442 خلال الحرب العالمية الثانية يحضرون احتفال في كامب داربي (أ.ب)

الجيش الأميركي يُكرّم كتيبة يابانية ساعدت في تحرير توسكانا من النازيين

يحتفل الجيش الأميركي بجزء غير معروف من تاريخ الحرب العالمية الثانية، حيث يكرم وحدة الجيش الأميركي اليابانية الأميركية التي كانت أساسية لتحرير أجزاء من إيطاليا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
TT

الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية في أعلى مستوياته منذ 2021

العاصمة السعودية الرياض (رويترز)
العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

ارتفع إجمالي الائتمان المصرفي الممنوح من البنوك السعودية بنسبة 12 في المائة بنهاية أغسطس (آب) الماضي، مسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2021، ليصل إلى 2.82 تريليون ريال (751.6 مليار دولار)، مقارنة مع 2.51 تريليون ريال (669 مليار دولار) بالفترة المماثلة من العام السابق، في ظل التوقعات باستمرار الاتجاه الإيجابي تزامناً مع الإصلاحات الاقتصادية في المملكة.

وبحسب النشرة الإحصائية الشهرية للبنك المركزي السعودي (ساما)، زاد إجمالي الائتمان المصرفي في المملكة بمعدل 1.2 في المائة على أساس شهري، بعد أن سجل 2.79 تريليون ريال (743.6 مليار دولار) في يوليو (تموز) الماضي.

وارتفعت القروض للأفراد بنسبة 7.5 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 1.31 تريليون ريال (349 مليار دولار) في شهر أغسطس، بينما قفزت فئة الأنشطة العقارية بمقدار 26 في المائة، أما الأنشطة المالية وأنشطة التأمين فقد زادت بمعدل 21.6 في المائة.

تحسن ملحوظ

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال رئيس أول لإدارة الأصول في «أرباح المالية»، محمد الفراج، إن ارتفاع مستويات الائتمان في البنوك السعودية يشير إلى تحسن ملحوظ في أداء القطاع المصرفي حيث يعكس زيادة الثقة والنمو المسجل في النشاط الاقتصادي، ونجاح السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة، إلى جانب زيادة الطلب على التمويل لدعم المشاريع والاستثمارات.

وأرجع الفراج هذا التحسن إلى عدة عوامل، منها ارتفاع أسعار النفط، ومبادرات «رؤية 2030»، والتوسع في القطاعات غير النفطية، كما يتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الإيجابي تزامناً مع استمرار الإصلاحات الاقتصادية ونمو القطاع الخاص ودعم الحكومة للمشاريع الكبرى.

وبيّن الفراج أن الأرباح المجمعة للبنوك في السعودية زادت خلال شهر أغسطس بنسبة 14 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفعت الموجودات بنسبة تجاوزت 11 في المائة، أما الودائع فقد نمت بنسبة 9 في المائة تقريباً.

قطاع الشركات

وكان «ساما» أوضح في تقرير الاستقرار المالي أن ائتمان قطاع الشركات كان المحرك الرئيسي للائتمان المصرفي بنهاية عام 2023، إذ ارتفع بنسبة 13.2 في المائة مدفوعاً بأنشطة المرافق والأنشطة العقارية التي سجلت نمواً بمعدل 27.8 و19.6 في المائة على التوالي، مما يعكس زخم الأنشطة الاقتصادية غير النفطية.

ومن ناحية أخرى، أظهر التقرير أن الائتمان الممنوح للأفراد في السعودية ارتفع بنسبة 6.7 في المائة، بتأثير من القروض العقارية والتي مثلت ما نسبته 48.8 في المائة من إجمالي ائتمان البنوك للأفراد في العام الماضي.

ويرجّح البنك المركزي السعودي استمرار التوسع في معدلات الائتمان خلال عامي 2024 و2025، وأن تكون الشركات غير المالية هي المحرك الرئيسي لذلك، بما يتماشى مع توقعات استمرار النمو في الأنشطة غير النفطية، وتأتي هذه التوقعات نتيجة لمشاريع البنية التحتية الضخمة، حيث أدت العديد من المشاريع مثل «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية» إلى جذب استثمارات رأسمالية كبيرة.