مقتل شاب فلسطيني برصاص الاحتلال

إصابة نحو 200 شخص خلال قمع مسيرات شعبية

طفلان بجانب جنديين إسرائيليين خلال مواجهات بمدينة الخليل أمس (إ.ب.أ)
طفلان بجانب جنديين إسرائيليين خلال مواجهات بمدينة الخليل أمس (إ.ب.أ)
TT

مقتل شاب فلسطيني برصاص الاحتلال

طفلان بجانب جنديين إسرائيليين خلال مواجهات بمدينة الخليل أمس (إ.ب.أ)
طفلان بجانب جنديين إسرائيليين خلال مواجهات بمدينة الخليل أمس (إ.ب.أ)

قُتل شاب فلسطيني وأُصيب نحو 200 شخص بجروح متفاوتة جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الشعبية السلمية الأسبوعية التي انطلقت أمس بعد صلاة الجمعة في القدس الشرقية وفي عدد من بلدات الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، إصابة الشاب جميل أبو عياش (31 عاماً) خلال المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي جبل صبيح، ووصفت حالته بالخطرة قبل أن يُتوفى في المستشفى.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ بجمعية الهلال الأحمر في نابلس، أحمد جبريل، إن أربعة شبان آخرين أُصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و52 شخصاً أُصيبوا بحالة اختناق بالغاز المسيل للدموع. وأشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق في جبل صبيح، ما أعاق عمل طواقم الإسعاف وتم السير بالإصابات مسافة كيلومتر لأقرب سيارة إسعاف.
وبمقتل أبو عياش، يكون قد قُتل تسعة فلسطينيين على أراضي جبل صبيح والثامن من بلدة بيتا، منذ بداية الاحتجاجات على إقامة بؤرة «جفعات افيتار» الاستيطانية على قمة جبل صبيح في مايو (أيار) الماضي.
وقد وقعت أمس، إصابات في مناطق أخرى جراء قمع المسيرات الشعبية. فقد أُصيب 6 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، خلال قمع الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية، المناهضة للاستيطان.
كما هاجم مستوطنون، أمس (الجمعة)، منازل المواطنين في بلدة مادما، ورشقوا مركبات المواطنين على طريق بورين الالتفافي جنوب نابلس.
وفي منطقة الأغوار الشمالية، شرع مستوطنون، أمس، بأعمال بناء وترميم قرب نبع خلة خضر في منطقة الفارسية، وقبل 11 شهراً استولى المستوطنون على نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية وقاموا بأعمال بناء وترميم في محيطها، ولاحقاً أقاموا متنزهاً في المنطقة وحرموا الفلسطينيين من استغلال النبع، الذي يعد مصدر المياه الرئيسي لعشرات العائلات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.