عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> أحمد عبد الرحمن الساعاتي، سفير مملكة البحرين لدى صربيا المقيم في موسكو، استقبله أول من أمس، رئيس جمهورية صربيا ألكسندر فوتشينش، بالقصر الرئاسي في بلغراد، وخلال اللقاء كلف الرئيس السفير بنقل تحياته للملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياته لهما بموفور الصحة والعافية، وللمملكة وشعبها دوام الرخاء والازدهار، كما أشاد الرئيس بالتطور الملحوظ لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
> عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان المعتمد لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، وماتيا بريفولشيك سفيرة جمهورية سلوفينيا لدى مصر غير المقيمة لدى سلطنة عمان، وقعا أول من أمس، بمقر سفارة السلطنة بالقاهرة، اتفاقية تفاهم بين وزارة الخارجية العمانية ووزارة الخارجية السلوفينية، تهدف إلى توطيد العلاقات الثنائية القائمة البلدين من خلال المشاورات السياسية، والتنسيق المشترك في الموضوعات الإقليمية والدولية، وتفعيل التعاون في شتى المجالات، وخاصةً الجوانب الاقتصادية.
> ناصر بن إبراهيم اللنقاوي، سلم أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة مفوضاً لدولة قطر لدى مملكة هولندا، إلى الملك ويليام ألكسندر، ملك مملكة هولندا، أول من أمس، ونقل السفير تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد، إلى ملك هولندا وتمنياته بموفور الصحة والسعادة، ولحكومة وشعب مملكة هولندا دوام التقدم والازدهار. من جانبه، حمل ملك هولندا السفير تحياته إلى أمير البلاد، متمنيا له موفور الصحة والسعادة، ولدولة قطر استمرار التقدم والتنمية والازدهار.
> عبد الحميد أحمد خوجة، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى مملكة البحرين، لوزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، وخلال اللقاء رحب الوزير بالسفير، معرباً عن تقديره لما تتميز به العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين من نمو وتطور، متمنيا للسفير التوفيق في أداء مهام عمله الدبلوماسي. من جانبه، أعرب السفير عن تطلع بلاده إلى تنمية العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.
> محمد إرزان جوهان، سفير جمهورية إندونيسيا غير المقيم لدى اليمن، التقى أول من أمس، بوكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام الكثيري، واستعرض اللقاء العلاقات التاريخية القائمة بين اليمن وإندونيسيا التي تسعى القيادتان السياسيتان في البلدين إلى تمتينها وتعزيزها بما يخدم الشعبين الشقيقين، وأعطى الوكيل صورة موجزة عما تتمتع به حضرموت من مقومات طبيعة جاذبة. من جانبه، أشار السفير إلى أن العلاقات القائمة بين البلدين تشهد مزيدا من النمو.
> خالد السهيلي، سفير الجمهورية التونسية في عمان، زار أول من أمس، محافظة البلقاء بمناسبة إدراج مدينة السلط على قائمة التراث العالمي «اليونيسكو» ومئوية الدولة الأردنية، واستمع السفير خلال الزيارة إلى إيجاز من محافظ البلقاء الدكتور فراس أبو قاعود، عن أهمية المحافظة السياحية والتراثية والاقتصادية والزراعية ومجالات الاستثمار في المحافظة، وعبر السفير التونسي عن إعجابه بمدينة السلط وما تحمله من تراث وحضارة، مقدماً التهنئة بإدراج المدينة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
> سيبي جورج، سفير الهند بالكويت، افتتح أول من أمس، فعاليات المهرجان الثقافي الهندي الكويتي تحت عنوان «ناماستي الكويت»، بمتحف الكويت الوطني، وسط حضور نخبة من المهتمين وعدد كبير من أعضاء الجالية الهندية المقيمة في البلاد، وأشاد السفير بمستوى العلاقات الثقافية بين البلدين، مؤكداً على أنها بلغت أعلى مستوى من الشراكة الخيرية والديناميكية، لافتاً إلى أن هذه الفعاليات تسهم في زيادة توسيع المشاركة الثقافية الغنية بين الجانبين، كما تعمل على تقوية الصلات والروابط الحضارية.
> إبراهيم عبد العظيم الخولي، سفير مصر في واغادوغو، التقى أول من أمس، بوزير الزراعة وإدارة الموارد المائية والميكنة البوركيني ساليفو أودراوغو، حيث بحث الجانبان مجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها خلال الفترة المقبلة، بما في ذلك تبادل الخبرات وتطوير قدرات الكوادر البوركينية في المجال الزراعي وإدارة الموارد المائية، وبحث الجانبان أيضاً المشاركة في الدورات التدريبية المتعددة المقدمة للكوادر البوركينية من قبل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمركز المصري الدولي للزراعة.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)