مجلس الأمن يندد «بشدة» بالهجمات ضد حفظة السلام في مالي

غوتيريش يدعو لتحقيق بعد جرح 3 من «مفوضية اللاجئين» بهجوم مسلح في الكونغو

جنود يعملون بقوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في مالي (مينوسما) (أ.ف.ب)
جنود يعملون بقوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في مالي (مينوسما) (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن يندد «بشدة» بالهجمات ضد حفظة السلام في مالي

جنود يعملون بقوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في مالي (مينوسما) (أ.ف.ب)
جنود يعملون بقوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات في مالي (مينوسما) (أ.ف.ب)

ندّد مجلس الأمن «بأشد العبارات» بالهجمات التي تتعرض لها بعثة الأمم المتحدة المتعددة الجنسيات في مالي (مينوسما)، والتي أدت أخيراً إلى مقتل جنود عدة من توغو، وواحد من مصر، ومتعاقد محلي، مطالباً السلطات في البلاد بملاحقة المهاجمين وتقديمهم إلى العدالة، علماً بأن الهجمات ضد حفظة السلام يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب.
وأفاد أعضاء مجلس الأمن، في بيان، أنهم «ينددون بأشد العبارات» بسلسلة الهجمات التي تعرضت لها «مينوسما» خلال الأيام الماضية في مناطق بندياغارا وكيدال وغاو وميناكا، التي قُتل فيها 7 من أفراد حفظ السلام من توغو، ومتعاقد محلي عندما اصطدمت مركبتهم بعبوة ناسفة بدائية الصنع في بندياغارا، بوسط مالي. كما قضى جندي مصري كان أصيب في هجوم الشهر الماضي. وعبّر أعضاء مجلس الأمن عن «أعمق تعازيهم ومواساتهم لأسر الضحايا». ودعوا الحكومة المالية الانتقالية إلى «التحقيق بسرعة في هذه الهجمات وتقديم الجناة إلى العدالة»، مذكرين بأن «الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي». وأكدوا أن «المشاركة في التخطيط أو التوجيه أو الرعاية أو شن هجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة لبعثة (مينوسما) تشكل أساساً لفرض العقوبات، وفقاً لقرارات مجلس الأمن»، مشددين على أن «أي أعمال إرهابية هي إجرامية وغير مبررة، بصرف النظر عن دوافعها، وأينما وقعت، ومتى ارتُكبت، ومرتكبيها». وشددوا أيضاً على أن «هذه الأعمال الشائنة لن تقوض عزمهم على مواصلة دعم عملية السلام والمصالحة في مالي». وعبّروا عن قلقهم حيال «الوضع الأمني في مالي والتهديد الإرهابي في منطقة الساحل»، داعين الأطراف المالية إلى «التنفيذ الكامل لاتفاق السلام والمصالحة في مالي من دون مزيد من التأخير». ورأوا أن «التنفيذ الكامل للاتفاق وتكثيف الجهود للتغلب على التهديدات غير المتكافئة يمكن أن يساهم في تحسين الوضع الأمني في كل أنحاء مالي»، معتبرين أن «جهود القوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس لمواجهة نشاطات الجماعات الإرهابية وغيرها من الجماعات الإجرامية المنظمة ستساهم في إيجاد بيئة أكثر أمناً في منطقة الساحل». وكذلك عبّرت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن «حزن عميق» لفقدان حفظة سلام في مالي. وقالت: «تشعر الولايات المتحدة بالفزع من هذا الهجوم، وتدينه بأشد العبارات الممكنة»، مضيفة أنه «يجب أن نحاسب المسؤولين» عن الهجمات.
وكذلك، نقل الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، أنه «يندد بشدة بهذا الهجوم الشائن». ودعا السلطات المالية إلى «عدم ادّخار أي جهد لتحديد مرتكبي الهجوم وتقديمهم إلى العدالة». وشدد على أن «الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي». ولاحظ دوجاريك أن هذا الهجوم يأتي في وقت أجريت فيه مناقشة لتعزيز حفظ السلام والأدوات التي تُمنح لحفظة السلام خلال مؤتمر وزاري في العاصمة الكورية الجنوبية؛ حيث أعلنت 62 دولة تعهدات للمساعدة في تعزيز أداء عمليات حفظ السلام. كما تعهدت 36 دولة تقديم قدرات عسكرية وشرطية جديدة، بعضها متاح للانتشار السريع.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى فتح تحقيق في هجوم مسلح استهدف فريقاً أممياً في البلاد. وقال غوتيريش، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «أصيب 3 من موظفي مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في هجوم وقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وإنني أدعو السلطات إلى عدم ادخار أي جهد في التحقيق مع مرتكبي هذا الهجوم غير المقبول ومحاسبتهم على الفور». وبحسب موقع أنباء الأمم المتحدة، فتح مهاجمون مجهولون النار على مركبة تقل فريقاً تابعاً للمفوضية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما أدى إلى إصابة 3 من موظفي الأمم المتحدة بجراح. وأعربت المفوضية عن صدمة وغضب من الهجوم، ودعت بأشد العبارات إلى احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني من العنف وضمان تقديم الجناة إلى العدالة على الفور. وقالت المفوضية: «كان الموظفون المصابون يسافرون في مركبة تحمل علامات واضحة أنها تابعة للمفوضية».


مقالات ذات صلة

غوتيريش يطلق مبادرة لجعل الأمم المتحدة «أكثر كفاءة» ماليا

العالم الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش خلال تقديمه مبادرة «الأمم المتحدة 80» (د.ب.أ)

غوتيريش يطلق مبادرة لجعل الأمم المتحدة «أكثر كفاءة» ماليا

أطلق الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء عملية مراجعة داخلية تهدف لجعل المنظّمة الدولية «أكثر كفاءة» في ظلّ الصعوبات المالية المزمنة.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
العالم اجتماع لمجلس الأمن الدولي (صور الأمم المتحدة)

أميركا ملتزمة بالضغوط القصوى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

قالت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إن واشنطن ملتزمة بمواصلة تنفيذ استراتيجية «الضغوط القصوى» التي ينتهجها الرئيس دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم مقر الأمم المتحدة في نيويورك (رويترز)

مع مرور 80 عاماً على تأسيسها... الأمم المتحدة تسعى لخفض الإنفاق وسط أزمة نقدية

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إن الأمم المتحدة تبحث عن طرق لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف مع مرور 80 سنة على تأسيسها هذا العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج سلال غذائية سعودية تجد طريقها إلى محتاجين في تشاد (واس)

كيف تساهم السعودية في مكافحة الجوع على المستوى الدولي؟

تستمر الجهود السعودية لمكافحة الجوع في العالم في وقتٍ يواجه فيه 343 مليون شخص حول العالم جوعاً حاداً إذ أنفقت ما يربو على ملياري دولار خلال عقدين.

غازي الحارثي (الرياض)

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)
أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: 6.2 مليون امرأة وفتاة باليمن يواجهن مخاطر العنف في 2025

أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)
أحد الأحياء في شوارع مدينة عدن (رويترز)

قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن 6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف في اليمن، وبحاجة إلى المساعدات المنقذة للحياة خلال العام الحالي، خصوصاً أنهن يواجهن الجوع وانهيار نظام الرعاية الصحية وذلك مع استمرار الحرب الدائرة منذ 10 سنوات.

وقال مكتب الصندوق باليمن: «6.2 مليون امرأة وفتاة عرضة لمخاطر العنف بمختلف أشكاله، بما فيها التعرض للإساءة والاستغلال خلال عام 2025، جراء الأزمة الإنسانية المطولة في هذا البلد المصنف إحدى أفقر الدول العربية».

وأضاف الصندوق أن هناك أيضاً نحو خمسة ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب لا يحصلن إلا على خدمات محدودة في مجال الرعاية الصحية الإنجابية.

كان منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، توم فليتشر، قال الأسبوع الماضي إن باليمن أعلى معدل وفيات الأمهات في الشرق الأوسط.