روى أحمد قسوم، المسؤول عن الأسرة التي أصيبت بشظايا غارة أميركية في ريف إدلب قبل أيام، لـ«الشرق الأوسط»، تفاصيل القصف الذي قالت واشنطن إنه استهدف قيادياً في تنظيم «حراس الدين» التابع لـ«القاعدة».
وقال قسوم لـ«الشرق الأوسط»، «بينما كنت وعائلتي في زيارة إلى أهل زوجتي في منطقة أريحا، وأثناء عودتي في صباح يوم الجمعة وفي حوالي الساعة التاسعة والنصف، وأثناء قيادتي للسيارة، تجاوزت دراجة نارية كانت تسير على طريق أريحا - المسطومة، جرى استهدافنا بغارة جوية لطائرة بدون طيار، وبدأ الأولاد بالصراخ والبكاء وانتشار الدماء داخل السيارة، وعلى الفور بادر الأهالي الموجودون في المنطقة إلى انتشالنا من داخل السيارة، وإسعافنا من قبل الكوادر الإسعافية والدفاع المدني السوري في المنطقة، إلى المشفى في إدلب». وأضاف أن معظم أفراد العائلة تعرضوا لـ«إصابات متفاوتة بين كسور وجروح بليغة»، بينما قال أحد أبنائه، ويدعى محمود، إنه يعاني من إصابات في الرأس والصدر ويخضع حتى الآن للعناية المشددة في المشفى.
ويضيف: «قضينا أسبوعاً من الفرح والسعادة أثناء زيارتنا لأهل زوجتي في مدينة أريحا بعد غياب لأكثر من عام، جمعتنا مع الأقارب والأحبة، ولم نعلم أنه بعد ذلك سينتهي الأمر بنا إلى حالة من الحزن والخوف، وإصابات وكسور، ولكن الحمدلله على كل شيء».
وأسفرت غارة جوية أميركية استهدفت زعيماً لتنظيم «القاعدة» شمال سوريا عن إصابة أسرة مكونة من 6 أفراد، من بينهم طفل في العاشرة من عمره عانى من جروح بالغة بالرأس.
وحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، فإن أحمد (52 عاماً) كان يتخطى الدراجة النارية عندما وقع الانفجار في الساعة التاسعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي. وذكر أن الناس هرعوا من المنازل المجاورة وساعدوهم في الوصول إلى المستشفى حتى قبل وصول عناصر من الدفاع المدني أو جماعة «الخوذ البيضاء».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن طائرة أميركية مسيرة أطلقت ثلاثة صواريخ في هجوم الجمعة، وهو ما أدى إلى مقتل عضو سابق في جماعة «حراس الدين» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأضاف أن القتيل غادر الجماعة قبل نحو عام، مضيفاً أنه مواطن سوري من منطقة جبل الزاوية شمال غربي محافظة إدلب. ولم يتضح ما إذا كان لا يزال مقاتلاً.
من جانبه، أكد الجيش الأميركي أنه شن غارة من طائرة مسيرة طراز «إم كيو - 9» يوم الجمعة قرب مدينة إدلب، واستهدفت «زعيماً بارزاً ومخططاً للقاعدة». وأضاف أن المراجعة الأولية لهذه الغارة تشير إلى وقوع ضحايا مدنيين محتملين، وأنه تم فتح تحقيق في الحادث.
وتأتي أنباء سقوط ضحايا مدنيين بعد أيام من تعيين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، جنرالاً من فئة الأربعة نجوم للتحقيق في الغارة القاتلة التي شنت في مارس (آذار) 2019 في سوريا، وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.
وسيكون أمام الجنرال 90 يوماً لاستكمال مراجعته لهذه الغارة التي حدثت بينما كان تنظيم «داعش» يخوض مواجهته الأخيرة في منطقة باغوز شرق سوريا. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، في وقت سابق من الشهر الحالي، أن الغارة على باغوز أدت إلى مقتل ما يصل إلى 64 امرأة وطفلاً.
وقال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، في بيان صحافي، الاثنين، إن غارة جوية بطائرة دون طيار، «استهدفت جماعة (حراس الدين) التابعة لـ(تنظيم القاعدة)، وأن القيادي الذي قتل في الغارة يدعى (مصعب كنان)»، دون أن يفصح عن جنسيته.
وأضاف أن المراجعة الأولية للضربة «تشير بالفعل إلى احتمال وقوع خسائر مدنية محتملة»، لكن لم يكن لديه تحديث بشأن تحقيق القيادة المركزية الأميركية، بشأن المدنيين، وأن كل ما يعرفه هو أنه تم إطلاق تقرير لتقييم الخسائر المدنية، وهو ما يتعين عليهم القيام به عندما يعتقدون أن هناك احتمالية، وبقدر ما يعرف، أنه لا يزال هذا مستمراً».
سوري يروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل إصابته بغارة أميركية في إدلب
واشنطن قالت إنها استهدفت قيادياً في تنظيم «حراس الدين»
سوري يروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل إصابته بغارة أميركية في إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة