مصر تحذر من «الكتائب الإلكترونية» للتنظيمات «الإرهابية»

مندوب مصر محمد فؤاد خلال كلمته في اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» ببروكسل (الخارجية المصرية)
مندوب مصر محمد فؤاد خلال كلمته في اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» ببروكسل (الخارجية المصرية)
TT

مصر تحذر من «الكتائب الإلكترونية» للتنظيمات «الإرهابية»

مندوب مصر محمد فؤاد خلال كلمته في اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» ببروكسل (الخارجية المصرية)
مندوب مصر محمد فؤاد خلال كلمته في اجتماع للتحالف الدولي ضد «داعش» ببروكسل (الخارجية المصرية)

في حين أكدت القاهرة «مواصلة دعمها للجهود المبذولة للقضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي وتجفيف منابع تمويله»، وذلك خلال اجتماع المديرين السياسيين للمجموعة المصغرة للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» ببروكسل أمس، حذر وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة من «مخاطر (الكتائب الإلكترونية) للتنظيمات (الإرهابية)».
وألقى مدير وحدة مكافحة الإرهاب الدولي بوزارة الخارجية المصرية الوزير المفوض محمد فؤاد، بيان مصر خلال المشاركة - بصفة مصر عضواً في التحالف الدولي ضد «داعش» - في اجتماع المديرين السياسيين للتحالف أمس. ونوه فؤاد بـ«تنامي التهديدات الإرهابية التي تمثلها الجماعات المتحالفة مع (داعش) وغيرها من التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا، ما ينعكس سلباً على أمن دول القارة وجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها». وأكد فؤاد «أهمية تكثيف جهود بناء قدرات الدول الأفريقية في مجالات مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى «الدعم الذي تقدمه مصر للدول الأفريقية في هذا الشأن، وكذا إلى تدشين (مركز مكافحة الإرهاب) التابع لتجمع الساحل والصحراء بالقاهرة».
ووفق بيان لوزارة الخارجية المصرية أمس، فقد أشار الوزير فؤاد إلى «أهمية متابعة تطورات الأوضاع في أفغانستان عن كثب، وضرورة تكثيف الجهود لمنع تحولها إلى ملاذ آمن للعناصر (الإرهابية) التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة والعالم»، مؤكداً «التزام مصر بالتعامل مع تحدي الإرهاب من منظور شامل يعالج مسبباته، ومن خلال مقاربة تتضمن الأبعاد الأمنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية»، مشدداً على «أهمية مكافحة جميع التنظيمات (الإرهابية) دون استثناء». وقالت «الخارجية» المصرية إن «الاجتماع تناول الجهود التي يبذلها التحالف للتصدي لبقايا تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق وسوريا، والمستجدات الخاصة بأنشطة مجموعات العمل المنبثقة عن التحالف... كما شهد الاجتماع تدشين مجموعة العمل الخاصة بأفريقيا في إطار التحالف».
في غضون ذلك، حذر وزير الأوقاف المصري من «مخاطر (التطرف الإلكتروني)»، داعياً إلى «التصدي بقوة وحسم للمواقع وصفحات التواصل الاجتماعي (المتطرفة)، والأخذ على أيدي أصحابها سواء بالمواجهة الفكرية، والإجراءات القانونية الحاسمة، وإنفاذ القانون على من يعبث بأمن الوطن ومقدراته وتشويه الرموز الوطنية».
ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بمصر أمس، فقد أكد وزير الأوقاف أن «كثيراً من وسائل التواصل العصرية إنما هي أسلحة ذات حدين»، موضحاً أن «وسائل التواصل ومواقعه التي ينبغي أن تكون وسيلة لبث الحكمة والمعرفة والحوار الحضاري، صارت لدى بعض (الخارجين) على النسق الإنساني السوي وسائل لـ(التطرف الفكري)، و(هدم) الدول والمجتمعات، وبث (الفتنة والفرقة) بين أبناء الوطن الواحد، وترويج الشائعات».
وأضاف وزير الأوقاف المصري أن «الجماعات (الإرهابية) لجأت إلى التركيز على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، وأنشأت ما يعرف بـ(الميليشيات والكتائب الإلكترونية)، لتنشط بشكل ملحوظ على مواقع التواصل، مدعومة بـ(تمويلات مشبوهة)»، داعياً إلى «محاصرة هذه (الكتائب الإلكترونية)، والعناصر (الإرهابية) على جميع المستويات الدينية، والثقافية، والإعـلاميـة، وكشـف زيفهـا وخطرها على المجتمعات».


مقالات ذات صلة

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الحليف الأقرب لإردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان الثلاثاء (حزب الحركة القومية)

حليف إردوغان يؤكد دعوة أوجلان للبرلمان ويتخلى عن إطلاق سراحه

زاد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي الجدل المثار حول دعوته زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث بالبرلمان وإعلان حل الحزب وانتهاء الإرهاب

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: حملة تفتيشات جديدة بحثاً عن إرهابيين سابقين في «الجيش الأحمر»

تُعد جماعة «الجيش الأحمر»، التي تأسست في عام 1970، إحدى أبرز الجماعات اليسارية بألمانيا الغربية السابقة في فترة ما بعد الحرب حيث تم تصنيفها هناك جماعة إرهابية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا عناصر الشرطة الألمانية في حملة مداهمات سابقة (غيتي)

ألمانيا تحيل 4 يُشتبه بانتمائهم لـ«حماس» للمحاكمة بتهمة جمع أسلحة

مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا: «(حماس) نظمت عمليات تخبئة أسلحة في دول أوروبية مختلفة لتنفيذ هجمات محتملة ضد مؤسسات يهودية وغربية في أوروبا».

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.