«الصحة العالمية»: انتشار «أوميكرون» في شرق المتوسط مسألة وقت

المكتب الإقليمي للمنظمة قال إنه لم يتم تسجيل حالات وفاة حتى الآن

أحمد المنظري مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية
أحمد المنظري مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية
TT

«الصحة العالمية»: انتشار «أوميكرون» في شرق المتوسط مسألة وقت

أحمد المنظري مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية
أحمد المنظري مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية

قال أحمد المنظري، مدير إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، إن وصول متحور «أوميكرون» إلى دول المنطقة هو «مسألة وقت»، مشيراً إلى أن المعروف حتى الآن هو حالة واحدة أعلنتها المملكة العربية السعودية.
وخلال مؤتمر صحافي افتراضي نظمه المكتب الإقليمي، أمس (الأربعاء)، أبدى المنظري تخوفه من أن التحور «أوميكرون»، يُشكل تهديدات محتملة للمكاسب التي تحققت بصعوبة خلال العامين الماضيين، ودعا جميع شعوب الإقليم، وخاصة القادة السياسيين وقادة المجتمع، إلى أخذ التحذير الصادر بشأن «أوميكرون» على محمل الجد.
وأضاف، أنه «رغم مما يقرب من عامين من الكفاح الصعب ضد (كوفيد – 19)، يجب علينا أن نضاعف جهودنا لإنهاء الجائحة».
وشدد على أهمية الحفاظ على جميع التدابير التي نعلم أنها فعالة ضد فيروس «كوفيد - 19» مع توسيع نطاق تطبيقها، ومنها تلقي اللقاحات، وارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد، وتنظيف الأيدي، وضمان التهوية الجيدة، كما يجب على جميع الدول الأعضاء تعزيز ترصُّد المرض حتى تتمكن من الاكتشاف المبكر لحالات «كوفيد - 19» المحتملة الناجمة عن التحور «أوميكرون»، والاستجابة السريعة له.
ولفت المنظري إلى أنه ينبغي أيضاً التفكير في الأسباب المحتملة لظهور تحورات جديدة، ومن هذه الأسباب انخفاض التغطية بالتطعيم؛ مما يسمح للفيروس بالاستمرار في الانتشار والتحور، مشيراً إلى أن استمرار عدم الإنصاف في توزيع اللقاحات لا يزال من السمات الأبرز والأكثر إثارة للقلق في الاستجابة الدولية لهذه الجائحة؛ وهو ما يجعل خطر ظهور التحورات أكبر.
وقال «ينبغي أن نشعر جميعاً بالقلق إزاء حقيقة أن أكثر من 80 في المائة من لقاحات (كوفيد – 19) في العالم ذهبت إلى بلدان مجموعة العشرين، في حين أن البلدان المنخفضة الدخل، ومعظمها في أفريقيا، تلقت 0.6 في المائة فقط من مجموع اللقاحات».
وأضاف «كلما طال أمد أوجه الإجحاف، زادت فرص ظهور مزيد من التحورات، وطال علينا جميعاً الوقت الذي سنضطر خلاله أن نتحمل هذه الجائحة بعواقبها الجسيمة».
من جانبه، قال عبد الناصر أبو بكر، رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى، بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنه لا تزال هناك الكثير من الأمور غير معروفة عن هذا التحور الجديد، مشيراً خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي، إلى أن المنظمة تعمل مع شبكة من الخبراء في جميع أنحاء العالم لتحديد تأثيره على انتقال المرض، وشدته، وما إذا كان قد يفلت من المناعة التي اكتسبناها سواء من خلال عدوى سابقة أو من خلال اللقاحات.
وأضاف، أن ظهور التحورات أمر معتاد في الفيروسات؛ لذلك فإن «أوميكرون» لن يكون الأخير، ومن الوارد ظهور متحورات أخرى، ما لم تتم السيطرة على الوباء بالتطعيم واتباع الإجراءات الاحترازية لمنع حدوث المزيد من العدوى، وبالتالي تقليل فرص حدوث التحور.
ولفت إلى أن حالة الذعر التي انتابت العالم بسبب هذا المتحور، رغم المعلومات القليلة المتوفرة عنه، ترجع إلى بيانات أولية تشير إلى أنه أسرع في الانتشار بسبب طفرات في بروتين «سبايك» الفيروسي، والمسؤول عن التصاق الفيروس بالخلايا البشرية.
ورغم تأكيد المنظري على أهمية اللقاحات، كأحد أدوات مقاومة التحورات، فإن أبو بكر قال، إن الإجراءات الاحترازية مثل التباعد الاجتماعي والتهوية الجيدة شتاء، وارتداء الكمامات، تعدّ من الوسائل المهمة، والتي يؤدي إغفالها إلى الإصابة بالفيروس، رغم الحصول على اللقاحات، وهو ما يفسر أسباب الإصابة في دول أوروبية حققت معدلات عالية من التطعيم.
وعن الفارق بين متحور «أوميكرون» والمتحورات الأخرى، قال ريتشارد برنان، مدير الطوارئ الصحية الإقليمية بمنظمة الصحة العالمية، إن المتحور الجديد يحمل أكثر من 40 طفرة، نحو 32 منها في منطقة بروتين «سبايك»، وهو ما يجعله المتحور الأكبر في عدد الطفرات.
وأعاد برنان ما أكد عليه المنظري من أن كثيراً من الأسئلة المتعلقة بمدى خطورة هذا المتحور لم يتم الإجابة عنها، ولكن أشار إلى أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي وفاة في العالم نتيجة الإصابة بهذا المتحور الجديد.
وإلى أن تتم الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بخطورة المتحور، يؤكد برنان أن إجراءات حظر السفر من وإلى بعض الدول التي تم اتخاذها، لم تتم بناءً على تقييم حقيقي للمخاطر، معرباً عن قلقه من أن تتسبب مثل هذه الإجراءات المضرة اقتصادياً، إلى اتجاه دول أخرى لعدم الإفصاح بشفافية عن حجم وجود المتحور الجديد لديها.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا تتهم تركيا بقيادة الهجوم على البلاد وتعلن التعبئة العامة

الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
TT

الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا تتهم تركيا بقيادة الهجوم على البلاد وتعلن التعبئة العامة

الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)
الإدارة الذاتية الكردية تُدين في بيان الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية (أ.ف.ب)

اتهمت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا، اليوم (الأحد)، تركيا بقيادة الهجوم الذي تشنه فصائل مسلحة في سوريا، وأعلنت التعبئة العامة.

وأدانت الإدارة الذاتية الكردية في بيان «الهجوم الذي تشنه الدولة التركية ومرتزقتها على الأراضي السورية»، معتبرةً أن «الهجوم يمثل استكمالاً للمخطط الذي فشلت في تحقيقه تركيا من خلال تنظيم داعش».

وقالت الإدارة إن «هذا العدوان يستهدف احتلال وتقسيم سوريا، وتحويلها إلى بؤرة للإرهاب الدولي»، مؤكدةً أن «الهجوم الذي بدأ في حلب وحماة لا يقتصر على منطقة معينة فحسب، بل يهدد كل سوريا».

وأعلنت الإدارة «التعبئة العامة»، داعيةً «شعبنا إلى أن يكون في حالة تأهب دائم»، وقالت: «يتوجب على جميع مؤسساتنا أن تكون على رأس عملها، في حالة استنفار كامل، وأن تعمل كل مؤسسة كخلية أزمة لمواجهة التحديات المترتبة على هذا العدوان».

ودعت الإدارة المجتمع الدولي إلى «وقف هذا العدوان الذي سيتسبب في كوارث إنسانية كبرى، حيث يمثل تهديداً ليس فقط لسوريا، بل هو شكل جديد من الإرهاب الداعشي الذي ستكون له تداعيات إقليمية وعالمية خطيرة».