القوات اليمنية المشتركة تتقدم في غرب تعز والميليشيات تستنفر

جانب من تقدم القوات اليمنية المشتركة ضمن العمليات العسكرية القائمة في تعز والحديدة (المركز الإعلامي لقوات العمالقة)
جانب من تقدم القوات اليمنية المشتركة ضمن العمليات العسكرية القائمة في تعز والحديدة (المركز الإعلامي لقوات العمالقة)
TT

القوات اليمنية المشتركة تتقدم في غرب تعز والميليشيات تستنفر

جانب من تقدم القوات اليمنية المشتركة ضمن العمليات العسكرية القائمة في تعز والحديدة (المركز الإعلامي لقوات العمالقة)
جانب من تقدم القوات اليمنية المشتركة ضمن العمليات العسكرية القائمة في تعز والحديدة (المركز الإعلامي لقوات العمالقة)

واصلت القوات اليمنية المشتركة تقدمها في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز وسيطرت على مناطق جديدة في أطراف وادي سقم فيما دفعت ميليشيات الحوثي بكبار مسؤوليها إلى المناطق الحدودية لمحافظة إب ومحافظة تعز لحشد المزيد من المقاتلين بعد فشل المشرفين هناك في إلزام السكان بإرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ولجوئهم إلى قطع الطرق التي تربط مناطق سيطرة الشرعية بمديريتي العدين التابعة لمحافظة إب وشرعب الرونة.
وذكر بيان عسكري أن القوات المشتركة سيطرت السبت على أطراف وادي سقم والعديد من المرتفعات الهامة منها تبة الجمل شمال مديرية مقبنة بمحافظة تعز، وسط حالة من الانهيار والتخبط في صفوف ميليشيات الحوثي، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات الحوثية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وأكد المصدر أن القوات المشتركة كبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، كما تم تدمير كمية من الأسلحة.
وفي غضون ذلك دفعت ميليشيات الحوثي بكل مسؤوليتها في محافظتي إب وتعز إلى تلك المديريات.
استنفرت ميليشيا الحوثي كل قياداتها في محافظتي إب وأمرتهم بالتوجه إلى حدود المحافظتين مع محافظة الحديدة، وعززت تلك القيادات بنائب ما يسمى مجلس النواب ووزير الإدارة المحلية ووزير الخدمة المدنية وأعضاء فيما يسمى مجلس الشورى، في مسعى لحشد مقاتلين من أبناء تلك المناطق الذين رفضوا كل إغراءات وتهديدات مشرفي الميليشيات وفي مسعى لإعاقة تقدم القوات المشتركة في عمق محافظة إب.
ووفق مصادر محلية فإن قائد ميلشيات الحوثي وبعد أن أقدمت عناصره على قطع الطرقات الرابطة بين مديرية جبل رأس مع مديرية العدين وكذا الطريق الرابط بين مديرية مقبنة وشرعب الرونة في محافظة تعز من خلال تفجير الجسور الصغيرة وممرات السيول وزراعة الألغام أمر كل القيادات التي عينها في محافظتي إب وتعز بالتوجه إلى الخطوط الأمامية للإشراف على عملية تجنيد سكان تلك المناطق بعد أن رفض جهازاها الامتثال للمشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة وأنه خير هذه القيادات بين النجاح في حملة التجنيد الإجبارية ومراقبة السكان خشية تعاونهم مع القوات الحكومية وبين البقاء في مناصبهم، وأن هذه القيادات أشرفت على استحداث مواقع ونقاط أمنية في منطقتي العوادر وحلية التابعتين لمديرية شرعب الرونة المجاورة لمديرية فرع العدين التابعة لمحافظة إب، كما أرسلت تعزيزات إلى منطقتي الأهمول والعاقبة التابعتين لمديرية فرع العدين، وأن هذه التحركات ترافقت مع مواصلة القوات المشتركة التقدم في عمق المحافظتين حيث فرضت السيطرة الكاملة على جبل المغرم وعدد من القرى المجاورة له والمطلة على سوق سقم الواقعة على حدود مديرية شرعب الرونة من الجهة الغربية، وأنها قامت بنقل مجاميع كبيرة من قواتها التي كانت تتمركز في مديرية بيحان، ونقلتهم إلى جبهات القتال مع القوات المشتركة.
وفي محافظة حجة ذكرت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي أودعت ستة من كبار وجهاء وأعيان مديريات ومناطق خيران المحرق وأسلم والخميسين والدانعي السجن بعد رفضهم أوامر مشرفيها بإرسال مقاتلين من أبناء تلك المناطق إلى الجبهات في محافظة مأرب والساحل الغربيـ وقالت إن السكان يرفضون الدفع بالمزيد من أبنائهم إلى تلك المحارق، بعد أن لقي عدد كبير منهم مصارعهم في جنوب وغرب مأرب، حيث تعد محافظة حجة من أهم المخازن البشرية للميليشيات، حيث تستغل الميليشيات الارتفاع الكبير في معدلات الفقر وتغري المراهقين برواتب شهرية وأسرهن بمساعدات نقدية عبر المنظمات الإغاثية.
وحسب رواية سكان في المحافظة فإن المشرفين الحوثيين وجهوا هؤلاء الوجهاء بحشد دفع جديدة من المقاتلين من مناطقهم، تمهيداً للدفع بهم إلى جبهات القتال المشتعلة خصوصاً في محافظتي مأرب والحديدة، إلا أنهم اعتذروا عن ذلك بعد مصرع العشرات ممن سبق تجنيدهم غير أن ذلك أزعج المشرفين الذين اتهموا الوجهاء بالتراخي وقاموا باعتقالهم، وسط تهديدات باستبدالهم بآخرين إذا لم ينصاعوا لتلك الأوامر.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.