سعد رمضان: أتخوف من اقتحام عالم التمثيل

المطرب اللبناني اعتبر أن «موسم الرياض» حلم تتمناه كل دولة

المطرب اللبناني اعتبر أن «موسم الرياض» حلم تتمناه كل دولة
المطرب اللبناني اعتبر أن «موسم الرياض» حلم تتمناه كل دولة
TT

سعد رمضان: أتخوف من اقتحام عالم التمثيل

المطرب اللبناني اعتبر أن «موسم الرياض» حلم تتمناه كل دولة
المطرب اللبناني اعتبر أن «موسم الرياض» حلم تتمناه كل دولة

قال المطرب اللبناني سعد رمضان، إن التكنولوجيا الرقمية فرضت على المطربين أسلوباً جديداً في الغناء والدعاية لأعمالهم الغنائية والفنية الجديدة، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أنه متخوف من اقتحام عالم التمثيل بسبب صعوبته، مشيراً إلى أن «موسم الرياض» يعد حلماً تتمناه كل الدول.
في البداية، أعرب سعد رمضان عن سعادته البالغة للغناء لأول مرة في مدينة الإسكندرية ضمن مهرجان الموسيقى العربية، «خلال السنوات الأربع الماضية كنت أشدو في دار الأوبرا بالقاهرة، حتى اعتدت على الجمهور القاهري، ولكن هذه المرة كان لدي تخوف كبير من الجمهور السكندري، والحمد لله خرجت الجماهير وهي راضية عني، وطلبوا مني في أكثر من مرة الاستمرار في الغناء».
ويعتبر رمضان المشاركة في المهرجان إضافة مهمة لأي فنان عربي، «يكفي أنه يشدد على ظهور المطرب بمصاحبة أوركسترا موسيقية كبيرة». مؤكداً أنه يعد الفنان اللبناني مروان خوري من أقرب الناس إلى قلبه، «أطلب منه دائماً تقديم عمل فني متميز من ألحانه، ولكن حتى الآن لم يتحقق هذه الأمر، ولكنني سأظل ألح عليه حتى آخر يوم من عمري».
وعن «موسم الرياض» يقول رمضان: «القيادة السعودية جعلتنا نشعر بأننا نعيش في حلم مستمر لمدة 5 سنوات، فما يحدث في المملكة حالياً حلم تتمنى أي بلد تحقيقه».
ويرى رمضان أن السبب الرئيسي وراء نجاح أغنيته الجديدة «حبيت» التي طرحها منذ عدة أسابيع عبر المنصات الرقمية هو حبه الشديد لها، واقتناعه بها «(حبيت) من أقرب الأغنيات إلى قلبي، كما أنني تحديت نفسي فيها عندما استمعت لها لأول مرة، فأحببتها وقررت تقديمها بشكل جديد ومختلف جذرياً عن كافة الأعمال التي كنت قد قدمتها من قبل، وللعلم هذه هي المرة الأولى التي أشدو فيها بأغنية باللهجة البيضاء».
وأرجع سبب ندرة إصدار الألبومات الغنائية للمطربين العرب خلال السنوات الأخيرة إلى كثرة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، مما دعا البعض إلى الاكتفاء بطرح أغنيات «السينغل»، «لا شك أن الألبومات الغنائية مهمة لأي مطرب، ولكن الأمر أصبح يتطلب مجهوداً كبيراً وشاقاً، وبصراحة لا يفضل طرح الألبومات في عصرنا الحالي، بعد تغير مفهوم صناعة الفن والموسيقى، إذ أصبحت الأغنية الواحدة تحقق نجاحات كبيرة تفوق الألبومات، فبدلاً من أن تجتهد وتتعب طيلة أشهر كاملة على ألبوم كامل يتضمن 8 أو 10 أغنيات، الآن أجتهد وأصنع أغنية واحدة وأوفر مجهود الألبوم الذي في النهاية لن ينجح منه سوى أغنيتين أو ثلاثة فقط».
ورفض سعد فكرة الاتجاه للتمثيل والدراما التلفزيونية في الفترة القصيرة المقبلة «أحب التمثيل ولكنني أخاف منه كثيراً، فأنا لم يسبق لي تجربته من قبل. التمثيل ليس هيناً، ولا يسهل على أي شخص احترافه، فهو يتطلب موهبة ومذاكرة حتى يخرج بشكل وصورة جيدة، فهناك عشرات الأعمال التي عرضت علي، ولكن عندما أجد عملاً يجذبني بشدة، ربما أفكر في الأمر بصورة مختلفة».
واختار رمضان تجربة الفنان زياد برجي كونها الأكثر نجاحاً بين تجارب المطربين اللبنانيين في الدراما خلال السنوات الأخيرة «أحببت تجارب عاصي الحلاني ورامي عياش، ولكن التجربة التي شعرت فيها بالاحترافية كانت تجربة الفنان زياد برجي».
وقرر رمضان الاتجاه أخيراً للأعمال التجارية بجانب عمله في الفن، وذلك من أجل حماية حياته الشخصية من أي تقلبات «من أحلامي وأنا صغير أن يكون لي مشروعي التجاري الخاص، وعندما فرضت جائحة (كورونا) نفسها على الجميع، شعرت أنه الوقت المناسب لإطلاق أولى مشاريعي التجارية، وهي عبارة عن شركة عقارات، فأنا منذ أن دخلت الفن وأنا أسعى لتأسيس شركتي ومشروعي والظروف التي مررنا بها كانت مناسبة لكي أتخذ الإجراءات الكاملة لتنفيذ المشروع».



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».