معارك استنزاف في جنوب مأرب تكبِّد الحوثيين مئات القتلى

جانب من كتيبة إسناد للجيش اليمني وعملياته الدفاعية في مأرب (أ.ف.ب)
جانب من كتيبة إسناد للجيش اليمني وعملياته الدفاعية في مأرب (أ.ف.ب)
TT

معارك استنزاف في جنوب مأرب تكبِّد الحوثيين مئات القتلى

جانب من كتيبة إسناد للجيش اليمني وعملياته الدفاعية في مأرب (أ.ف.ب)
جانب من كتيبة إسناد للجيش اليمني وعملياته الدفاعية في مأرب (أ.ف.ب)

واصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أمس (الجمعة)، معارك الاستنزاف الضارية التي تخوضها ضد الميليشيات الحوثية في جبهات محافظة مأرب، لا سيما في جنوبها، حيث أفاد الإعلام العسكري بتكبد الميليشيات مئات القتلى.
وفي حين أكد تحالف دعم الشرعية أن الجماعة المدعومة من إيران تكبّدت في معارك مأرب أكثر من 27 ألف قتيل، كانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن قائدين اثنين في الميليشيات اعترافهما بتكبد نحو 15 ألف قتيل خلال خمسة أشهر فقط.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية دحرت الميليشيات الحوثية الإيرانية أمس (الجمعة) من عدّة مواقع في جبهة الجوبة جنوبي مأرب، وأن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف تعزيزات الميليشيا وكبّدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
وكان الموقع الرسمي للجيش اليمني قد أفاد (الخميس) بأن الميليشيات تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح جراء المعارك وغارات لمقاتلات التحالف الداعم للشرعية جنوبي محافظة مأرب.
وحسب الموقع، دارت معارك عنيفة في مختلف جبهات القتال في الجبهة الجنوبية للمحافظة، وتمكنت مدفعية الجيش في الوقت نفسه من تدمير ثلاث عربات للميليشيات مع سقوط من كانوا على متنها بين قتيل وجريح.
في غضون ذلك، شنت مقاتلات التحالف ضربات جوية مكثفة استهدفت الميليشيا الحوثية جنوب وغرب المحافظة (مأرب)، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا وتدمير آليات ومعدات تابعة لها.
في السياق نفسه، قال المتحدث باسم الجيش اليمني العميد ركن عبده مجلي، في إيجاز لوسائل الإعلام (الجمعة): «إن الجيش والمقاومة الشعبية ورجال القبائل يحققون الانتصارات اليومية ويسطرون أروع الملاحم البطولية في مختلف الجبهات القتالية».
وأكد مجلي أن الجيش أحرز تقدمات مهمة في الجبهات الجنوبية من محافظة مأرب في عمليات هجومية ناجحة ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية، وأن العمليات «شملت جبهات عدة منها: ملعا، وأم ريش، والعمود، وذنة»، وأنها «انتهت باستعادة مواقع مهمة واستنزفت الميليشيا على نحو كبير في قدراتها القتالية».
وأوضح المتحدث العسكري أن «المعارك الهجومية والأعمال التعرضية أسفرت أيضاً عن مقتل العشرات من تلك العناصر الإرهابية، والقبض على أعداد منها، كما تمت استعادة عربات قتالية وكميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر».
وفي الجبهات الغربية لمحافظة مأرب، أكد متحدث الجيش اليمني، إحباط عدد من الهجمات للميليشيا، وتكبيدها خسائر في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أن القوات في جبهة صرواح نفّذت عدداً من الهجمات والكمائن الناجحة ضد عناصر الميليشيات وكبّدتها خسائر في الأرواح والمعدات.
وأشار مجلي إلى أن خسائر المعارك الأخيرة في أوساط الميليشيا بلغت تسع مدرعات وسبع عربات قتالية وأسلحة ثقيلة، مؤكداً «أن ذلك دمّرته مدفعية الجيش حيث نفّذت سلسلة من الضربات الموجعة للعدو، ودمرت تحصيناته».
وقال المتحدث باسم الجيش اليمني إن ضربات من طيران تحالف دعم الشرعية دمرت عربات ومدافع ومخزن أسلحة ومدرعات وتعزيزات للميليشيات الحوثية في جبهات مأرب.
وفي جبهات محافظة تعز، (جنوب غرب) أشار مجلي إلى أن قوات الجيش تواصل تنفيذ الهجمات النوعية في منطقتي حذران والصياحي، غرب المدينة، وتستهدف مواقع تمركز الميليشيات الحوثية، وقال إن «الهجمات أسفرت عن تحرير مواقع عدة وإلحاق الخسائر في صفوف الميليشيات».
وأكد متحدث الجيش اليمني أن القوات في جبهات بيحان وعسيلان بشبوة، نفذت هجوماً مضاداً على المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية الإيرانية، وأنها «حققت التقدمات على الأرض وقضت على العشرات من عناصر الميليشيات في جبال بيحان وعسيلان». مؤكداً أن طيران التحالف ومدفعية الجيش تمكّنا من تدمير مدرعات وعربات ومعدات وأسلحة تابعة للميليشيات في هذه الجبهات.
وبخصوص العمليات العسكرية في جبهات محافظة الجوف، أوضح مجلي أنها «مستمرة وبإسناد من الطيران، حيث تنفذ الكمائن والأعمال الهجومية التعرضية في عدد من الجبهات منها الجدافر، وحويشيان وقناو».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.