«انتعاشة» سياحية في الأقصر قبيل افتتاح «طريق الكباش»

20% زيادة في حجم الإشغالات الفندقية

TT

«انتعاشة» سياحية في الأقصر قبيل افتتاح «طريق الكباش»

«انتعاشة» سياحية تشهدها مدينة الأقصر (جنوب مصر) حالياً قبيل افتتاح «طريق الكباش» خلال أيام، حيث تزدحم المعابد والمواقع الأثرية في المحافظة بالسياح، وتشهد الفنادق زيادة في الإشغالات قدرها المسؤولون في المحافظة بنحو 20 في المائة عن الفترة السابقة. وقال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالأقصر، في بيان صحافي، مساء أول من أمس، إن «حجم الإشغالات الفندقية في المحافظة زاد بنسبة 20 في المائة خلال الشهر الجاري»، مشيراً إلى أنه «من المتوقع زيادة نسبة الإشغال السياحي عقب افتتاح (طريق الكباش)».
بدوره، قال صالح الماسخ، مدير معابد الكرنك، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المحافظة تشهد رواجاً سياحياً كبيراً خلال الفترة الحالية، حيث يتخطى عدد زوار معابد الكرنك 5000 زائر يومياً على سبيل المثال، وهو عدد لم تشهده المعابد منذ عام 2013»، مشيراً إلى أن «هذا الرواج السياحي مرتبط بالدعاية الكبيرة التي حظيت بها المحافظة مؤخراً بفضل مشروع تطوير (طريق الكباش)»، متوقعاً أن «يزيد الإقبال مع افتتاح المشروع للجمهور».
وتستعد الأقصر حالياً لافتتاح «طريق الكباش»، حيث رصدت «الشرق الأوسط» خلال جولتها بالمحافظة، إغلاقاً لشارع الكورنيش الرئيسي ووضع بعض الحواجز الأمنية استعداداً لافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع «طريق الكباش»، في احتفالية وصفها القائمون عليها بأنها «ضخمة جداً»، على غرار موكب المومياوات الذي أقيم في القاهرة أبريل (نيسان) الماضي، إضافة إلى استكمال دهان الأعمدة والبازارات الواقعة على الطريق، وتجميل شوارع المدينة، وزراعتها، كما رصدت «الشرق الأوسط» ازدحاماً في المواقع الأثرية مثل معابد الكرنك، ومقابر وادي الملوك ومعبد حتشبسوت.
وأوضح الماسخ أن «مصر تعمل حالياً على تنشيط السياحة من خلال ثلاثة مشروعات كبرى، كان أولها موكب المومياوات الملكية، والثاني هو (طريق الكباش)، الذي سيكون احتفالاً ضخماً جداً استثمرت فيه وزارة السياحة والآثار الكثير ليخرج على أعلى مستوى من حيث التنفيذ والإبهار، والثالث هو مشروع المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريباً، الذي سيكون الدعاية الأكبر لمصر سياحياً وأثرياً».
من جانبه، أوضح عثمان أنه «تتم حالياً إعادة لصياغة البنية الأساسية لمحافظة الأقصر»، مشيراً إلى أن «الصورة الجديدة لـ(طريق الكباش) التي تروي تاريخاً مهماً من حياة المصري القديم، سوف تخلق شغفاً لدى السائح المرتقب لزيارة الأقصر». واستخدم «طريق الكباش» كممر للأعياد الدينية في مصر القديمة، وهو عبارة عن طريق بطول 2700 متر، تصطف على جانبيه نحو 1059 تمثالاً، وبدأ إنشاء الطريق في عهد الأسرة الثامنة عشرة، نحو 1500 عام قبل الميلاد، واستمر العمل به حتى عهد الملك نختنبو، من الأسرة 30 عام 300 قبل الميلاد، أما الحفائر لاكتشاف الطريق بدأت في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي على يد الأثري زكريا غنيم، وبعد عشر سنوات اكتشفت بداية الطريق عند معبد الأقصر على يد الدكتور محمد عبد القادر، ثم استكملت الحفائر على مدار السنوات التالية لتكشف أجزاء كثيرة من الطريق، وإن بقيت بعض أجزائه مختفية أسفل التعديات السكنية.
ويعود تاريخ مشروع تطوير «طريق الكباش» إلى عام 2006، حيث بدأت وزارة الثقافة في ذلك الوقت مشروعاً لإحياء الطريق والكشف عن باقي التماثيل المدفونة تحت التعديات السكنية. وواجه المشروع عدداً من الصعوبات لإزالة التعديات السكنية التي تعوق استكمال الطريق الذي كان في الأصل يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، وتوقف المشروع بعد عام 2011، ثم أعيد استكماله من جديد عام 2017. ومن المقرر افتتاح الطريق في احتفالية تعيد إحياء «عيد الأوبت»، وهو أحد الأعياد المصرية القديمة لتقديس المعبود «آمون»، عبارة عن موكب احتفالي ملكي يسير في طريق الكباش من معابد الكرنك شمالاً وحتى معبد الأقصر جنوباً.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طريقة بناء الأهرامات تُمثل لغزاً كبيراً (الشرق الأوسط)

فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي يُجدد الجدل بشأن طريقة بناء الأهرامات المصرية

جدّد مقطع فيديو قصير مُولد بالذكاء الاصطناعي، يشرح طريقة بناء الأهرامات، الجدلَ بشأن نظريات تشييد هذه الآثار الضخمة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.