الحالة الثانية... مريضة بالإيدز تتخلص من الفيروس من دون أدوية

الحالة الثانية... مريضة بالإيدز تتخلص من الفيروس من دون أدوية
TT

الحالة الثانية... مريضة بالإيدز تتخلص من الفيروس من دون أدوية

الحالة الثانية... مريضة بالإيدز تتخلص من الفيروس من دون أدوية

استطاعت مريضة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) التخلص من الفيروس دون استخدام الأدوية المضادة للفيروسات.
وبحسب ما نقلته مجلة تايم الأميركية، قالت دورية Annals of Internal Medicine، الاثنين، إن تلك المريضة (31 عاماً) تم تشخيص إصابتها بالإيدز عام 2013 وتناولت العلاج المضاد للفيروسات لمدة ستة أشهر فقط أثناء الحمل لمنع نقل العدوى إلى طفلها، ومع ذلك، فإن العديد من الاختبارات أظهرت عدم وجود الفيروس في خلاياها.
وقالت الدكتورة شو يو، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد، والتي قادت فريق البحث الذي أبلغ عن حالة المريضة، إن نتائج الاختبارات أشارت إلى أن الجهاز المناعي للمريضة كان قادراً حتى على تطهير المستودعات التي تسمح للفيروس بمواصلة التكاثر لعقود.
وأضافت أنه يمكن للأدوية الحالية المضادة لفيروس الإيدز خفض الفيروس إلى مستويات لا يمكن اكتشافها ولكن لا يمكنها تخليص الجسم تماماً من هذه المستودعات.
وتابعت: «لا توجد وسيلة للقول إن لدينا دليلاً على عدم وجود فيروس واحد لدي المريضة ولكن الشيء الوحيد الذي يمكننا قوله هو أنه بعد تحليل عدد كبير من الخلايا من المريضة، لا يمكننا رفض الفرضية القائلة بأنها ربما توصلت إلى علاج عن طريق المناعة الطبيعية».
وتعد تللك المريضة هي ثاني حالة تتخلص على ما يبدو من الفيروس بهذه الطريقة.
وكان فريق الدكتورة يو رصد الشخص الأول، المعروف باسم «مريض سان فرانسيسكو»، في عام 2020.
أما تلك المريضة فهي من الأرجنتين، وهي حامل حالياً بطفلها الثاني، ويبحث الأطباء ما إذا كانت حالتها لن تحتاج إلى تناول الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة المكتسبة قبل وأثناء الولادة (والتي توصي بها الإرشادات حالياً للنساء الحوامل المصابين بفيروس الإيدز).
وستزود المريضة الفريق الطبي بعينات من حليب ثديها حتى يتمكن العلماء من تحديد ما إذا كان يحتوي على أي فيروس.
وحذرت الدكتورة يو من أن النتائج قد لا تكون قابلة للتعميم على معظم مرضى الإيدز.
وأشارت إلى وجود مجموعة من المرضي تعرف باسم «النخبة المتحكمة»، وهؤلاء أشخاص قادرون على السيطرة على الفيروس لمستويات منخفضة جداً، وغالباً ما لا يمكن اكتشافها بأجهزتهم المناعية، دون مساعدة الأدوية المضادة لفيروس الإيدز.
ويدرس الباحثون في جميع أنحاء العالم هؤلاء الأشخاص بشكل مكثف؛ ولكن ليس من الواضح ما هي النسبة المئوية للمصابين بالفيروس القادرين على احتوائه بشكل طبيعي من خلال أجهزتهم المناعية.
ولفتت المجلة الأميركية إلى وجود تقارير سابقة عن مرضى توقفوا عن تناول الأدوية المضادة لفيروس الإيدز وقللوا من مستويات الفيروس لديهم إلى حد لا يمكن اكتشافه لسنوات.
وأضافت أن هناك مريضاً يدعي تيموثي راي براون، معروف باسم «مريض برلين»، وآخر اسمه آدم كاستيليجو، يعرف بـ«مريض لندن» تم تشخيص كليهما بالسرطان، تم إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية لعلاجهما، تم استبدل الخلايا المناعية بخلايا من متبرعين تضمنت الخلايا التي يمكن أن تمنع الإصابة بفيروس الإيدز، وأنه من المحتمل أيضاً أنهم استمروا في إيواء مستودعات الفيروس، والتي تم القضاء عليها في المريضة، بحسب الدكتورة يو.


مقالات ذات صلة

دراسة: التطعيم مرتين سنوياً يحمي من الإيدز

صحتك الحقن أكثر فعالية من الحبوب اليومية للوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (أ.ب)

دراسة: التطعيم مرتين سنوياً يحمي من الإيدز

كشفت دراسة جديدة نُشرت نتائجها في مجلة نيو إنجلاند الطبية يوم الأربعاء أن التطعيم مرتين سنوياً يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يمكن خفض تكلفة علاج الإيدز من نحو 40 ألف دولار سنوياً إلى أقل من 40 دولاراً (د.ب.أ)

دواء واعد للإيدز ستقل تكلفته ألف مرة في حال أُنتج دون علامة مسجلة

يمكن خفض تكلفة دواء واعد جداً لمرض الإيدز من نحو 40 ألف دولار سنوياً للشخص الواحد إلى أقل من 40 دولاراً، في حال إنتاجه دون علامة مسجلة، أي بنسخة جنيسة (جنريك).

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي (أرشيفية)

ألماني في الستين قد يكون سابع مريض يُشفى من الإيدز بعد زرع نخاع عظمي

يُرجّح أن يكون ألماني في الستين سابع مريض يُشفى من فيروس نقص المناعة البشرية بعد عملية زرع نخاع عظمي إذ لم يعد لديه أي أثر للفيروس بجسده.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك يتناول المعرضون لخطر الإصابة بفيروس (إتش آي في) يومياً قرصاً يحتوي على مواد فعالة تمنع تكاثر الفيروس بالجسم (أرشيفية)

تقرير: 2200 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة في ألمانيا خلال 2023

أشار تقدير جديد لمعهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات إلى أنه من المحتمل إصابة نحو 2200 شخص بألمانيا بفيروس نقص المناعة البشرية (إتش آي في) العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
صحتك طبيبة تمسك بعينة دم أخذت من امرأة لفحص فيروس نقص المناعة البشرية (أرشيف - رويترز)

فعال بنسبة 100 %... عقار جديد للوقاية من فيروس نقص المناعة

طورت مجموعة من العلماء عقاراً جديداً للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز تبلغ نسبة فاعليته 100 %

«الشرق الأوسط» (كيب تاون)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.