مصر: عائدات تصدير الغاز تدعم الاستثمارات في الطاقة النظيفة

«إيني» و«بي بي» تتفقان على الإسراع بالجدول الزمني لتنفيذ المشروعات الجديدة

جانب من إحدى الجلسات في مؤتمر أديبك 2021 في أبوظبي (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى الجلسات في مؤتمر أديبك 2021 في أبوظبي (الشرق الأوسط)
TT

مصر: عائدات تصدير الغاز تدعم الاستثمارات في الطاقة النظيفة

جانب من إحدى الجلسات في مؤتمر أديبك 2021 في أبوظبي (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى الجلسات في مؤتمر أديبك 2021 في أبوظبي (الشرق الأوسط)

قال وزير البترول المصري طارق الملا، إن ما تحققه مصر من نجاحات في مجال تصدير الغاز الطبيعي وتحقيق عائدات، يدعم بقوة الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وتحقيق التحول والانتقال المستهدف في مجال الطاقة والحد من الانبعاثات.
وأضاف الملا، خلال مشاركته في مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2021»، أن تحقيق هدف التحول في مجال الطاقة والحد من الانبعاثات من أهم الأولويات أمام صناعة البترول والغاز عالمياً، مؤكداً أهمية استمرار تضافر الجهود عالمياً وإقليمياً في صناعة البترول والغاز نحو التحول في مجال الطاقة وإدارة استخداماتها بالشكل الذي يحقق هذا الهدف، وفق بيان صحافي صادر عن الوزارة أمس.
واستعرض الملا التحولات التي شهدها قطاع الغاز الطبيعي في مصر خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي جعلتها واحدة من أهم الدول عالمياً في تصدير الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، بمعدل يصل إلى مليون طن خلال هذا الربع من العام، مشيرا إلى نجاح مصر في التحول من دولة مستوردة للغاز الطبيعي المسال إلى دولة مصدرة.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الوزير جلسة مباحثات مشتركة مع برنارد لوني، رئيس شركة «بي بي» البريطانية، لبحث زيادة التعاون المشترك وضخ المزيد من الاستثمارات لتحقيق نجاحات جديدة في إنتاج البترول والغاز.
وخلال اللقاء، أوضح الملا أن الغاز الطبيعي أصبح الخيار الأول لمصر، واتفق الطرفان على الإسراع بالجدول الزمني لتنفيذ المشروعات الجديدة والإجراءات الفنية لزيادة معدلات الإنتاج من الغاز، خاصة من حقول «ريفين وأوزوريس وساتيس وهارمتان»، وأنه سيتم تنفيذ مشروع للمسح السيزمي باستثمارات كبيرة خلال العام المقبل. وأوضح الملا أن مصر بصدد إعداد استراتيجية وطنية طموحة وعملية للهيدروجين، باعتباره مصدراً للطاقة منخفض الكربون، تتضمن العمل على إنتاج الهيدروجين الأزرق على المديين القصير والمتوسط، ومن ثم إنتاج الهيدروجين الأخضر على المدى البعيد.
من جانبه، أعرب برنارد لوني عن رغبة «بي بي» في تعزيز التعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية في مجالات التحول الطاقي وإزالة الكربون، خاصة في مجال الهيدروجين للاستفادة من الموارد والموقع الجغرافي المتميز لمصر للنفاذ إلى الأسواق الأوروبية.
وتم الاتفاق على بحث فرص التعاون مع شركة «بي بي» لتقديم حلول مبتكرة ومتكاملة للطاقة منخفضة الكربون في نطاق المدن الجديدة في مصر، وذلك للاستفادة من خبرة الشركة في هذا المجال، التي تشمل التعاون مع مدن عالمية كبرى مثل «أبردين» و«هيوستن».
والتقى وزير البترول المصري أيضاً، كلاوديو ديسكالزي رئيس شركة «إيني» الإيطالية، وخلال اللقاء، أكد الملا أهمية الشراكة الاستراتيجية بين قطاع البترول وشركة «إيني» التي أسفرت عن تحقيق العديد من النجاحات خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى الجهود المشتركة المبذولة للإسراع بإعادة تشغيل مصنع إسالة الغاز بدمياط واستئناف نشاط التصدير منه، فيما يعد خطوة مهمة في مشروع تحويل مصر لمركز إقليمي للطاقة.
وأضاف الوزير أن التوجه العالمي للتحول للطاقات النظيفة وخفض الانبعاثات يشكل أهمية قصوى في جميع المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية حالياً في ضوء التزام مصر الكامل بكل الاتفاقيات والمبادرات الدولية التي تسعى للحفاظ على البيئة ومواجهة ظاهرة تغير المناخ.
من جانبه، أكد ديسكالزي اعتزام «إيني» الإسراع في تنفيذ مشروعات جديدة لزيادة الإنتاج في مصر، مشيراً إلى استعداد الشركة الكامل لتقديم الدعم اللازم لإعداد الدراسات الفنية والاقتصادية لمشروع نقل وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون المنتج من الأنشطة الصناعية للآبار على غرار مشروع HyNet المماثل الذي تنفذه «إيني» في بريطانيا، ويعد الأول من نوعه بالمملكة المتحدة لإنشاء بنية تحتية لتجميع الكربون وتخزينه.



فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق

شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ارتفعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء، بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض.

مع هذا الفوز، تتوقع الأسواق الاقتصادية الأميركية موجة من التعديلات الكبرى، تشمل تخفيضات ضريبية، وتخفيف القيود التنظيمية، وتطبيق سياسات قد تعيد هيكلة المشهد الاقتصادي الأميركي.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون تأثير السياسات المحتملة لترمب على الأسواق، من بينها احتمالات زيادة التعريفات الجمركية التي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم والعجز. ونتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم قفزات ملحوظة، مع ارتفاع العوائد على السندات الأميركية، وصعود «بتكوين» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، كما عزّز الدولار من موقعه في الأسواق العالمية.

قفزات ملحوظة للأسواق الأميركية

مع بداية يوم التداول، شهدت أسواق الأسهم الأميركية قفزات قوية، حيث سجّل مؤشر «داو جونز» الصناعي زيادة قدرها 1190 نقطة، ما يعادل 2.82 في المائة ليصل إلى 43412.81 نقطة.

كما سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 1.62 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.69 المائة.

وأوضح المحلل الأول في شركة «تريد نيشن»، ديفيد موريسون، أن الأسواق شعرت «بارتياح» نتيجة للنتيجة السريعة والواضحة للاقتراع، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة بشكل كبير.

كما حقّق مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة أكبر المكاسب بين المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع بنسبة 4.1 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات.

ويتوقع المستثمرون أن تستفيد الشركات المحلية من بيئة تنظيمية وضريبية أكثر تساهلاً، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ستكون أقل تأثراً بالتعريفات الجمركية التي قد يتم فرضها على الواردات الأجنبية.

كما انخفض مؤشر الخوف، الذي يقيس تقلبات السوق، بما يقارب 5 نقاط، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول). وقبل النتائج، كان المستثمرون يستعدون لعدة أيام من عدم اليقين بشأن من سيفوز في الانتخابات.

وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «سي إف آر إيه»، سام ستوفال: «مع احتمال زيادة التحفيز وتخفيف القيود أو اللوائح على الصناعات، قد نرى السوق تحقق انتعاشاً قوياً بين الآن ونهاية العام».

وشهدت الأسهم المرتبطة بسياسات ترمب القوية خلال ولايته الثانية مكاسب كبيرة، حيث ارتفعت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» بنسبة 16 في المائة.

متداول يرتدي قبعة ترمب في قاعة بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

الذهب يتراجع والدولار يقوي من موقفه

على الرغم من المكاسب التي حقّقتها أسواق الأسهم والعملات المشفرة، فإن الذهب الذي يعدّ ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين شهد انخفاضاً حاداً.

فقد انخفض سعر الذهب بنسبة تزيد عن 3 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع، في وقت توجه فيه المستثمرون نحو الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعاً هو الأكبر له في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) 2016.

ويرى كثير من المستثمرين أن السياسات الاقتصادية لترمب قد تساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي، ما يؤدي إلى تعزيز قوة الدولار.

كما أن احتمالات فرض زيادة في التعريفات الجمركية وارتفاع التضخم قد يؤديان إلى رفع عوائد السندات الأميركية، وهو ما يضغط على الذهب.

المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يلوح بيده في فعالية بيتكوين 2024 في ناشفيل 27 يوليو 2024 (رويترز)

قطاعا البنوك والمالية في الصدارة

ارتفعت معظم قطاعات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، حيث قادت المالية المكاسب بزيادة قدرها 5.1 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، في ظل ارتفاع العوائد وتوقعات بفوائد أقل من اللوائح.

كما سجّلت أسهم البنوك الكبرى مكاسب ملحوظة. وارتفعت أسهم «جيه بي مورغان تشيس» بنسبة 8.3 في المائة، في حين زادت أسهم القطاع المالي في «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 5.1 في المائة، وهي الزيادة الأكبر بين 11 قطاعاً ضمن المؤشر.

ويعزى هذا الارتفاع إلى التفاؤل بنمو اقتصادي أقوى، ما سيساهم في زيادة الطلب على القروض والتمويل، وكذلك تخفيف اللوائح التي تفرضها الحكومة على القطاع المالي.

«تسلا» وصعود العملات المشفرة

ومن بين الشركات التي استفادت بشكل خاص من فوز ترمب، برزت أسهم «تسلا»، التي ارتفعت بنسبة 15.1 في المائة، ما يعكس الثقة المتزايدة في الشركة تحت قيادة ترمب.

ويرتبط هذا الصعود أيضاً بدعم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لترمب في الحملة الانتخابية الأخيرة.

في المقابل، انخفضت أسهم منافس تسلا «ريفيان» بنسبة 7.3 في المائة، في حين كانت أسهم «تسلا» تواصل تقدمها نحو آفاق جديدة.

ومن المتوقع أن تحقق «تسلا» مكاسب كبيرة تحت إدارة ترمب بسبب حجمها، مع توقعات بأن الإعانات الموجهة للطاقة البديلة والسيارات الكهربائية قد تكون مهددة.

وبينما سيكون هذا الأمر سلبياً بشكل عام للصناعة كلها، فإنه قد يعطي «تسلا» ميزة بفضل حصتها في السوق.

في المقابل، هبطت أسهم الشركات المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية بشكل حادّ يوم الأربعاء.

وفي قطاع العملات المشفرة، أعلن ترمب عزمه جعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة في العالم»، ما عزّز من قيمتها في الأسواق.

وسجّلت عملة «بتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة حاجز 75000 دولار، كما شهدت العملات المشفرة الأخرى مثل «دوجكوين» مكاسب ملحوظة.

وارتفعت أسهم شركات مثل «كوينباس» بنسبة 19.4 في المائة.

التضخم والفائدة

بينما يترقب المستثمرون ما سيسفر عنه قرار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يتم تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإن سياسات ترمب قد تؤدي إلى ضغط إضافي على التضخم، خاصة في ظل احتمالات رفع التعريفات الجمركية.

وتشير التوقعات إلى أن هذه السياسات قد ترفع العوائد على السندات الأميركية، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.47 في المائة، من 4.29 في المائة، في أواخر يوم الثلاثاء، وهو تحرك كبير لسوق السندات. كما أنها ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أغسطس (آب)، عندما كانت دون 4 في المائة.