مصر والأردن والعراق لتعزيز آلية «التعاون الثلاثي»

وزراء الخارجية التقوا على هامش «منتدى صير بني ياس»

وزراء خارجية مصر والأردن والعراق التقوا على هامش «منتدى صير بني ياس» في الإمارات (الخارجية المصرية)
وزراء خارجية مصر والأردن والعراق التقوا على هامش «منتدى صير بني ياس» في الإمارات (الخارجية المصرية)
TT

مصر والأردن والعراق لتعزيز آلية «التعاون الثلاثي»

وزراء خارجية مصر والأردن والعراق التقوا على هامش «منتدى صير بني ياس» في الإمارات (الخارجية المصرية)
وزراء خارجية مصر والأردن والعراق التقوا على هامش «منتدى صير بني ياس» في الإمارات (الخارجية المصرية)

عقد وزراء خارجية كل من مصر والأردن والعراق اجتماعاً، أمس، على هامش «منتدى صير بني ياس» بالإمارات، لبحث تعزيز مسار التعاون الثلاثي المشترك.
وبين مصر والأردن والعراق، تحالف ثلاثي، يتضمن اتفاقات تعاون في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم، فضلاً عن التنسيق السياسي في ملفات منطقة الشرق الأوسط. وفي أواخر يونيو (حزيران) الماضي، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بغداد، في إطار الآلية المستحدثة.
ووفق بيان وزارة الخارجية المصرية، أمس، بحث الوزير المصري سامح شكري، مع نظيريه الأردني أيمن الصفدي والعراقي فؤاد حسين سبل تعزيز التشاور والتنسيق في إطار آلية التعاون الثلاثي.
وقال السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن الوزراء ناقشوا أيضاً «مُستجدات الموقف التنفيذي للمشروعات المُشتركة بين الدول الثلاث، في إطار اجتماعات يعقدها شكري على هامش منتدى الإمارات».
ويشارك شكري، في فعاليات الدورة الثانية عشرة لـ«منتدى صير بني ياس» السنوي، والذي تُنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، تحت رعاية وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وتأتي المشاركة المصرية، حسب البيان، في إطار «الحرص على مواصلة تبادُل الرؤى والتشاور مع كبار المسؤولين وقادة الفكر بشأن القضايا الملحة، لا سيما المتعلقة بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة».
وضمن مشاوراته، التقى شكري، أمس، نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وقال المتحدث باسم الخارجية، إن وزير الخارجية أكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتجذرها، وأعرب عن أهمية مواصلة العمل خلال المرحلة المقبلة من أجل تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري لا سيما على صعيد جذب مزيد من الاستثمارات الإماراتية للسوق المصرية، في ضوء مؤشرات الأداء المتميزة للاقتصاد المصري وما توفره مصر من بيئة تفضيلية للاستثمار فضلاً عما يتم تنفيذه حالياً من مشروعات قومية ضخمة في مختلف المناحي.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزيرين تناولا المستجدات على الساحة العربية لا سيما تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن والسودان. كما بحث الوزيران سبل تعزيز ركائز الأمن القومي العربي في مواجهة التحديات المتنامية التي يشهدها المحيطان الإقليمي والدولي وما يتطلبه ذلك من تكثيف التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين.
وأعاد شكري التأكيد على موقف مصر الثابت من دعم أمن واستقرار دول الخليج والترابط الوثيق بين الأمن القومي المصري وأمن الخليج العربي. ونقل عن وزير خارجية الإمارات اعتزازه بعمق واستراتيجية العلاقات القائمة مع مصر، ودعم بلاده لما تشهده مصر من طفرة تنموية اجتماعية واقتصادية ولكل ما يحفظ الأمن القومي للبلدين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».