أشتية يحمل «الأزمة المالية» إلى النرويج

مسؤول: نحتاج 400 مليون دولار

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقبل وفد «الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي» أمس
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقبل وفد «الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي» أمس
TT

أشتية يحمل «الأزمة المالية» إلى النرويج

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقبل وفد «الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي» أمس
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية استقبل وفد «الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي» أمس

قال مسؤول حكومي في السلطة الفلسطينية، إن الحكومة بحاجة إلى 400 مليون دولار خلال الشهور الـ6 القادمة، وهي عمر الأزمة المالية المتوقعة، حتى تستطيع توفير الرواتب والخدمات.
وأضاف إستيفان سلامة، وهو مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون التخطيط وتنسيق المساعدات «نتوقع مع حلول مارس (آذار) القادم من عام 2022 أن يعود الدعم المالي الأوروبي للسلطة الفلسطينية، ولكن حتى ذلك الوقت نحتاج إلى دعم استثنائي حتى تقوم الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين دون تراجع في جودة الخدمات بما فيها من دفع رواتب وغيرها».
وتابع: «خلال تلك الفترة سنعمل من خلال مؤتمر المانحين ونبذل كل الجهود لتوفير الدعم المطلوب للحكومة حتى تقوم بالإيفاء بالتزاماتها».
ودعا سلامة الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه فلسطين وأن تقوم بتوفير الدعم اللازم خصوصاً خلال هذه الفترة الصعبة «وهذا طلبنا من جميع الدول العربية والأوروبية».
وتمر السلطة بأزمة مالية تقول إنها الأسوأ منذ تأسيسها بسبب خصم إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية وأزمة مرض فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) وتراجع الدعم الخارجي. وبدأت مواجهتها بجملة من القرارات تشمل اقتطاع جزء من رواتب الموظفين العموميين. وبحسب آخر البيانات فإن ما وصل السلطة مع نهاية العام الجاري، لم يتجاوز 10 في المائة مما كان يصل في العادة إلى الخزينة الفلسطينية.
وأفادت بيانات صادرة عن وزارة المالية الفلسطينية، بتراجع الدعم والمنح والمساعدات المالية المقدمة للخزينة العامة، بنسبة 89.6 في المائة بواقع 31.5 مليون دولار خلال الشهور الثمانية الأولى من 2021 مقابل الفترة المقابلة العام الماضي. وعلى إثر ذلك دعا البنك الدولي، إسرائيل إلى وقف الاقتطاعات من عائدات الضرائب الفلسطينية «المقاصة» ومعالجة الملفات المالية العالقة، كما دعا المانحين إلى استئناف المساعدات المالية في ظل التحديات المالية الجسيمة التي تواجهها السلطة.
والأسبوع الماضي قام أشتية بجولة أوروبية، وسيقوم هذا الأسبوع بزيارة النرويج مترئساً وفداً فلسطينياً إلى اجتماع لجنة تنسيق المساعدات (AHLC)، الذي سيعقد في مدينة أوسلو يوم الأربعاء المقبل.
وقال سلامة إن أشتية سيغادر الثلاثاء إلى النرويج، وعلى جدول أعماله عدة لقاءات متعلقة بمؤتمر المانحين والاجتماع الوزاري الرسمي يوم الأربعاء.
وأضاف أن «رئيس الوزراء سيقوم بمهمتين خلال زيارته، وهي مؤتمر المانحين، بالإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية فلسطينية نرويجية؛ «لأن النرويج هي دولة صديقة وهناك حكومة جديدة وأوسلو هي راعية أوسلو».
وسيطرح أشتية إلى جانب الأزمة المالية، معوقات إسرائيل أمام الاقتصاد الفلسطيني، وخروقاتها لاتفاقية باريس الاقتصادية التي تنظم العلاقة الاقتصادية الفلسطينية الإسرائيلية. وسيعقد لقاءات مع رئيس الوزراء النرويجي الجديد ورئيسة البرلمان ووزيرة الخارجية، تركز على قضايا سياسية، بما فيها إحياء عملية السلام وتحقيق حل الدولتين إلى جانب الوضع المالي.
وقال سلامة إن أشتية سيطلب من أوسلو، الضغط على المانحين لتوفير الدعم المالي المطلوب لحكومته، وتابع: «نأمل أن تسهم الدول الحاضرة في اجتماع المانحين، في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وممثليه في تلك اللقاءات، إلى أن يقدموا حلولاً وليس مجرد كلام».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.