إلهام شاهين: السخرية من اسم مسرحيتي الجديدة غريب

قالت لـ «الشرق الأوسط» إنّها تشعر برهبة لإعادة تقديم دور سميحة أيوب

شاهين مع سميحة أيوب (صفحة إلهام شاهين على إنستغرام)
شاهين مع سميحة أيوب (صفحة إلهام شاهين على إنستغرام)
TT

إلهام شاهين: السخرية من اسم مسرحيتي الجديدة غريب

شاهين مع سميحة أيوب (صفحة إلهام شاهين على إنستغرام)
شاهين مع سميحة أيوب (صفحة إلهام شاهين على إنستغرام)

أثارت عودة الفنانة المصرية إلهام شاهين للمسرح بعد غياب دام أكثر من 20 عاماً جدلاً واسعاً خصوصاً بعد الإعلان عن خوضها تلك التجربة عبر النص المسرحي الشهير «المومس الفاضلة»، للكاتب الفرنسي جان بول سارتر، الذي قدمته أيضاً «سيدة المسرح العربي» الفنانة المصرية سميحة أيوب في ستينات القرن الماضي.
وكشفت شاهين قبل أيام قليلة عن تفاصيل عودتها للمسرح من خلال نص سارتر، خلال مشاركاتها في لجنة تحكيم مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب. وقالت في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «أشعر برهبة كبيرة لإعادة تقديم الشخصية ذاتها التي قدمتها الفنانة سميحة أيوب في الستينات على خشبة المسرح القومي ولاقت نجاحاً مبهراً وقتئذ»، مؤكدة أنّ «المسؤولية على عاتقها مضاعفة، لا سيما بعد إقناعها للفنانة سميحة أيوب بإخراج العرض لكي تعود للمسرح بعد غياب».
وكتب سارتر النص المسرحي في عام 1947، بعد ثلاث سنوات من رحلة سارتر إلى الولايات المتحدة. وتدور أحداث المسرحية في منزل البطلة التي تعمل «عاهرة» حين وصلت من نيويورك إلى بلدة صغيرة في جنوب الولايات المتحدة الأميركية، شهدت أثناء رحلتها بالقطار جريمة قتل رجل أسود على يد رجل أبيض تحاول عائلته المتميزة تخليص أولادهم من أخذ عقوبة قتلهم للرجل الزنجي، وتنجح العائلة بهذه الخطة عن طريق إقناع العاهرة البيضاءLizzie MacKay بالشهادة الزور لاتهام الرجل الزنجي بدلاً من أولادها.
ورداً على السخرية من اسم المسرحية واعتراض البعض عليها تقول شاهين: «اندهشت جداً من الذي يجري تداوله بشكل ساخر منذ الإعلان عنها، لأنّ المسرحية سبق وقدمت بالاسم ذاته من دون أن تثير ثائرة وحفيظة المجتمع وقتها، فالنص يعود لكاتب فرنسي وقُدّم من قبل ولم يعترض عليه أحد وما يحدث الآن ما هو إلا فراغ من البعض ومبالغة في الإصرار على ذلك، وهو أمر لا يُحتمل وغريب ولا يصدقه عقل». على حد تعبيرها.
ويتفق معها الكاتب والناقد هاني سامي قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ما يُنشر عبر (السوشيال ميديا) وسخرية البعض من اسم العمل ينمّ عن جهل واضح، فاسم المسرحية ليس من اختراع إلهام شاهين أو سميحة أيوب، فالنص جاء بالاسم نفسه لجان بول سارتر، التي صاغها عربياً المترجم الكبير الدكتور عبد المنعم الحفني، وصدرت في نسخ أخرى عربية باسم (العاهرة الفاضلة) وأحياناً (البغي الفاضلة) وقُدّم مرات عدة على خشبة المسرح بالاسم ذاته».
واعتبرت سميحة أيوب هذا العرض «من أفضل العروض التي قدمتها طوال مسيرتها»، مشيرة خلال ندوة تكريمها في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح، إلى أنّ «هذا العرض أحدث ضجة كبيرة خلال تقديمه على خشبة المسرح القومي في الستينات».
وقدمت شاهين عدداً كبيراً من الأعمال المسرحية أبرزها: «كاليجولا»، و«خشب الورد» وكان آخر أعمالها المسرحية «بهلول في إسطنبول» التي عرضت بداية من عام 1996 حتى نهاية عام 2000 مع الفنان الراحل سمير غانم ومن تأليف يوسف معاطي وإخراج محمد عبد العزيز.
وعلق الفنان محمد صبحي، على حالة الجدل قائلاً إنّ «اختيار الاسم جيد جداً من المؤلف، لإبراز التناقض بين كلمتي مومس والفاضلة». وأضاف، خلال مداخلة هاتفية أول من أمس أنّ «معظم الذين هاجموا اسم المسرحية، لم يقرأوا النص، ولا يعرفوا أدب المسرح»، مشيراً إلى أنّ «لفظ (المومس) استخدم أيضاً في فيلم (بداية ونهاية) للأديب الكبير نجيب محفوظ، ورغم أنّها أحدثت ضجة لكن كانت الجملة عبقرية».
ولفت إلى أنّ المسرحية ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالإغراء، فسميحة أيوب وإلهام شاهين لا يقدمان هذا النوع من التمثيل.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».