الإدمان والتدخين والتلوث في ملتقى دولي للكاريكاتير بالقاهرة

يرسم بسمة توعية بقضايا البيئة والصحة

أكثر من 850 رسما ساخرا لنحو 300 فنان من 60 دولة
أكثر من 850 رسما ساخرا لنحو 300 فنان من 60 دولة
TT

الإدمان والتدخين والتلوث في ملتقى دولي للكاريكاتير بالقاهرة

أكثر من 850 رسما ساخرا لنحو 300 فنان من 60 دولة
أكثر من 850 رسما ساخرا لنحو 300 فنان من 60 دولة

الإدمان والتدخين والتلوث.. موضوعات تبدو منفرة للوهلة الأولى لكنها تحولت إلى مادة للفكاهة والضحك ممزوجة بالتدبر والتوعية بريشة أكثر من 850 رسما ساخرا لنحو 300 فنان من 60 دولة. انصبت الأضواء على هذه الموضوعات في الملتقى الدولي الثاني للكاريكاتير الذي افتتح في القاهرة الليلة الماضية ويستمر حتى العاشر من أبريل (نيسان) في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية.
الملتقى تشرف على تنظيمه الجمعية المصرية للكاريكاتير واتحاد منظمات الكاريكاتير «فيكو» بالاشتراك مع وزارتي الثقافة والصحة في مصر. وقال الفنان والناقد إبراهيم حنيطر عضو لجنة اختيار الأعمال المشاركة بالملتقى «فكرة الملتقى تنمو وتكبر وتزيد المشاركات الدولية.. اختياراتنا اعتمدت بشكل أكبر على الأعمال غير المصحوبة بتعليق مكتوب لأن الكاريكاتير الحقيقي والقوي هو الذي يوصل الفكرة دون توضيح أو شرح ويمكن فهمه دون أي حواجز للغة».
وأضاف: «فكرة ملتقى العام الماضي كانت مصر في عيون العالم وهذا العام فكرة الملتقى الصحة إضافة إلى موضوع عام يستطيع من خلاله كل مشارك تقديم أي فكرة تعجبه».
واختار منظمو الملتقى الدولي الثاني للكاريكاتير إيطاليا ضيف شرف هذا العام. ويشارك منها 4 فنانين بالحضور وعمل ورشة تثقيفية لمحبي الكاريكاتير.
وقالت فنانة الكاريكاتير الإيطالية ماريلينا ناردي لـ«رويترز» «علمت بالملتقى قبل شهرين فقط وتواصلت مع المنظمين وأرسلت لهم أعمالي التي اختاروا بعضها للمشاركة».
وأضافت الفنانة التي تعمل في صحيفة «إل فاتو كوتيديانو» اليومية وتشارك بتسعة رسوم ساخرة «حرصت على القدوم أيضا إلى مصر لمشاهدة الملتقى والأعمال المختلفة المشاركة فيه خاصة أنه يضم فنانين من أنحاء العالم». وتناول المشاركون موضوعات شائكة مثل الإهمال في المستشفيات وتلوث أكياس الدم والأسماك النافقة على الشواطئ بسبب التلوث والأجنة المشوهة نتيجة تدخين الأمهات في قالب فكاهي وضع رواد الملتقى في مواجهة مشكلاتهم بوجه باسم.
وقال فنانة الكاريكاتير الإماراتية آمنة الحمادي التي تشارك للعام الثاني على التوالي في الملتقى «الكاريكاتير فكرة ورؤية تعكس وجهة نظر الفنان بشكل ساخر.. وهذا العام شاركت بعدد أكبر من الأعمال لأني استعددت بشكل أفضل عن العام الماضي».
وأضافت: «شاركت في الملتقى الأول وحرصت على العودة للاشتراك بالملتقى الثاني لأن هذا التجمع السنوي فرصة لتجمع الفنانين والاطلاع ومتابعة أعمال الآخرين من مختلف الدول».
وكرم الملتقى الدولي الثاني للكاريكاتير الفنان المصري جورج البهجوري.
درس البهجوري، 82 عاما، الفنون الجميلة في فرنسا والولايات المتحدة بعد تخرجه من قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة في القاهرة وعمل رساما للكاريكاتير في مجلتي «روزاليوسف» و«صباح الخير» وتنوعت إبداعاته لتشمل الفن التشكيلي والنحت والأدب ونال الكثير من الجوائز الدولية والعربية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».