محكمة أميركية تؤيد تعليق قرار إلزام موظفي الشركات بالتلقيح

في انتكاسة تهدد خطط بايدن

بايدن يتحدث خلال مؤتمر صحافي حول التلقيح ضد «كورونا» في 3 نوفمبر الماضي (رويترز)
بايدن يتحدث خلال مؤتمر صحافي حول التلقيح ضد «كورونا» في 3 نوفمبر الماضي (رويترز)
TT

محكمة أميركية تؤيد تعليق قرار إلزام موظفي الشركات بالتلقيح

بايدن يتحدث خلال مؤتمر صحافي حول التلقيح ضد «كورونا» في 3 نوفمبر الماضي (رويترز)
بايدن يتحدث خلال مؤتمر صحافي حول التلقيح ضد «كورونا» في 3 نوفمبر الماضي (رويترز)

وجّهت محكمة فيدرالية ضربة جديدة لجهود الرئيس الأميركي جو بايدن الساعية لتطعيم شريحة واسعة من العمال ضد «كوفيد - 19» قبل فصل الشتاء.
وأيدت هيئة مؤلفة من ثلاثة قضاة من محكمة الاستئناف في الدائرة الخامسة في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا، تعليق تطبيق أمر صادر عن إدارة بايدن يجبر الشركات الكبرى على تطعيم موظفيها ضد كورونا.
وثبّتت المحكمة التي يترأسها قاضٍ عيّنه الرئيس الراحل رونالد ريغان واثنان آخران عينهما الرئيس السابق دونالد ترمب، الحكم الجمعة، بعد تعليق التفويض مؤقتاً في نهاية الأسبوع الماضي، كانت قد أصدرته المحكمة نفسها، تجاوباً مع الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل الشركات ومجموعات قانونية داعمة للحزب الجمهوري.
وقالت المحكمة في قرارها، إن أوامر الرئيس «تتجاوز بشكل صارخ» سلطات الإدارة الأميركية. وفي حال تم تأكيد الحكم، فسيمثّل ذلك انتكاسة كبيرة لإحدى جهود بايدن الأوسع نطاقاً والأكثر تأثيراً لضمان تطعيم شريحة واسعة من العمال الأميركيين قبيل الشتاء، عندما يتوقع أن تظهر موجة جديدة من الوباء. وحدّد بايدن مهلة حتى الرابع من يناير (كانون الثاني) لهذه الشركات لضمان تطعيم موظفيها بالكامل، وهو قرار ذكرت الإدارة أنه سيطال أكثر من ثلثي القوة العاملة في البلاد، والذي انتقده حكم المحكمة على اعتباره «مبالغاً فيه بشكل مذهل».
لكن المحكمة لم تقرر بشأن ما إذا كان هذا الحكم يمكن أن يطبق على الشركات التي توظف أكثر من مائة عامل، قانونياً في نهاية المطاف. وأوضحت أنها اتّخذت قرارها بالإبقاء عليه جزئياً، لأنه يُستبعد أن يتم إقراره دستورياً، على حد قولها. وكتب القاضي كورت إنغلهارت، الذي انضم إليه القاضيان إيديث جونز وستيوارت دنكان، أن «الأمر يهدد بالحد بشكل كبير من حرية الأفراد المترددين في الاختيار بين الوظيفة واللقاح». وتابع: «من ضبابية اقتصادية وصولاً إلى نزاعات في أماكن العمل، أسهم مجرّد شبح الأمر في اضطرابات اقتصادية لم يجرِ الحديث عنها في الشهور الأخيرة». وأضاف القضاة: «بدلاً من استخدام شرط يتم التعامل معه بدقة، يعد التفويض مقاساً واحداً يناسب الجميع، بمطرقة ثقيلة لا تكاد تبذل أي محاولة لتفسير الاختلافات في أماكن العمل (والعمال)».
ويرى القضاة أن الحكم فرض عبئاً مالياً على الشركات ومن المحتمل أن ينتهك بند التجارة في الدستور. وقالوا في قرارهم: «يفرض التفويض عبئاً مالياً عليهم، ويعرضهم لمخاطر مالية شديدة إذا رفضوا أو فشلوا في الامتثال، ويهدد بالقضاء على القوى العاملة لديهم (وآفاق العمل) من خلال إجبار الموظفين غير الراغبين في أخذ اللقاح، أو إجراء الاختبارات».
ويبقى قرار المحكمة الأخير مطبّقاً إلى أن يتم النظر في طلب الطرف المعني، في إصدار أمر قضائي دائم. وتلقى نحو 68 في المائة من سكان الولايات المتحدة و81 في المائة من البالغين، جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19»، حتى الآن.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.