السعودي في قطر

أعرف أن كرة القدم متقلبة ولا يمكن حسم نتائجها حتى صافرة الحكم، ولا يمكن استسهال أي مباراة مهما كان منافسك ضعيفاً أو بلا تاريخ، ولكن الذي أعرفه أن هناك أندية ومنتخبات تلعب بشخصية البطل، حتى لو كانت في أسوأ حالاتها؛ فهي وقتها تلعب باسمها وسمعتها وتاريخها.
وأعرف أنه بقي نصف المشوار تماماً حتى نعرف هوية أربعة متأهلين من آسيا إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وهذا يعني بقاء 15 نقطة في الملعب، وأعرف أنه، كما قال وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل لبرنامج «صدى الملاعب» إن منتخب بلاده لم يضمن التأهل، رغم تحقيقه العلامة الكاملة قبل لقاء أستراليا، إلا أنه لن يقول إن المنتخب تأهل إلا حين يتأهل رسمياً.
ولكن ومن بين الـ12 منتخباً المشاركين في التصفيات الآسيوية النهائية أجد أن المنتخب السعودي أفضل في خمس مباريات جرت حتى الآن، ولا نستطيع القول إنه لعب مع منافسين «ضعفاء» مثلاً... بل فاز على اليابان، وتعادل خارج أرضه مع أستراليا، وسط مطر غزير لم يكن في صالحه، وهزم عمان وفيتنام والصين، ولعب ناقص الصفوف في كثير من المباريات، ولكن أحداً لم يلاحظ النقص، لأن البديل بقوة الأساسي، وحتى أكون أميناً مع نفسي؛ ففي مباراة الأخضر السعودي الأخيرة مع أستراليا كان المنتخب رائعاً، وكاد يُحرج أستراليا ويهزمها على أرضها. لو تُرجمت فرص سالم وسلمان وصالح لشاهدنا فوزاً تاريخياً في مباراة شهدت تعملق الحارس محمد اليامي الذي أنقذ شباكه من أهداف شبه محققة لأستراليا.
صراحة لا أجد منتخباً أفضل من السعودي في التصفيات الآسيوية، ولا يمكن أن أتخيل عزم قدرة هذا المنتخب على الوصول لنهائيات كأس العالم 2022 في جارته قطر.
دعم القيادة والتخطيط والبنى التحتية ووجود دوري هو الأقوى عربياً وآسيوياً وجماهير عاشقة وإعلام قوي ومدرب رائع واتحاد فاهم ومتفاهم، كلها عوامل ومفاتيح للنجاح، ونتمنى أن نحتفل معكم بالتأهل مع بداية 2022.