اتفاق إماراتي ـ بحريني لتطوير التعاون في شتى المجالات

إنشاء شركة مشتركة للاستثمار في البحرين

الشيخ محمد بن زايد والأمير سلمان بن حمد خلال لقائهما أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد والأمير سلمان بن حمد خلال لقائهما أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
TT

اتفاق إماراتي ـ بحريني لتطوير التعاون في شتى المجالات

الشيخ محمد بن زايد والأمير سلمان بن حمد خلال لقائهما أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد والأمير سلمان بن حمد خلال لقائهما أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)

أتفقت الإمارات والبحرين على وضع إطار لترسيخ وتطوير التعاون الثنائي بما في ذلك المجال السياسي والدبلوماسي والأمني والاقتصاد والتجارة والسياحة والشراكة بين الأعمال التجارية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والنقل والمواصلات والتعليم، وفي مجالات العمل وتمنية الموارد البشرية، وأيضا بشأن التغير المناخي والصحة.
وأوضح بيان المشترك بين البلدين على هامش زيارة الأمير سلمان بن حمد ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء إلى الإمارات والاجتماع مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن البلدين اتفقا على تشجيع الوزارات والهيئات الحكومية على التواصل فيما بينهم لتطوير أهداف التعاون وبرمجته في مشاريع مشتركة.
وذكر البيان أن كلا البلدين يحرص على تعزيز الحوار السياسي والمشاورات الدبلوماسية، من خلال زيادة مستوى الزيارات رفيعة المستوى الدبلوماسية، ومن خلال تحديد أولويات وجداول أعمال ثنائية مشتركة، وبلورة المواقف المشتركة على صعيد العمل السياسي الثنائي والدولي، بالإضافة إلى التعاون في مجال التأهيل الدبلوماسي بين الأكاديميات الدبلوماسية، كما سيتم تعزيز العمل القنصلي عبر إنشاء لجنة قنصلية بين البلدين.
ويحرص البلدان العمل معًا على تسهيل الجهود الرامية إلى تعزيز السلم الدولي ومكافحة الجريمة الدولية والتطرف والإرهاب، والعمل المشترك على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون في المجال الأمني، كما سيعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية القائمة ودفعها لآفاق أرحب والعمل على إزالة العقبات التنظيمية وتطوير بيئة أكثر تمكينًا للأعمال التجارية من أجل إعطاء دفعة كبيرة لتدفق التجارة والاستثمار على مدى السنوات المقبلة، والعمل على إنشاء صندوق استثماري مشترك للاستثمار في الفرص والمشاريع الواعدة في كلا البلدين وخارجهما.
وسيعمل الطرفان على تعزيز العلاقة الاقتصادية بين البلدين عبر إنشاء مركز للمستثمر الإماراتي في البحرين لتسهيل وتسريع إجراءات المستثمرين الإماراتيين للأعمال التجارية في البحرين، بالإضافة إلى ربط السجلات التجارية في البلدين للسماح للشركات المسجلة في الإمارات لممارسة الأنشطة التجارية في البحرين.
كما سيعمل البلدان علي بحث الاستثمار المشترك في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء شركة استثمارية إماراتية بحرينية مشتركة للاستثمار في البحرين.
ويحرص الجانبان على زيادة الاستثمارات المتبادلة وتوسيع رقعة التعاون، كما أكدا التزامهما بتسهيل زيادة التبادلات التجارية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في البلدين، من خلال وضع إطار لشراكة صناعية واستثمارية مشتركة رفيعة المستوى بين الأعمال كما يحرص البلدان على أهمية عودة قطاع الطيران لما كان عليه قبل جائحة فيروس كورونا عبر زيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين.
كما اتفق البلدان على زيادة التعاون في مجال التعليم والعلوم المتقدمة ومجال العمل والتوطين، والتعاون في مجال السياحة، والتعاون في الشأن البيئي والمناخي، والتعاون الصحي.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي بحث مع الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء البحريني، العلاقات التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها وتنميتها، إضافة إلى القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن علاقة بلاده مع البحرين خاصة، أثبتت نفسها من خلال التحديات التي صادفتها قبل الاتحاد وبعد الاتحاد.
من جانبه، أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أن المستويات المتقدمة للعلاقات المتميزة التي تجمع البحرين والإمارات تشهد نمواً مستمراً على جميع الصعد بما يعود بالخير والنفع على البلدين وشعبيهما، منوهًا بما تحظى به العلاقات الثنائية.



تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
TT

تحركات سعودية لوأد الأزمة السودانية

نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي والوفد المرافق خلال الاجتماع التشاوري (واس)

في الوقت الذي دعت فيه الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار، التي تبدأ في 14 أغسطس (آب) المقبل، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، انطلقت في جيبوتي، أمس (الأربعاء)، اجتماعات الفاعلين الدوليين والإقليميين لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان.

وأكد نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، استمرار المملكة في جهودها لحل الأزمة السودانية، وترحيبها وانفتاحها على الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال الاجتماع التشاوري في جيبوتي (واس)

وأضاف، خلال الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، أنه «منذ بداية الأزمة، وانطلاقاً من الشراكة الوثيقة مع الولايات المتحدة الصديقة بدأت المحادثات بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) في (جدة 1)، بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، ونتج عنها (إعلان جدة) -الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023م- للالتزام بحماية المدنيين وما نص عليه من بنود، واستُؤنفت (جدة 2) بمشاركة ممثل مشترك للاتحاد الأفريقي و(إيغاد)، أخذاً في الاعتبار تقدير المملكة مبدأ الحلول الأفريقية، وذلك بالإضافة إلى استمرار التعاون السعودي- الأميركي الوثيق في حثّ الطرفين على التوصل إلى حل للأزمة السودانية، يبدأ بوقف لإطلاق النار وإنهاء الصراع القائم في السودان».

وجدّد الخريجي حرص السعودية على عودة الأمن والاستقرار إلى السودان، وحثّ أطرافه على تغليب الحكمة وضبط النفس، وإبداء المرونة والتجاوب مع المبادرات الإيجابية والإنسانية.

الاجتماع التشاوري لحل الأزمة السودانية في جيبوتي (واس)

ويُعقد اجتماع ثانٍ، اليوم (الخميس)، في جيبوتي ولمدة يومين للشركاء الإقليميين والدوليين، للتخطيط حول تعزيز جهود إحلال السلام في السودان.

وكانت الولايات المتحدة دعت القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» إلى محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، باستضافة مشتركة من السعودية وسويسرا، وتضم كلاً من الإمارات ومصر والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، عن شكره لحكومة سويسرا لاستضافة هذه المحادثات، وللسعودية بصفتها مضيفاً مشاركاً، والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفتهم مراقبين؛ بهدف التوصل إلى وقف للعنف وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.

وقال: «بناءً على المحادثات السابقة في جدة بين القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) التي تمّت بتيسير من السعودية والولايات المتحدة، تدعو أميركا الطرفين إلى المشاركة في حضور محادثات وقف إطلاق النار التي ستبدأ 14 أغسطس 2024 في سويسرا بوساطتها». وشدد على ضرورة إنهاء الصراع وإنقاذ الأرواح ووقف القتال وفتح مسارات التفاوض والحل السلمي في السودان.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى السودان (واس)

تحركات سعودية لوأد الأزمة

وكثّفت السعودية تحركاتها واجتماعاتها لحل الأزمة السودانية، على مختلف الأصعدة؛ إذ التقى نائب وزير الخارجية السعودي، على هامش الاجتماع التشاوري الثاني حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، الذي تستضيفه جيبوتي، عديداً من ممثلي الدول الفاعلة في محاولة لوأد الأزمة السودانية.

والتقى نائب وزير الخارجية السعودي عبد الكريم الخريجي، كلاً من نائب وزير الخارجية والهجرة المصري السفير أبو بكر محمد حنفي، وسفير وزارة الخارجية الصينية المكلف بالشرق الأوسط لو جيان، ومبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي آنيت ويبر، والمبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة، والمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال اجتماعه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي (واس)

وخلال اللقاءات التي جرت، كلٌّ على حدة، استُعرضت مستجدات الأوضاع في السودان، وبحث سبل التعاون الثنائي، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة بشأنها.

إلى ذلك، رحّبت «تنسيقية القوى المدنية» (تقدم) باجتماعات الشركاء الدوليين والإقليميين، وقالت إنها تأمل في أن تخرج هذه الاجتماعات بنتائج إيجابية تنهي معاناة الشعب السوداني. وطالبت بأن تركز المحادثات على إلزام أطراف النزاع بفتح مسارات إيصال المساعدات الإنسانية وتأمينها وتوزيعها، وإلزام الطرفين بحماية المدنيين والوصول لوقف عاجل للعدائيات، والدفع بخيارات تفعيل الإطار القانوني الدولي في مجالات مسؤولية الحماية وآليات حماية المدنيين والممرات الآمنة في ظل الحرب.

ودعت «تقدم» الشركاء الدوليين والإقليميين إلى العمل على ضرورة عودة الطرفين عاجلاً إلى المفاوضات، والبناء على ما سبق الاتفاق عليه في منبر جدة، وضرورة توقيع اتفاق وقف النار بآليات مراقبة فاعلة وملزمة، وضرورة توحيد المنبر التفاوضي حتى يثمر سلاماً.

وجرت أخيراً في جنيف مناقشات أولية بين طرفي الحرب في السودان ومبعوث الأمم المتحدة رمطان لعمامرة، ركّزت على المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

كما رحّب قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو بالدعوة الأميركية إلى إجراء المحادثات، مؤكداً المشاركة فيها.