تقنية جديدة للقاح جديد لـ«كورونا» من الأجسام المضادة في «الألبكة»

أسهل في التصنيع ولا يحتاج إلى تخزين بارد

رسم توضيحي لفيروس كورونا (أرشيفية - رويترز)
رسم توضيحي لفيروس كورونا (أرشيفية - رويترز)
TT

تقنية جديدة للقاح جديد لـ«كورونا» من الأجسام المضادة في «الألبكة»

رسم توضيحي لفيروس كورونا (أرشيفية - رويترز)
رسم توضيحي لفيروس كورونا (أرشيفية - رويترز)

تتطلب لقاحات «كوفيد - 19» المتوفرة حالياً تخزيناً بارداً وقدرة تصنيع متطورة، مما يجعل من الصعب إنتاجها وتوزيعها على نطاق واسع، خاصة في البلدان الأقل تقدماً، ومن المحتمل أن يكون إنتاج نوع جديد من اللقاح أسهل بكثير ولن يحتاج إلى التبريد، حسبما أفاد باحثون في مستشفى بوسطن للأطفال بأميركا في عدد 2 نوفمبر (تشرين الثاني) بدورية «PNAS».
ويعتقد الباحثون بقيادة هيدي بلوج، ومعاونوها نوفاليا بيشيشا وتيبو هارماند، أن تقنيتهم يمكن أن تساعد في سد فجوات التطعيم العالمية وأنه يمكن تطبيق نفس التكنولوجيا على لقاحات ضد الأمراض الأخرى.
وأثار اللقاح الجديد في الفئران استجابات مناعية قوية ضد الفيروس ومتغيراته، وتم تجفيفه بالتجميد بنجاح وإعادة تكوينه لاحقاً دون فقدان الفعالية، وفي الاختبارات ظل مستقراً وفعالاً لمدة سبعة أيام على الأقل في درجة حرارة الغرفة.
وعلى عكس لقاحات «كوفيد - 19» الحالية، فإن التصميم الجديد يعتمد بالكامل على البروتين، مما يجعل تصنيعه أمراً سهلاً على العديد من المنشآت، ويحتوي على مكونين، هما الأجسام المضادة المشتقة من حيوان الألبكة، والمعروفة باسم الأجسام النانوية، وجزء من البروتين الشائك للفيروس (سبايك) الذي يرتبط بالمستقبلات الموجودة على الخلايا البشرية، ويمكن إرفاق بروتين (سبايك) بالكامل أو أجزاء أخرى من الفيروس، ويمكن تغيير اللقاح بسرعة وسهولة لاستيعاب متغيرات «كورونا» الأخرى.
ووظيفة الأجسام النانوية، وهي الجزء الأساسي من تقنية اللقاح، استهداف اثنين من الخلايا، وهما الخلايا العارضة للمستضد (خلايا تعرض المستضد على سطحها الخارجي، حيث تبتلع العوامل الممرضة خارجية المنشأ مثل البكتيريا وتقوم بتقطيعها بواسطة الإنزيمات إلى أجزاء أصغر تسمى مستضدات)، أما الثانية فهي الخلايا الحرجة في الجهاز المناعي (مثل الخلايا التائية القاتلة).
ويتم ذلك عن طريق توجيه مستضدات بروتين معقد التوافق النسيجي الرئيسي من الفئة الثانية (MHC) على سطح الخلايا (بروتين دوره في الجسم تحديد ما هو ذاتي وما هو غريب أي مستضد)، ويؤدي هذا إلى توجيه الجزء من بروتين (سبايك) مباشرة إلى الخلايا ذاتها التي «ستظهره» للخلايا المناعية الأخرى، مما يؤدي إلى استجابة مناعية أوسع.
وتحفز لقاحات «كوفيد - 19» الحالية إنتاج بروتين سبايك في الموقع في الجسم حيث يتم حقنها، ويفترض أنها تحفز الخلايا العارضة للمستضد بشكل غير مباشر، كما تقول بلوج في تقرير نشره أمس الموقع الإلكتروني لمستشفى بوسطن.
وتضيف: «لكن إخراج الوسيط والتحدث مباشرة إلى الخلايا العارضة للمستضد هو أكثر كفاءة، وهذا يمثل القيمة الكبيرة للقاح».
وفي التجارب التي أجريت على الفئران، أنتج اللقاح مناعة قوية ضد فيروس كورونا المستجد، مما حفز كميات كبيرة من الأجسام المضادة المعادلة ضد جزء بروتين «سبايك»، كما أنه أثار مناعة خلوية قوية، وتحفيز للخلايا التائية المساعدة التي تحشد الدفاعات المناعية الأخرى.
ولأن اللقاح عبارة عن بروتين، وليس مرسال حمض نووي ريبوزي مثل لقاح «فايزر - بيونتك» أو «موديرنا» فإنه يفسح المجال أكثر للتصنيع على نطاق واسع.
ويقول هارماند: «لسنا بحاجة إلى الكثير من التكنولوجيا الفاخرة والخبرة التي تحتاجها لصنع لقاح مرسال الحمض النووي الريبوزي، حيث يمثل العمال المهرة حالياً عنق الزجاجة لإنتاج لقاح (كوفيد - 19)، في حين أن صناعة الأدوية الحيوية لديها الكثير من الخبرة في إنتاج العلاجات القائمة على البروتين على نطاق واسع، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تمكين إنتاج اللقاح في العديد من المواقع حول العالم، بالقرب من المكان الذي سيتم استخدامه فيه».
وقدم الفريق البحثي براءة اختراع بشأن تقنيتهم ويأملون الآن في إشراك شركات التكنولوجيا الحيوية أو الأدوية لنقل عملهم إلى مزيد من الاختبارات، وفي نهاية المطاف، إلى تجربة إكلينيكية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.