التصنيف الائتماني السعودي يصعد إلى «مستقر» وفق النظرة المستقبلية

«موديز» تتوقع نمواً إيجابياً لاقتصاد المملكة وتقلص عجز المالية والدين العام

«موديز» توقعت عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو الإيجابي قبل نهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
«موديز» توقعت عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو الإيجابي قبل نهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

التصنيف الائتماني السعودي يصعد إلى «مستقر» وفق النظرة المستقبلية

«موديز» توقعت عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو الإيجابي قبل نهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
«موديز» توقعت عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو الإيجابي قبل نهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

رفعت وكالة التصنيف الائتماني العالمية (موديز)، تصنيف الاقتصاد السعودي من «سلبي» إلى «مستقر»، عند (A1) مقارنة بتقريرها الذي نشرته يونيو (حزيران) الماضي، نتيجة القوة المالية الآخذة في الصعود جراء تعافي الطلب العالمي على النفط والأسعار والتحرر من تداعيات جائحة «كوفيد 19».
وتوقعت الوكالة عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو الإيجابي قبل نهاية عام 2021، مع تقلص نسب العجز في المالية العامة للعام الجاري، مصاحبة لتقلص في مستوى حجم الدين على المدى المتوسط، مشيدة باتساق المملكة في سياساتها المالية بغض النظر عن ارتفاع وانخفاض أسعار النفط.
ويؤكد تقرير «موديز» أن تعافي الأداء والنمو الاقتصادي بالمملكة يعد عنصراً مهماً في تحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية لعام 2022، حيث تظهر المؤشرات تعافياً مستمراً في أغلب الأنشطة الاقتصادية، مع توقع استمرار ذلك التعافي في بعض الأنشطة بمعدلات أسرع قد تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة.
وقال محللون ومن بينهم لوسي فيلا إن القرار مستند إلى «تقييم سجل الأداء الحكومي الآخذ في التحسن فيما يتعلق بفاعلية السياسات المالية، الواضح من خلال استجابات السياسات في فترات ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، التي تؤكد على التزام بالضبط المالي واستدامة مالية لفترة أطول».
وتشير النظرة المستقبلية المستقرة، المعلنة أمس، إلى أنه بالإضافة إلى التعافي الاقتصادي نتيجة الخروج من جائحة «كوفيد – 19»، وتحسن أسعار النفط يظل المركز المالي وصافي الأصول الخارجية قوياً بما يكفي لدعم التصنيف الائتماني.
وأشارت الوكالة إلى أن إحدى الركائز الأساسية للتعديل في النظرة المستقبلية هو التزام الحكومة بالإصلاحات المالية على المدى المتوسط، بما في ذلك برنامج الاستدامة المالية الذي يهدف إلى تعزيز الانضباط المالي وتحسين فاعلية إدارة المالية العامة ودعم إعادة بناء الاحتياطيات كإحدى ركائز القواعد المالية.
وأسهم البرنامج خلال الفترة من 2015 حتى 2020 في نمو الإيرادات غير النفطية بنسبة تتجاوز 18 في المائة، كما خفض النفقات الأولية التي لا تشمل خدمة الدين من نسبة 56 في المائة إلى نسبة 53 في المائة عام 2020.
وتوقعت الوكالة انخفاض حجم الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما دون 29 في المائة، ليصل إلى نحو 25 في المائة بحلول عام 2025 من 32.5 في المائة خلال عام 2020، كما قدرت الوكالة أن يتراوح حجم الدين العام كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأعوام القادمة بين 25 في المائة و30 في المائة، ما يعد أفضل من توقعاتها لدول مقارنة ذات التقييم الائتماني المشابه الذي يتراوح بين 35 في المائة و40 في المائة.
وعلى صعيد المالية العامة، قدرت «موديز»، في تقريرها الحالي، أن يصل العجز في الميزانية للعام المالي 2021 إلى نسبة 2.5 في المائة مقارنة بـ11.2 في المائة خلال عام 2020، وانخفاض النفقات خلال العام الحالي والعام المقبل بنسبة 6 في المائة في عام 2021 و6 في المائة في عام 2022.
ولفتت الوكالة إلى قوة السعودية في أسواق النفط لكونها إحدى الدول المصدرة القليلة القادرة على إنتاج النفط بأقل التكاليف على مستوى العالم، ما سيدعم مرونتها الاقتصادية حتى في ظل أسعار النفط المنخفضة.
وأشارت «موديز» إلى أن الإنفاق الرأسمالي من صندوق الاستثمارات العامة تجاه المشاريع الكبرى بحجم إنفاق يتراوح من 4 إلى 5 في المائة من الناتج المحلي خلال الأعوام المقبلة، سيدعم بدوره التنوع الاقتصادي وخلق الوظائف بعيداً عن تقلبات أسعار النفط.
ويدعم تصنيف «موديز»، رؤية متانة واستقرار اقتصاد المملكة ومرونته، وقدرته على التوسع، مبرهناً على فاعلية الإجراءات التي تقوم بها حكومة المملكة في إطار تعزيز النمو الاقتصادي والإصلاحات الهيكلية والسياسات المالية والاقتصادية الرامية إلى تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته.
ويبرز التصنيف الإيجابي الجديد، نجاح خطط تنويع اقتصاد المملكة وأثرها في رفع النمو الاقتصادي السعودي على المديين المتوسط والطويل، مع استمرار إسهام الإصلاحات التي تجريها الحكومة في نمو الإيرادات غير النفطية.


مقالات ذات صلة

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

الاقتصاد الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى دافوس 2024 (الخارجية السعودية)

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

تشارك السعودية بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية خلال الفترة بين 20 و24 يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

أقرَّت السعودية برنامج «المصافحة الذهبية» ليقدم حوافز مالية تشجع استقالة بعض الموظفين الحكوميين طوعاً بهدف خفض النفقات وتحديث الكفاءات.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس) play-circle 01:37

خاص السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

السعودية تنهي 90 % من مسح منطقة «الدرع العربي»، الذي يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ويُشكل نحو ثلث مساحتها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط) play-circle 00:27

السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

تمضي السعودية قدماً في وضع نفسها على خريطة المعادن المهمة عالمياً ولتكون «وادي السيليكون» في مجال التعدين، بإعلانها صفقات وخططاً استثمارية واكتشافات.

آيات نور (الرياض)

ليبيا تحتاج 4 مليارات دولار لإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً

وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
TT

ليبيا تحتاج 4 مليارات دولار لإنتاج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً

وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)
وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق يشارك في إحدى جلسات قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد (إكس)

قال وزير النفط المكلف في ليبيا خليفة عبد الصادق، إن بلاده بحاجة لما يتراوح بين 3 و4 مليارات دولار، للوصول إلى معدل إنتاج نفطي يبلغ 1.6 مليون برميل يومياً.

وأضاف لـ«رويترز»، على هامش قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد في طرابلس، أنه من المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء على جولة عطاءات جديدة قبل نهاية يناير (كانون الثاني)، وستشمل 3 أحواض ونحو من 15 إلى 21 قطعة، «سوف تكون في كل الأحواض الرسوبية بليبيا؛ حوض سرت، وحوض مرزق، وحوض غدامس، والمناطق البحرية. تقريباً في كل مكان».

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط السابق فرحات بن قدارة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إن آخر جولة عطاءات في ليبيا لامتيازات التنقيب عن النفط والغاز أعلنت قبل 17 عاماً. وأضاف بن قدارة أن 70 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي الليبية، وأكثر من 65 في المائة من مياهها الإقليمية لم تُستكشف بعد.

واستقال بن قدارة يوم الخميس وحل محله عضو مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مسعود سليمان.

وأوضح عبد الصادق أن موعد الإعلان عن تراخيص جولة العطاءات سيكشف عنه بعد إقراره في اجتماع حكومة الوحدة الوطنية، «حيث إن وزارة النفط أكملت عملها والمؤسسة الوطنية أكملت عملها».

وقال إن الحكومة ستعمل مع شركائها على توفير مبلغ من 3 إلى 4 مليارات دولار، ليس فقط لزيادة الإنتاج؛ بل للحفاظ على معدلات الإنتاج الحالية.

وقال الوزير إن جولة العطاءات لها أهمية استراتيجية، مضيفاً أنه حيثما توجد «أماكن الإنتاج، يوجد فقد، وهذا الفقد يجب أن يتم تعويضه بالاستكشاف».

وأكد عبد الصادق أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل كبير على النفط، إذ يمثل أكثر من 95 في المائة من ناتجه الاقتصادي، مضيفاً: «هناك زخم في إعادة بناء، وهذا لا يتأتى إلا بزيادة الإنتاج». وقال الوزير إن الهدف ليس فقط الوصول إلى 1.6 مليون برميل يومياً، ولكن زيادته إلى مليوني برميل يومياً.

ووفقاً للمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، بلغ إنتاج النفط 1.413 مليون برميل يومياً يوم الجمعة الماضي.

وكانت ليبيا، عضو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تنتج 1.6 مليون برميل يومياً قبل الاضطرابات التي دعمها حلف شمال الأطلسي، وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.