برشلونة يتقدم بثلاثية ثم ينهار ويخرج متعادلاً مع سلتا فيغو

تشافي حقق حلم حياته... فهل يستطيع إعادة الفريق الكتالوني لأيام مجده؟

أسباس قائد سلتا فيغو يرفع يديه محتفلاً بتسجيل هدف التعادل وسط صدمة لاعبي برشلونة (أ.ب)
أسباس قائد سلتا فيغو يرفع يديه محتفلاً بتسجيل هدف التعادل وسط صدمة لاعبي برشلونة (أ.ب)
TT

برشلونة يتقدم بثلاثية ثم ينهار ويخرج متعادلاً مع سلتا فيغو

أسباس قائد سلتا فيغو يرفع يديه محتفلاً بتسجيل هدف التعادل وسط صدمة لاعبي برشلونة (أ.ب)
أسباس قائد سلتا فيغو يرفع يديه محتفلاً بتسجيل هدف التعادل وسط صدمة لاعبي برشلونة (أ.ب)

فرط برشلونة في تقدمه بثلاثة أهداف ليتعادل 3 - 3 مع مضيفه سلتا فيغو في مباراة فوضوية بالجولة الثالثة عشرة للدوري الإسباني، أوضحت حجم المهمة التي تنتظر المدرب الجديد تشافي هرنانديز، الذي سيتولى المهمة رسمياً من الغد.
وبعد ثلاثية في الشوط الأول كانت بمثابة إشارة لفوز مريح لبرشلونة، أكمل إياغو أسباس قائد سلتا انتفاضة رائعة في الشوط الثاني من أصحاب الأرض بتسجيله الهدف الثالث في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع بعدما أحرز أيضاً الهدف الأول لفريقه في الدقيقة 52، وسجل زميله نوليتو الثاني في الدقيقة 74.
ومنح المهاجم الشاب أنسو فاتي، التقدم لبرشلونة في الدقيقة الخامسة، وضاعف القائد سيرجيو بوسكيتس النتيجة بتسديدة منخفضة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 18، قبل أن يضيف الهولندي ممفيس ديباي الهدف الثالث برأسية في الدقيقة 34.
لكن مستوى برشلونة تراجع بشدة في الشوط الثاني، وظهر دفاعه مرتبكاً، ليهدر انتصاراً كان في المتناول ليمتد صيامه عن الفوز للمباراة الرابعة على التوالي. ويحتل برشلونة المركز التاسع في الترتيب برصيد 17 نقطة من 12 مباراة، بينما يأتي سلتا في المركز 14 ولديه 12 نقطة.
وسيكون الضغط شديداً على تشافي هرنانديز الذي كان يحلم بتدريب برشلونة؛ النادي الذي حقق معه أمجاده الكروية، منذ دخوله هذا المعترك بعد اعتزاله اللعب عام 2019 في صفوف السد القطري، ثم الانتقال للإشراف على الأخير في السنتين الأخيرتين، وقد تحول هذا الحلم إلى حقيقة بإعلان عودة «الأسطورة المطلقة» إلى «المنزل» رسمياً.
وأعرب تشافي عن سعادته بالعودة إلى برشلونة قائلاً: «سأعود إلى نادي حياتي». ونشر عبر تطبيق «إنستغرام» صورة له بقميص الفريق، وأرفقها برسالة إلى المشجعين: «أنا عائد للمكان الذي ترعرعت فيه، أنا عائد إلى نادي حياتي. ليست لدي كلمات تصف مشاعري لدى الدفاع من جديد عن هذا الدرع المختوم على قلبي، والشعور مجدداً بأن (كامب نو) يهتز والاستماع مجدداً لهتافات التشجيع من هذه الجماهير العظيمة». وأضاف: «أعرف أنني أصل في لحظة عصيبة، لكنني أواجه هذا التحدي بأعلى درجات الحماس. سأعمل وأكافح معكم جميعاً للوصول إلى المكانة التي نستحقها». وتابع: «شكراً لبرشلونة على الثقة بي، والشكر كذلك لجميع المشجعين الذين رأوا أنني يجب علي تولي هذا الدور المهم... القصة مستمرة».
وينتظر وصول تشافي إلى برشلونة اليوم على أن يتم تقديمه رسمياً لوسائل الإعلام غداً في استاد «كامب نو».
من جهته، قال برشلونة على «تويتر»، «حان الوقت للعودة إلى المنزل. أهلاً وسهلاً بك تشافي، في 2015 لم يكن أبداً وداعاً، بل قلنا نراك لاحقاً». وترك تشافي برشلونة في 2015 للدفاع عن ألوان السد القطري قبل أن يصبح لاحقاً مدرباً له، وذلك بعدما حمل قميص النادي الكاتالوني في 767 مباراة وتوج معه بلقب الدوري الإسباني ثماني مرات ودوري أبطال أوروبا أربع مرات.
ووصف برشلونة تشافي بـ«أحد أعظم لاعبي خط الوسط في التاريخ، وقد ساعد في إعادة تعريف الفن بعقله الإبداعي، تمريره الدقيق وقدرته الرائعة على قراءة اللعبة»، مرحباً بعودة «الأسطورة المطلقة».
ومع عودة تشافي (41 عاماً) إلى ملعب «كامب نو» يتطلع برشلونة لإحياء الجينات التي تميز بها النادي الكاتالوني: لعب جماعي و«تيكي - تاكا» التي بنى بفضلهما النادي الكتالوني أمجاده، وهيمن على الكرتين الأوروبية والعالمية. وتشافي بطل مونديال 2010 وأحد أبرز النجوم في تاريخ الكرة الإسبانية ترعرع في ظل المدربين الهولندي الراحل يوهان كرويف ومواطنه جوسيب غوارديولا، مع أسلوب يعتمد على فكرة الاستحواذ على الكرة، اشتهر به برشلونة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
عاد تشافي، الُمكنى بـ«الماكينة»، إلى الفصل الأول من قصة العشق مع برشلونة، الذي أبهر عالم الكرة المستديرة بتمريراته تحت إدارة غوارديولا (2008 - 2012) ففرض نفسه قائد اللعب الحقيقي لنادٍ هيمن على أوروبا وعلى العالم لعدة سنوات... ولكن كل هذا السحر لم يسمح له بالخروج من ظل الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجوم آخرين، حيث يخلو سجله من الكرة الذهبية على الرغم من قيادته إسبانيا للفوز بمونديال 2010. تشافي السعيد بالعودة لمنزلة سيكون أمامه تحد صعب لإعادة برشلونة إلى سابق عهد. ويقول تشافي: «أنا أؤمن بالاستحواذ على الكرة قدر الإمكان، مع الضغط العالي، واللعب في نصف ملعب الفريق المنافس، والضغط عليه عبر الهجمات. هذه هي كرة القدم التي اختبرتها في برشلونة ومع منتخب إسبانيا وأريد تطبيقها مجدداً».


مقالات ذات صلة

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

الرياضة من تدريبات الريال استعدادا للنهائي (رويترز)

«السوبر الإسباني»: الريال والبرشا يشعلان الرياض بـ«كلاسيكو الأرض»

تتجه أنظار الملايين من عشاق الكرة العالمية، مساء اليوم، صوب العاصمة السعودية، الرياض، وذلك لمتابعة القمة المرتقبة و«الكلاسيكو» التاريخي المتجدد (كلاسيكو الأرض)

سلطان الصبحي ( الرياض)
رياضة عالمية ميشيل مدرب جيرونا ولاعبيه يحتفلون بالانتصار على اوساسونا وانتزاع قمة الترتيب (ا ف ب)

جيرونا... «مفاجأة الموسم» يتحدى عمالقة إسبانيا على الصدارة

مع معاناة ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد للحفاظ على ثبات المستوى وإهدار نقاط ثمينة في الأسابيع القليلة الماضية، تقدم جيرونا للصدارة وتربع على قمة ترتيب

«الشرق الأوسط» ( مدريد)
رياضة عالمية المهاجم الدولي أليخاندرو (أ.ب)

غوميز نجم الأرجنتين يرفض الاتهامات بتعاطي المنشطات

نفى المهاجم الدولي الأرجنتيني أليخاندرو (بابو) غوميز، الأحد، تعاطيه المنشطات، وذلك رغم إيقافه لمدة عامين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مجلس مدينة مدريد طلب من السكان البقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة (لاليغا)

تأجيل مباراة أتلتيكو مدريد وإشبيلية بسبب الأمطار

أجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم مباراة أتلتيكو مدريد وضيفه إشبيلية الأحد في ختام منافسات المرحلة الرابعة، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيلينغهام  (رويترز)

أنشيلوتي يثني على تألق بيلينغهام في الـ«ريمونتادا»

أشاد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد بفوز فريقه على مضيفه ألميريا 3-1 في الجولة الثانية من الدوري الإسباني لكرة القدم. وتقدم ألميريا بهدف

«الشرق الأوسط» (مدريد)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».