«جيش الفتح» يسيطر على أجزاء من قرية المسطومة بشمال سوريا وقوات النظام تقصف مناطق المعارضة في إدلب

خبراء يدخلون مدينة عين العرب لمعاينة الألغام غير المنفجرة

«جيش الفتح» يسيطر على أجزاء من قرية المسطومة بشمال سوريا وقوات النظام تقصف مناطق المعارضة في إدلب
TT

«جيش الفتح» يسيطر على أجزاء من قرية المسطومة بشمال سوريا وقوات النظام تقصف مناطق المعارضة في إدلب

«جيش الفتح» يسيطر على أجزاء من قرية المسطومة بشمال سوريا وقوات النظام تقصف مناطق المعارضة في إدلب

سيطر تنظيم «جيش الفتح» على أجزاء من قرية المسطومة جنوب مدينة إدلب، بشمال غربي سوريا، في أعقاب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينما واصل طيران النظام استهداف مناطق في محافظة إدلب تخضع لسيطرة المعارضة. وفي غضون ذلك، دخل مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية السكانية الكردية، في ريف محافظة حلب الشرقي، وفد خبراء في مجال الألغام والمتفجرات للقيام بدراسة وضع الألغام والعبوات والصواريخ غير المنفجرة في المدينة.
«مكتب أخبار سوريا» أفاد أمس بأن الطيران الحربي والمروحي التابع لقوات النظام شن ليل السبت وأمس، أكثر من 13 غارة على مدينة إدلب وريفها، أسفرت عن سقوط 11 قتيلا وعشرات الجرحى كلهم من المدنيين.
وذكر المكتب أن الطيران استهدف مسجدا في وسط المدينة الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما استهدف بالصواريخ الموجهة أطراف مدينة بنش، مما أدى إلى أضرار في الممتلكات من دون سقوط قتلى أو جرحى.
كذلك ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على منطقة داديخ، على أطراف مدينة سراقب الخاضعة لسيطرة المعارضة شرقي مدينة إدلب، مما أدى لمقتل شخص وجرح 3 آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة لحقت بالمنازل السكنية. واستهدف الطيران المروحي التابع للنظام بالرشاشات الثقيلة أيضا بلدة المسطومة بجنوب مدينة إدلب، بالتزامن مع تقدم فصائل المعارضة على أطراف البلدة، في محاولة من الأخيرة منع تقدمهم لإكمال السيطرة عليها.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» الإسلامية و«تنظيم جند الأقصى» وعدة فصائل إسلامية أخرى على أجزاء من قرية المسطومة، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بالتزامن مع استهداف الفصائل المعارضة بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام في منطقة الاشتباكات، مما أدى إلى مقتل 6 عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وترافقت الاشتباكات، وفق «المرصد»، مع قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في محيط المعسكر، وسط استهداف الكتائب لمعسكر القرميد بقذائف المدفعية.
أما في جنوب سوريا، فأفادت معلومات واردة من ريف محافظة السويداء، باندلاع اشتباكات ليل أمس، بين كتائب المعارضة وقوات النظام قرب قرية براق، إثر هجوم كتائب الثوار على حواجز النظام في المنطقة وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 10 آخرين تابعين لقوات النظام، وأفادت وسائل إعلام محسوبة على النظام بأن الطريق العام الرابط بين دمشق والسويداء ما زال مقطوعا بسبب الاشتباكات الدائرة، لكن تقارير أخرى أشارت إلى أنه أعيد فتح الطريق صباح أمس.
من جهة أخرى، دخل مدينة عين العرب (كوباني) الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية بريف حلب الشرقي، وفد خبراء في مجال الألغام والمتفجرات ضم 3 شخصيات من جنسيات مختلفة (أردني وسويدي وفرنسي)، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا». وقال أعضاء الوفد، الذين دخلوا المدينة من معبر مرشد بينار مع تركيا، إنهم سيبدأون مباشرة بدراسة وضع الألغام والعبوات والصواريخ غير المنفجرة في المدينة، واعدين بتجهيز كادر للكشف عن كل الألغام والمتفجرات وتفكيكها، لا سيما في الأماكن التي ترى الإدارة الذاتية أن تفكيكها فيها «أكثر إلحاحا».
وبين سليمان مكحل، العضو الأردني في الوفد، الذي تحدث باسم الوفد خلال استقباله في مبنى الإدارة الذاتية، إنه سينقل «الصورة الحقيقية إلى المنظمات العالمية والإنسانية لتبادر هي الأخرى بتقديم المساعدة لعين العرب، وذلك بهدف مساعدة أهلها على العودة إلى أرضهم والعيش بشكل طبيعي وبسلام».
ونقلت وكالة أنباء هاوار الكردية على موقعها الإلكتروني عن عصمت شيخ حسن رئيس هيئة الدفاع في المدينة، قوله لدى استقبال الوفد إن مناشدات كثيرة رسمية ومدنية وجهت للمجتمع الدولي لحل مسألة الألغام التي تهدد حياة السكان. ولقي مدنيون من سكان عين العرب الذي عادوا إليها بعد انتهاء المعارك فيها حتفهم بسبب انفجار ألغام زرعها عناصر تنظيم داعش قبل انسحابهم من المدينة وسيطرة الأكراد عليها.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.