أعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات، تؤدي إلى تحديد موقع أو هوية أي فرد يشغل منصباً «قيادياً رئيسياً» في مجموعة القرصنة الشهيرة المعروفة باسم «داركسايد»، المرتبطة بروسيا، والمتهمة بتنفيذ كثير من جرائم الفدية الإلكترونية. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان صدر أول من أمس، إنها تعرض أيضاً مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة أي فرد في أي بلد «يتآمر للمشاركة أو يحاول المشاركة» في برنامج الفدية «داركسايد». وبرامج الفدية، هي عمليات ابتزاز يمارسها قراصنة الإنترنت، عبر تمكنهم من اختراق شبكة المعلومات لشركات أو أفراد، حيث يقومون بتشفير بياناتهم ومنعهم من الدخول إليها، مطالبين بفدية تدفع عادة بالعملات المشفرة، مقابل إعادة تشغيلها.
وازدادت الجرائم عبر الإنترنت، حيث أظهر تقرير لوزارة الخزانة الأميركية، صدر الشهر الماضي، أن وكالات الأمن الأميركية، تلقت بلاغات عن برامج دفع الفدية، بقيمة وصلت إلى ما يقارب 600 مليون دولار، خلال النصف الأول من العام الجاري، أي أكثر بنحو 42 في المائة من إجمالي مدفوعات الفدية التي أعلنت عنها المؤسسات المالية عام 2020 كله. ويعتقد خبراء أن القيمة الحقيقية لتلك المدفوعات قد تكون أكبر من ذلك بكثير، ويرجحون أن تكون بمليارات الدولارات. لكن خوف المتضررين من تلك الهجمات على سمعتهم، ومن تكرارها، أو حتى تنفيذ شروط التفاوض مع المقرصنين، يمنعهم من الكشف عن القيمة الحقيقية أو عن الهجوم الإلكتروني برمته.
وقالت الخارجية الأميركية إن عرض المكافأة الذي تقدمه، يظهر التزام الولايات المتحدة بمنع مجرمي الإنترنت من استغلال ضحايا برامج الفدية في جميع أنحاء العالم. وأضافت أن الولايات المتحدة «تتطلع إلى الدول التي تؤوي مجرمي برامج الفدية، المستعدة لتحقيق العدالة لتلك الشركات والمنظمات الضحية المتضررة من برامج الفدية». وحدد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي إيه) وقوف تلك المجموعة، وراء أكبر هجوم إلكتروني تم الكشف عنه علناً ضد البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة. وتم حل المجموعة، وأغلق حسابها بعد هجوم الفدية الذي نفذته على شركة «كولونيال بايب لاين»، الذي أدى إلى تعطيل خدمة الوقود على الساحل الشرقي للولايات المتحدة لمدة ستة أيام في مايو (أيار) الماضي. ودفع مسؤولو الشركة في النهاية فدية تزيد على 4 ملايين دولار بعملة «بيتكوين» المشفرة، قالت وزارة العدل في وقت لاحق، إنها استعادت معظمها. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في ذلك الوقت، أن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون أن الحكومة الروسية متورطة في الاختراق. لكنه أضاف: «لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن المجرمين الذين نفذوا الهجوم يعيشون في روسيا». وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أجبر هجوم آخر من برمجيات الفدية، يُعتقد أنه من عمل قراصنة روس، جمعية مزارعي الذرة وفول الصويا في ولاية أيوا الأميركية على إيقاف تشغيل أنظمتها.
ونُسب الهجوم إلى مجموعة تسمى «بلاك ماتر»، يعتقد باحثو الأمن أنها قد تكون نسخة أعيد تشكيلها من مجموعة «داركسايد» نفسها. وكشفت تلك الهجمات التي استهدفت في الآونة الأخيرة شركات طاقة وغذاء ووكالات فيدرالية وشركات خاصة، بينها شركة «مايكروسوفت»، ضعف البنية الدفاعية الإلكترونية في الولايات المتحدة، أمام قراصنة الفدية الإلكترونيين، الأمر الذي فرض على الحكومة الأميركية تشكيل دائرة فيدرالية خاصة، وسن قوانين لتنظيم عملها، فضلاً عن فرض التنسيق بين مختلف الوكالات الأمنية، لمواجهة تلك الهجمات.
واشنطن تعرض 10 ملايين دولار للعثور على قراصنة «داركسايد» الروس
واشنطن تعرض 10 ملايين دولار للعثور على قراصنة «داركسايد» الروس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة