«ميتافيرس»... بيئة ثلاثية الأبعاد بوسائل متطورة للتواصل

كريس كوكس لـ«الشرق الأوسط»: «ميتا» ستطور أدوات لصنع البيئة الخاصة بكل شخص

حضور الحفلات الموسيقية افتراضياً مع الأصدقاء سيكون بديهياً في عالم «ميتافيرس»
حضور الحفلات الموسيقية افتراضياً مع الأصدقاء سيكون بديهياً في عالم «ميتافيرس»
TT

«ميتافيرس»... بيئة ثلاثية الأبعاد بوسائل متطورة للتواصل

حضور الحفلات الموسيقية افتراضياً مع الأصدقاء سيكون بديهياً في عالم «ميتافيرس»
حضور الحفلات الموسيقية افتراضياً مع الأصدقاء سيكون بديهياً في عالم «ميتافيرس»

كشفت «فيسبوك»، مساء الجمعة الماضي، عن تغيير اسمها إلى «ميتا» Meta والعمل على التوجه الجديد لها نحو تطوير العالم الافتراضي الكبير المسمى «ميتافيرس» Metaverse. وتحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع كريس كوكس، كبير مديري المنتجات في «ميتا»، عن التجربة الغامرة التي ستقدمها «ميتافيرس» للمستخدمين، وتكامل برامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي في هذا العالم الافتراضي.
قال كريس إن الإنترنت تطور وأصبح أكثر انغماساً، وهذه هي الفكرة المحورية لعالم «ميتافيرس» الذي سيأخذ المستخدمين في بيئة ثلاثية الأبعاد تقدم لهم سبلاً مطورة للتواصل مع الآخرين. وقدّم أمثلة على ذلك تشمل الذهاب إلى مسرح رقمي للكوميديين بصحبة الأصدقاء، وحضور حفل موسيقي معهم، والجلوس مع أفراد العائلة في غرفة رقمية واحدة عوضاً عن إجراء محادثة جماعية مع الأفراد غير الموجودين في منطقة واحدة، مع إمكانية مشاهدة المباريات الرياضية والحفلات الموسيقية واللعب معهم بكل سهولة.
وأضاف أن الشركة تعمل على تكامل خدمات تطبيقاتها مع عالم «ميتافيرس»، مثل «إنستغرام» الذي سيقدم تجارب غير مسبوقة عبر آلية التفاعل الحالية، حيث يمكن لمصور ومصمم ملابس، مثلاً، عرض إبداعاتهما في معرض رقمي أمام الجميع بطريقة تحاكي الواقع، مع إمكانية شراء أي مستخدم في أي دولة لمنتجاتهما مباشرة من داخل العالم الرقمي.
وستطور «ميتا» أدوات لصنع البيئة الخاصة بكل شخص وفقاً لذوقه ورغباته والموقع الذي يفضله، إلى جانب تطوير أدوات وتصاميم خاصة لإيجاد شخصية افتراضية مفصلة وفقاً لرغبة المستخدم اسمها «أفاتار» Avatar، التي سيتم التفاعل من خلالها، مع العالم والشخصيات الأخرى، سواء للدردشة مع الأصدقاء أو لعقد اجتماعات العمل أو للترفيه. ويمكن استخدام هذه الشخصيات في مشاركات المستخدم بشكل يشابه تلك التي تستخدمها حالياً مثل Story أو Status، وفقاً للتطبيق، مع إمكانية صُنع ملصقات تعبيرية تحتوي على هذه الشخصيات ومشاركتها مع الآخرين بكل سهولة.
ويرى كريس أن هذه الشخصيات هي جسر الربط بين العالمين الواقعي والرقمي. وتعمل الشركة مع شركات عديدة لتسهيل نقل هذه الشخصيات بين الخدمات المختلفة، إلى جانب تقديم آلية لتسهيل جلب المحتوى من الشبكات الاجتماعية إلى عالم «ميتافيرس» حتى لا يشعر المستخدم بأنه يبدأ من نقطة الصفر.
وعن تكامل التطبيقات والبرامج المختلفة التي تملكها «ميتا» مع البيئة الجديدة وتجربة الاستخدام، يقول كريس، إنها ستُطلق عبر مراحل لضمان توافق وظائفها بجودة عالية وبأعلى مستويات الأمان. هذا الأمر سيتم خلال مراحل تطوير عالم «ميتافيرس» ومن خلال جيل جديد من نظارات الواقع الافتراضي (أخف وزناً وأعلى دقة). وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن لأي شخص الدخول إلى هذا العالم عبر الشاشات المسطحة أيضاً، مثل الكمبيوترات الشخصية والهواتف الجوالة، وغيرها من الأجهزة الأخرى. ويطوّر فريق العمل حالياً دعم ميزة ترجمة المحادثات الفورية بين المستخدمين بين عدة لغات، وذلك للسماح بالتحدث مع أي شخص عبر الإنترنت حتى لو لم يكن أي طرف منهما يتكلم بلغة الآخر، مثل الدردشات العادية أو خلال اجتماعات الشركات عبر عدة دول.
وعن الاحتياطات التي تتخذها «ميتا» لحماية مستخدمي العالم الرقمي، استثمرت الشركة في صندوق أبحاث قيمته 50 مليون دولار للبحث في هذا الأمر مع خبراء أكاديميين ومجموعات حقوق الإنسان حول سبل حماية المستخدمين في العالم الافتراضي.
وكانت الشركة قد استعرضت، الأسبوع الماضي، رؤيتها حول مستقبل العالم الافتراضي الذي سيقدم مجموعة من المساحات الرقمية المترابطة تتيح للمستخدمين القيام بأمور لا يمكن القيام بها في العالم الواقعي، وتشمل استخدام الواقعين الافتراضي والمعزز. وسيقدم العالم الافتراضي المقبل «ميتافيرس» أماكن شخصية للمستخدمين وأخرى للعمل مع الآخرين ومناطق للترفيه (اللعب مع الآخرين، وحضور الحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية ومشاهدة عروض الفيديو) وممارسة الرياضة وشراء المنتجات المختلفة وحتى التعليم. ويمكن، مثلاً، الذهاب إلى مواقع الآثار التاريخية والمتاحف ومعاينتها بغرض الدراسة كما لو كان المستخدم موجوداً في الموقع نفسه. ومن شأن هذا الأمر أن يثير حماس المستخدمين ويزيد من تجربة انغماسهم.
اسم «ميتا» مشتق من اللغة الإغريقية ويعني «ما بعد»، ويجسد التزام الشركة ببناء تقنيات اجتماعية تأخذ المستخدمين إلى ما هو أبعد مما يسمح به التواصل الرقمي اليوم، مع تغيير شعارها إلى شعار جديد. وينصب تركيز الشركة على إحياء رؤيتنا للعالم الافتراضي الكامل ومساعدة الناس على التواصل والعثور على المجموعات وتنمية الأعمال التجارية.


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.