العلاج بالأجسام المضادة لـ«كورونا» يمنع التهاب الرئتين والجهاز العصبي

TT

العلاج بالأجسام المضادة لـ«كورونا» يمنع التهاب الرئتين والجهاز العصبي

تحمي الأجسام المضادة وحيدة النسيلة قرود المكاك الريسوسية المسنة المصابة بمرض السكري من الأمراض الناجمة عن الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، وتعمل على تقليل علامات الالتهاب، وفقاً لدراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، نشرت في 18 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في دورية «سيل ريبورتس».
وقال الباحثون إن البيانات تظهر أن الأجسام المضادة المعادلة تمنع العواقب الالتهابية الضارة لعدوى الفيروس، وتساعد النتائج في تفسير كيف يمكن للأجسام المضادة، سواء كانت ناتجة عن اللقاحات أو بعد العدوى، أو المعطاة كعلاج، التأثير على مسار المرض، ويقترحون أيضاً إمكانية إعطاء الأجسام المضادة كعلاج وقائي للأشخاص المعرضين لخطر كبير، مثل المسنين في دار رعاية المسنين.
تقول سميتا أيير، الأستاذة المساعدة في علم الأمراض وعلم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية الطب البيطري بجامعة كاليفورنيا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، أول نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إن «كوفيد - 19 يكون أكثر حدة عند كبار السن وأولئك الذين يعانون من حالات موجودة مسبقاً». تضيف: «يميل كبار السن ومرضى السكري إلى كبت المناعة، لكن إذا تمكنوا من الحصول على مستويات عالية من الأجسام المضادة، فيمكنهم منع العدوى الشديدة».
وتعد الاستجابات المناعية التي تحدثها اللقاحات فعالة جداً في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة، لكن الاستجابة المناعية الالتهابية الهائلة يمكن أن تكون مسؤولة أيضاً عن الكثير من الأضرار الناجمة عن العدوى الشديدة، وحتى الآن ليس معروفاً ما هي المحددات المناعية للمرض.
وخلال التجارب، درس الباحثون اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة البشرية التي تستهدف بروتين (سبايك) الفيروسي في قرود المكاك الريسوسية المسنة والمصابة بالسكري، وكانت القرود في عمر 21 إلى 22 عاماً، وهو عمر معادل للإنسان في منتصف الستينات. ومثل العديد من كبار السن من البشر، أصيبوا بارتفاع ضغط الدم والسكري، لكنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة.
وكانت العدوى في قرود المكاك الريسوسية خفيفة بشكل عام، خاصة في الحيوانات المعالجة مسبقاً بأجسام مضادة وحيدة النسيلة، كان لدى الحيوانات الضابطة علامات التهاب أكثر في رئتيها.
ووجد الباحثون ارتشاحاً لخلايا مناعية منشطة، أو الخلايا التائية، في السائل الدماغي الشوكي للحيوانات الضابطة بعد أسبوع من الإصابة، لم يجدوا أي حمض نووي ريبوزي للفيروس في السائل الدماغي الشوكي، لم تظهر قرود المكاك المعالجة بالأجسام المضادة أي التهاب في السائل الدماغي النخاعي.
وقد تكون علامات الالتهاب في الجهاز العصبي المركزي مرتبطة بالأعراض العصبية لمرض «كوفيد – 19» لدى البشر، وربما النوع طويل الأمد، على وجه التحديد، حيث يعاني المرضى من مجموعة من الأعراض لعدة أشهر بعد الإصابة.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعون، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً في أعقاب اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ مستشاريه أنه يريد الإعلان عن الاتفاقية في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جيه دي فانس زيلينسكي، وقالا له إنه يجب عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وتحدث مسؤولون أمريكيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر تقديراً».