دورة سوتشي الأولمبية الشتوية تكلف روسيا 51 مليار دولار

3 كيلوغرامات من الذهب و700 من البرونز وطنان من الفضة لصناعة 1300 ميدالية

رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يسلم الشعلة الأولمبية لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في سوتشي أمس (رويترز)
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يسلم الشعلة الأولمبية لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في سوتشي أمس (رويترز)
TT

دورة سوتشي الأولمبية الشتوية تكلف روسيا 51 مليار دولار

رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يسلم الشعلة الأولمبية لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في سوتشي أمس (رويترز)
رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ يسلم الشعلة الأولمبية لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في سوتشي أمس (رويترز)

قد يكون منتجع سوتشي من أكثر الأماكن دفئا في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية الشتوية، لكن السلطات الروسية خططت لذلك أيضا ببرنامج «الثلج المضمون» حيث قامت بتخزين ألواح ثلجية كافية لمواجهة أي نقص في الجليد.
انعكاس أشعة الشمس الذهبية عبر قمم الجبال الثلجية الممتدة على الشواطئ الرملية لساحل البحر الأسود هو الفكرة أو الرمز الذي سعى منظمو الدورة (سوتشي 2014) إلى ظهوره على ميدالياتها.
وأنفقت روسيا على استعدادات إقامة الدورة ما يقرب من 51 مليار دولار، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات ضد الحكومة الروسية من قبل بعض أعضاء في الحركة الأولمبية. وأثارت قضايا حقوق الإنسان، والأضرار البيئية، والفساد المستشري، والظروف البائسة لعمال البناء الذين عملوا في تشييد الملاعب، والضوابط الأمنية المشددة، علامات استفهام على خلفية إقامة الأولمبياد في روسيا. واحتاجت شركة «أداماس» الروسية لصناعة المشغولات الذهبية إلى ثلاثة كيلوغرامات من الذهب وطنين من الفضة و700 كيلوغرام من البرونز لصناعة 1300 ميدالية وتقديمها إلى منظمي أولمبياد سوتشي لتوزيعها على الفائزين بالمراكز المختلفة في 98 سباقا ومسابقة تشهدها الدورة.
واحتاجت كل ميدالية إلى 18 ساعة من العمل حيث تتضمن صناعتها 25 خطوة، أبرزها وأهمها زخرفة المعدن وتغطيته بمادة البولي كربونيت. ويبلغ قطر الميدالية عشرة سنتيمترات، وسمكها عشرة مليمترات، وتزن كل منها ما بين 460 و535 غراما. وحفرت دوائر العلم الأولمبي على واجهة الميدالية وشعار أولمبياد سوتشي واسم المسابقة على الوجه الخلفي. وحفرت كلمتا «أولمبياد شتوي» باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية بطول حافة الميدالية. وتبلغ نسبة الذهب في الميدالية الذهبية 1.34 في المائة فقط بينما تكون باقي النسبة من حجم الميدالية مكونة من 92.5 في المائة من الفضة و6.16 في المائة من النحاس.
تنطلق الدورة وسط أجواء من الارتياح، والترقب في الوقت نفسه. فبعد أشهر طويلة من هيمنة الأحداث السياسية على جدول أعمال الدورة الأولمبية الشتوية، يتحول التركيز مجددا على الرياضات الجليدية والثلجية، وذلك عندما يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انطلاق الدورة خلال مراسم الافتتاح التي تقام في ملعب «فيشت ستاديوم» اليوم الجمعة.
الدورة الشتوية تأتي كعمل موثق ودعاية يميزان رئاسة بوتين، فمنذ تولدت الفكرة لدى الرئيس الروسي في مقره الرئاسي الصيفي على ساحل البحر الأسود، وحتى بداية رحلة الشعلة التي قطعت مسافة 65 ألف كيلو تر، ومسافة أخرى في الفضاء، بدا واضحا أن بوتين يريد استغلال البطولة كعرض خاص له.
ويرى كثيرون أن «سوتشي 2014» هي «دورة بوتين»، وهو أمر لا يخلو من عنصر السخرية، وذلك في ظل دعوات بمقاطعة الأولمبياد، والمخاوف من وقوع أعمال إرهابية، وانتقادات بسبب ارتفاع تكاليف الإنشاءات، والعديد من القضايا الأخرى السلبية التي تصدرت أخبارها عناوين الصحف.
وقد أسفر هذا كله عن غياب واضح لبعض الزعماء عن حفل افتتاح البطولة الذي يقام بملعب «فيشت ستاديوم» الذي بلغت تكاليف إقامته نحو من 750 مليون دولار. ويتوقع حضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة مراسم الافتتاح، لكن الرئيس الأميركي باراك قرر أوباما عدم الحضور. وأرسلت الولايات المتحدة بعثة ذات مستوى منخفض. وتزايدت حدة التوتر قبل إقامة البطولة بأسابيع، حيث وقعت هجمات إرهابية في مدينة فولغوغراد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نفذها متشددون من منطقة القوقاز، هددوا بتنفيذ مزيد منها خلال الفعاليات الأولمبية.
ويأمل الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الجديد، في أن تعود الدورة إلى أحضان الرياضيين مرة أخرى، حيث قال «تقام دورة الألعاب الأولمبية من أجل الرياضيين، والأولمبياد الشتوي بات مستعدا لاستقبال أفضل رياضيي الألعاب الشتوية في العالم».
ويعتبر أولمبياد سوتشي أول دورة أولمبية تقام في عهد توماس باخ الذي خلف البلجيكي جاك روج في رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية في سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي أعلن دعمه لاستضافة روسيا للأولمبياد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الأولمبياد يحتاج لدراسة لتأثيره في المجتمع. وأوضح باخ، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية من سوتشي، أن إقامة أول أولمبياد شتوي في روسيا ستكون «علامة فارقة»، حيث يشارك عدد كبير من الدول، 87 دولة في المسابقات، وهو رقم قياسي جديد للأولمبياد الشتوي، وكذلك يتابعه أكثر من 200 دولة للدورة عبر شاشات التلفزة، وهو رقم قياسي آخر.
ويأمل الرئيس الروسي أن تمضي البطولة التي تستمر أسبوعين ونصف الأسبوع دون ما يعكر صفوها، قبل أن يتم إطفاء الشعلة في 23 فبراير (شباط) الحالي وتسليم علم الدورة إلى مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية التي تستضيف الأولمبياد الشتوي عام 2018. وتبدو الظروف مثالية أمام الرياضيين للتألق حيث من المتوقع أن تكون حالة الطقس مستقرة نوعا ما، حيث تأمل سوتشي في عدم حدوث مشكلات متعلقة بالطقس والتي شابت أولمبياد فانكوفر عام 2010.
ولدى روسيا حاليا قوة أمنية قوامها أربعون ألف رجل أمن منتشرون داخل الحديقة الأولمبية في سوتشي، وحولها وأيضا في جبال كراسيانا بوليانا. ودعمت الولايات المتحدة وفدها الرياضي المشارك في البطولة بسفينتين للبحرية الأميركية في البحر الأسود على متنهما 600 بحار. وعبر بعض المشرعين الأميركيين عن قلقهم بشأن الأمن في المنتجع المطل على البحر الأسود، لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إنه يعتقد أن سوتشي آمنة. وقال مسؤولو أمن أميركيون إنهم ليست لديهم معلومات بخصوص تهديدات محددة للولايات المتحدة الآن.
ومن جانبها، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا إلى المطارات وبعض شركات الطيران التي تسير رحلات إلى روسيا بمناسبة دورة الألعاب الشتوية يطالبها بفحص أنابيب معجون الأسنان التي قد تحتوي على مكونات لصنع قنبلة على متن طائرة. ولم يذكر المسؤول الأميركي عما إذا كانت معلومة استخباراتية هي التي أدت إلى ذلك التحذير الذي لم يعلن عنه للعامة أم لا.
ورفضت وزارة الأمن الداخلي تأكيد تحذيرات، معينة وذكرت فقط في رسالة بريد إلكتروني لوكالة الأنباء الألمانية أنها «تتقاسم باستمرار معلومات ذات صلة» مع شركات الطيران، بما في ذلك التي تتعامل مع أحداث دولية على شاكلة دورة الألعاب الشتوية في مدينة سوتشي. وكانت شبكة «إيه بي سي» قد نقلت تلك التحذيرات عن مسؤول أميركي رفيع المستوى. وقال بيتر كينغ، عضو لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، لشبكة «سي إن إن»، إن اللجنة أحيطت علما بالتهديد. وكانت شبكة «ايه بي سي نيوز» أول من أورد نبأ هذا التحذير. والقوات الروسية الآن في حالة تأهب لإحباط أي هجمات إرهابية محتملة أثناء دورة الألعاب.
* حرب «الزبادي» بين الولايات المتحدة وروسيا
* ترفض روسيا دخول زبادي يوناني لرياضيي الولايات المتحدة المشاركين في دورة الألعاب الشتوية الأولمبية في سوتشي، لكن سيناتور ولاية نيويورك تشوك شومر مستعد للحرب من أجل دفع السلطات الروسية للتراجع عن قرارها، كي تسمح بدخول منتج مصنع في ولايته. ويؤكد السيناتور أن زبادي «(تشوباني) لذيذ ومغذ وآمن، وعلينا أن نتخطى رفضهم ونجعله يصل إلى رياضيينا».
وقد تبدو هذه رسالة دعائية، لكن الحقيقة أن السيناتور توجه إلى السفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك، وكذلك إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ، «من أجل السماح بدخول كمية معقولة من هذا الزبادي إلى سوتشي كي يتمكن الرياضيون الأولمبيون من تناول هذا الغذاء الغني بالبروتينات والمصنّع في نيويورك».
وبحسب ما أبرزته صحيفة «ذا هيل» لا تزال خمسة آلاف عبوة من هذا الغذاء الشعبي - الزبادي اليوناني يلقى رواجا كبيرا في الولايات المتحدة حاليا - محتجزة في مطار نيوارك الدولي بنيوجيرسي، بانتظار عدول السلطات الروسية عن رفضها، وفتح مطاراتها أمام منتج بات يتمتع بشهرة على المستويين الرياضي والسياسي.

* الهندسة المعمارية لمنشآت في أولمبياد سوتشي بين التميز والانتقاد
* ليس هناك شك في أن المهندسين المعماريين للمنشآت والمواقع الأولمبية في سوتشي استوحوا أفكارهم من «الطبيعة الأم» أثناء التخطيط لإنشاء المباني الضخمة، وسط مؤثرات تشمل منخفضات متجمدة وجبالا جليدية وقمم الجبال. وجرت إقامة 11 منشأة رياضية على البحر الأسود وجبال كراسنايا بوليانا، لكن الخبراء لم يتفقوا على أن كل هذه الهياكل كانت ناجحة، حيث وصفها البعض بأنها عملاقة، وأنها نمط منخفض من التصميمات التي تعتمد على محاكاة الرموز الشعبية أو الثقافية. الأكثر تميزا بين كل المنشآت هو استاد فيشت الأولمبي، خاصة ما يتعلق بالتحكم الآلي في الملعب والإضاءة «إل إي دي». ويشعر من قاموا على مهمة الإنشاء بالفخر بالمبنى الخفيف للغاية، كما أنه يتميز بالكفاءة الكبيرة في استخدام الطاقة، وجمع مياه الأمطار وفلترتها من أجل استخدام المراحيض.
ومن بين المشروعات الأولمبية التي تعرضت لانتقادات من قبل سكان سوتشي، ميناء يتسع لـ200 يخت، وموقف يضم نافورات راقصة يطلق عليه «موقع الشعلة». ودافع ديمتري شيرنيشينكو، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد سوتشي، في تصريحات أوردتها الوكالة الألمانية للأنباء، عن نموذج البناء، قائلا إن «حقيقة عدم وجود منشآت رياضية بشكل سابق تعد ميزة مهمة، فقد سمح هذا لشركة (أوليمبستروي بالتخطيط) وبناء كل شيء وفقا للمعايير المرتفعة للجنة الأولمبية الدولية».
ولكن المعارضين يعتقدون أن تكلفة البناء مبالغ فيها، حيث وصلت إلى 63 مليون دولار، رغم أن الاستاد الذي يتسع لـ42 ألف مقعد سيجري استخدامه أيضا في كأس العالم لكرة القدم عام 2018. كذلك جذب ملعب «قبة بولشوي الجليدية» الأنظار بواجهته وقبته الزجاجية، ومن المفترض أن الطبقات الزجاجية الخاصة تهدف إلى حماية الداخل من درجات الحرارة التي عادة ما تكون منخفضة في المنطقة شبه الاستوائية. وأعرب معارضون عن استيائهم من ارتفاع تكلفة تبريد الملعب، وكان هذا من الأسباب التي دفعت المنظمين إلى التخطيط لتحويله إلى مضمار عقب انتهاء الأولمبياد الشتوي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».