عودة مومياء «سيدة البيت» إلى نعشها بعد 170 عاماً

صورة مقطعية لمومياء «سيدة البيت»
صورة مقطعية لمومياء «سيدة البيت»
TT

عودة مومياء «سيدة البيت» إلى نعشها بعد 170 عاماً

صورة مقطعية لمومياء «سيدة البيت»
صورة مقطعية لمومياء «سيدة البيت»

في عام 1851، تم نقل مومياء مصرية مع ثلاثة توابيت، من الهند إلى المتحف البريطاني، وفي عام 1968 قام مسؤولو المتحف بتصوير هذه المومياء بالأشعة السينية مع معظم المومياوات البشرية في المجموعة المصرية بالمتحف البريطاني، وتم وصفها بأنها «تخص رجلاً». وظل السؤال الذي حيّر مسؤولي المتحف، هو أن «النعوش الثلاثة تخص امرأة لقبها نستويدات أو (سيدة البيت)، فما الذي جاء برجل في نعوش تخص امرأة؟». كان التفسير المعتمد حتى وقت قريب جداً، هو أن «البائعين الذين قاموا ببيع المومياء مع النعوش الثلاثة لضابط بريطاني في مشاة مومباي بالهند، يدعى الكولونيل جيمس شيريف عام 1846، قاموا بتجميع هذه المجموعة معاً من مصادر مختلفة من أجل زيادة قيمتها، وهي ممارسة للبائعين كانت شائعة خلال القرن التاسع عشر».
وجاء معرض متجول لست مومياوات مصرية ينظمه المتحف البريطاني، ليعيد اكتشاف هذه المومياء، ويعيدها من جديد إلى نعوشها الثلاثة، حيث وجدوا أثناء التحضير للمعرض، دلائل تم الإعلان عنها مؤخراً في النسخة الإلكترونية من دورية «جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس»، قبل أن تنشر في العدد المطبوع من المجلة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تشير إلى أن «المومياء لامرأة، ومن أجل تأكيد هويتها، كان من الضروري ربطها بمجموعة النعوش، حيث كانت هناك بقعة بنية اللون من بقايا التحنيط المتصلبة في الجزء السفلي من التابوت الداخلي، وهو الأصغر من بين التوابيت الثلاثة المتداخلة التي كان بها جسد المحنط». وكشف فحص لفائف الكتان حول الجسم المحنط عن «وجود بقعة بقايا جافة مماثلة في الجزء الخلفي من الكتف الأيسر، وهو موقع يتطابق مع بقايا التابوت، وتم استخدام تحليل البقايا للتحقق من تكوينها وتحديد ما إذا كانت تنشأ من نفس المادة».
وبناء على هذه النتيجة، قال الباحثون من المتحف البريطاني بقيادة ماري فاندنبوش، من قسم مصر والسودان بالمتحف، إن «النعوش التي كتب عليها لقب نستويدات أو (سيدة البيت) تخص هذه المومياء». وأشاروا إلى أن «مواد التحنيط المشعة الموضوعة داخل منطقة الأعضاء التناسلية، كما كانت الممارسة في بعض الأحيان، قد ضللت تفسير الأشعة السينية السابقة، التي ذهبت إلى أن المومياء ذكر، ولكن الماسح الضوئي عالي الدقة للتصوير المقطعي المحوسب ثنائي الطاقة، والمستخدم في هذه الدراسة استطاع كشف نوع المومياء بدقة»، كما كشف عن أن «المومياء توفيت في عمر يتراوح بين 35 و49 عاماً، وكانت تعاني من إصابات بالعمود الفقري».


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.