«قوات التحالف» تمنع وصول دعم حوثي إلى عدن.. واستهداف قيادات في «الحديدة»

عسيري: فتح تحقيق دولي لمستهدفي مصنع الألبان.. و«القاعدة» والمتمردون وجهان لعملة واحدة

جانب من المؤتمر الصحافي لقوات التحالف ويظهر العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم القوات (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي لقوات التحالف ويظهر العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم القوات (واس)
TT

«قوات التحالف» تمنع وصول دعم حوثي إلى عدن.. واستهداف قيادات في «الحديدة»

جانب من المؤتمر الصحافي لقوات التحالف ويظهر العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم القوات (واس)
جانب من المؤتمر الصحافي لقوات التحالف ويظهر العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم القوات (واس)

أكدت قوات التحالف، أن الحوثيين وبعض عناصر الجيش المتمردة على الشرعية، فشلوا في التقدم باتجاه المراكز الحكومية داخل العاصمة الشرعية عدن، وأنهم لا يتحكمون إلا في حيين سكنيين فقط، وأن قوات التحالف تسيطر على ضواحي عدن للحيلولة دون وصول مركبات المتمردين إلى داخل المدينة، مشيرة إلى أن معلومات استخباراتية قادت قوات التحالف إلى استهداف عدد كبير من القيادات المتمردين في موقع دفاع جوي بـ«الحديدة». في المقابل، تتحرك الحكومة اليمنية دوليا، لفتح تحقيق لمستهدفي مصنع الألبان، الأحد الماضي.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف مستشار وزير الدفاع السعودي، أن الفترة التي جرى فيها مهاجمة مقر الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي في عدن، وجدت مجموعات منفردة وعناصر من الجيش متمردة على الشرعية توجد داخل المدينة، لا سيما وأن تلك الميليشيات أرسلت قوات بين الفينة والأخرى إلى داخل المدينة قبل بدء العملية العسكرية، وحاولت، أول من أمس، السيطرة على بعض المراكز في عدن، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات مع اللجان الشعبية داخلها.
وأضاف أن «مثل هذه الأمور، كانت متوقعة لدى قوات التحالف، ومن يعرف تكتيكات وأساليب الميليشيات المسلحة يعرف أن الهدف في مجمله، إحداث حدث إعلامي أكثر من نصر عسكري على الأرض، وهي محاولة يائسة من هذه الجماعات التي أصبحت معزولة داخل المدينة، لتحقيق حدث إعلامي وإزالة الضغط الذي يتعرضون له في مناطق مختلفة».
وقال العميد عسيري، إن العمل جار مع اللجان الشعبية والدعم مستمر لهم حتى تستطيع التخلص من هذه الميليشيات التي تتحصن في بعض أحياء مدينة عدن، وتحاول التقدم من وقت إلى آخر باتجاه المراكز الحكومية داخل المدينة، لكن إلى الآن لم تنجح في ذلك، وستعمل قوات التحالف، على عدم نجاحها في هذا الجانب.
وأضاف أن «مركبات الدفع الرباعي التي شوهدت داخل المدينة للحوثيين، تحاول إيجاد وضع ينعدم فيه الأمن في عدن، ليظهروا أنهم يتحكمون في المدينة، والواقع أنهم لا يتحكمون إلا في حي أو حيين فقط، وأن المجموعات الموالية للجيش اليمني واللجان الشعبية تحاول وقف تحركاتهم حتى لا يصلوا إلى المباني الرسمية ويعلنوا انتصارهم».
وأكد أن التحالف يتحكم الآن في ضواحي مدينة عدن للحيلولة دون تلقي هذه الجيوب داخل المدينة لأي دعم أو إسناد، فالوضع هادئ نسبيا باستثناء ما يحدث بين الحين والآخر داخل المدينة بين الميليشيات والمقاومة، وقوات التحالف تقوم بكل ما يجب حتى يعود الوضع داخل المدينة إلى الهدوء بعد أن يتم التعامل مع الميليشيات الحوثية، مشيرا إلى أنه تم تعطيل أحد المحاور المؤدية من منطقة الشقرا إلى مدينة عدن بشكل مؤقت لمنع تحرك أي إمدادات لجماعات الميليشيات الحوثية المتحصنة داخل المدينة.
وأضاف: «قوات التحالف تتحكم الآن في ضواحي مدينة عدن للحيلولة دون تلقي مركبات الدفاع الرباعي داخل المدينة لأي دعم أو إسناد، فالوضع هادئ نسبيا باستثناء ما يحدث بين الحين والآخر داخل المدينة بين الميليشيات والمقاومة، وقوات التحالف تقوم بكل ما يجب حتى يعود الوضع داخل المدينة إلى الهدوء بعد أن يتم التعامل مع الميليشيات الحوثية».
وأشار المتحدث باسم قوات التحالف إلى أن المحققين الموجودين على الأرض من قبل الحكومة اليمنية، تأكدوا بأن الموقعين اللذين تم استهدافهما بقذائف من الأرض، وهي مصنع الألبان ومعسكر «المجرش»، مؤكدا أن الحكومة اليمنية بصدد تحقيق دولي في هذا المجال حتى يتم محاسبة المتسببين في هذه الجرائم، خصوصا وأن هناك قانونا دوليا وإجراءات سوف تتخذ من قبل الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف.
وأضاف: «الحكومة اليمنية فاعلة ولديها تواصل مع المجتمع الدولي ومع المنظمات الدولية وتستطيع أن تتخذ الإجراءات التي ترى فيها حماية الشعب اليمني».
وحول الحاجة لنشر قوات برية أو الاكتفاء بالضربات الجوية، قال مستشار وزير الدفاع السعودي، إن كل الاحتمالات واردة، وإن قوات التحالف ملتزمة بالخطط التي تم إعدادها مسبقا، مبينا أن «عاصفة الحزم» لا تتحرك كردة فعل، بل تقوم بعمل استباقي حسب الخطط العسكرية.
وأضاف: «الميليشيات الحوثية لا تتحرك مثل الجيوش النظامية، إنما تعتمد على المجموعات الصغيرة فقط، ونحن لا نرغب في خوض معركة، ولدينا خطتنا العسكرية، وهي تسير حسب ما تم التخطيط له».
وذكر العميد عسيري أن غياب الشرعية في اليمن وانتشار الميليشيات المتمردة يتسبب في انتشار الجماعات الإرهابية، خصوصا وأن تلك الجماعات تنتشر في المساحات غير المحكومة، حيث تعد هذه البيئة حاضنة مثالية لهم، وما حدث أمس من تعاون وتقاطع مصالح بين تنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين، وهما وجهان لعملة واحدة.
وأضاف أن «هذه الميليشيات بعد أن أصبحت تتعرض للعمليات بشكل مستمر وضغط متزايد تتحرك في اتجاهات مختلفة في معظم المناطق الشمالية والوسط وتحاول تحريك إمكاناتها بقدر ما تستطيع، وأن التعامل مع هذا النوع من الميليشيات ليس كالتعامل مع الجيوش النظامية التي يكون لها تشكيلات وخطوط جبهات، وما حدث عن هجوم لبعض السجون وإطلاق المساجين، يعكس العبثية التي تمارسها تلك الميليشيات والأهداف التي يسعون إليها، وتصعيد الوضع للحكومة اليمنية الشرعية في إدارة شؤون البلاد».
وذكر أن الميليشيات الحوثية تتبنى آيديولوجية محددة وعقيدة منحرفة وتعمل على فرضها على المجتمع اليمني بالقوة، وأن هدف التحالف عندما بدأ العمليات هو حماية الشعب اليمني، وسوف يستمر التحالف، بإذن الله، في العمل على هذه الوتيرة حتى لا تتمكن هذه الميليشيات من فرض الفوضى والعبثية داخل المجتمع اليمني.
وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف خلال الإيجاز العسكري اليومي في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، أن قوات التحالف مستمرة في أعمالها المجدولة لها حسب ما هو مخطط خلال الفترة الماضية، وأن الحملة الجوية مستمرة باختلاف الوتيرة وهي تصاعدية مع الأيام الماضية للتأكد من أن جميع الأهداف تتحقق في مواعيدها، وأن العمل تركز خلال الـ24 ساعة الماضية على محورين، هما شمال اليمن حيث حصل، أول من أمس، إطلاق نار على إحدى المناطق الحدودية، نتج عنه إصابة عدد من أفراد حرس الحدود، واستشهاد أحدهم.
وأضاف: «قام طيران القوات البرية ومدفعية الميدان بالرد على مصدر النيران وتدمير المجموعة التي كانت تحاول التسلل بالقرب من الحدود السعودية اليمنية، وأعقب ذلك عملية إسناد جوي قريب من طائرات القوات الجوية لتمشيط كامل المنطقة والتعامل مع القوات أو المجموعات التي كانت توجد على مسافة أبعد من الحدود».
وقال مستشار وزير الدفاع السعودي، إن القوات البرية قامت بتنفيذ أعمالها على كامل الشريط الحدودي بين السعودية واليمن، للتأكد من عدم تكرار ما حدث، أمس، من اعتداء، مبينا أن هذه الجماعات تتحرك في بيئة ومناطق صعبة جدا، وتتحرك فرادى داخل الجبال والعمل جار على وضعهم تحت الضغط المستمر، بينما جرى، أمس، استهداف جميع المعسكرات التي سبق استهدافها في منطقة صعده، وما حولها للتأكد من أنه لا يمكن أن تضم جماعات مرة أخرى.
وأشار العميد عسيري إلى أن الميليشيات الحوثية تحاول الآن تجميع قواها وإمكاناتها وتنفيذ ما يسمى عسكريا «نوع من الهجمات المضادة»، ضد الأماكن التي سبق وأن خسروا مواقعهم فيها، والعمل جار على منعهم من الاستفادة من هذه الإمكانات، مبينا أنه تم استهداف أحد مواقع الصواريخ «سام 3» الموجودة في منطقة الحديدة، وحرمان الميليشيات من الاستفادة منه، كما تم استهداف موقع دفاع جوي آخر وهو الرادار الموجود في موقع مبنى القيادة، وهو أحد المباني التي استخدمتها الميليشيات الحوثية لتنظيم الأعمال التي تنفذها على الأرض، حيث تم استهدافه بعد التأكد من معلومات استخباراتية بوجود عدد كبير من القيادات فيه.



البحرين وعُمان... نقلة نوعية في تاريخ العلاقات

السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
TT

البحرين وعُمان... نقلة نوعية في تاريخ العلاقات

السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)
السلطان هيثم بن طارق والملك حمد بن عيسى خلال جلسة مباحثات في مسقط الثلاثاء (بنا)

استعرضت مباحثات عُمانية - بحرينية موسّعة، مسيرة العمل المشترك والتعاون الوثيق بين البلدين، مؤكدة على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية المتينة، وتوسيع آفاق الشراكة الاقتصادية.

جاء ذلك خلال زيارة دولة أجراها العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى إلى مسقط، على رأس وفد رفيع المستوى، يومي 14 و15 يناير (كانون الثاني) الحالي، حيث التقى السلطان هيثم بن طارق، وأشاد بنمو العلاقات التاريخية بين البلدين، والمصالح المتبادلة.

وناقش الجانبان في مباحثاتهما الموسعة بقصر العلم، الثلاثاء، فرص تطوير الشراكة الاقتصادية والاستثمارية؛ إذ أكدا أهمية تشجيع القطاعين العام والخاص لتنويع مجالاتها، بما يلبي طموحات البلدين وشعبيهما. ورحَّبا بإنشاء الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار.

السلطان هيثم بن طارق في مقدمة مستقبلي الملك حمد بن عيسى لدى وصوله إلى مسقط الثلاثاء (بنا)

كما أشادا بنجاح أعمال «اللجنة العُمانية - البحرينية»، ودورها في تعزيز التعاون الثنائي، وتنفيذ المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مؤكدين أهمية استمرار جهودها لتطوير مجالات جديدة للشراكة بما يحقق تطلعاتهما.

وتناول الملك حمد بن عيسى والسلطان هيثم بن طارق، مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وما تحقق من منجزات بارزة على صعيد العمل المشترك، ونحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل بين دُولِه لما فيه خير وصالح شعوبها.

وناقش الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين على أهمية تسوية النزاعات والخلافات بالطرق السلمية، وتعزيز الحوار، والتعاون الدولي، لدعم جهود تحقيق أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، فضلاً عن تكثيف التنسيق في مواقفهما بما يخدم مصالحهما، ويقوي من دعائم ازدهار جميع الشعوب.

مراسم استقبال رسمية للملك حمد بن عيسى بقصر العلم في مسقط الثلاثاء (بنا)

وعبّر الملك حمد بن عيسى والسلطان هيثم بن طارق، خلال لقاءٍ لاحق في قصر البركة، الأربعاء، عما يجمع البلدين من علاقات أخوية وثيقة، وأواصر تاريخية متينة، وحرص متبادل على مواصلة تعزيزها وترسيخها لما فيه خير البلدين وصالح شعبيهما.

من جانبه، عدّ الدكتور جمعة الكعبي، السفير البحريني لدى عُمان، الزيارة «نقلة تاريخية ونوعية في تاريخ العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين». وقال إنها حققت أهدافها بامتياز، وأحدثت أصداءً واسعة النطاق على جميع الصُعد محلياً وإقليمياً، معرباً عن تطلعه إلى آفاق أرحب في التعاون المشترك في مختلف المجالات الحيوية والتنموية.

وأوضح أن الزيارة شهدت التوقيع على 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً، متضمنةً اتفاقية واحدة، و20 مذكرة تفاهم، و4 برامج تنفيذية، وتمحورت الاتفاقية حول إزالة الازدواج الضريبي، أما مذكرات التفاهم فتناولت مجالات الإعلام، والأوقاف، والزكاة، والأرصاد الجوية، والمجال الصحي، والعلمي والتربوي، والاستثمار، والتمكين الصناعي، وتنمية المحتوى الوطني - يشمل التعدين - والأمن الغذائي، وتنظيم المعارض والمؤتمرات، والفحص والمقاييس ودمغ الذهب.

جانب من استقبال السلطان هيثم بن طارق للملك حمد بن عيسى في قصر البركة الأربعاء (بنا)

وأضاف الكعبي أن مذكرات التفاهم شملت أيضاً مجالات الإنتاج والتنمية الزراعية والأمن الغذائي، والتأمينات والحماية الاجتماعية، والعمل وتنمية الموارد البشرية، والإدارة العامة، وبناء القدرات وتعزيزها في مكافحة الاتجار بالأشخاص، وإنشاء المناطق الاقتصادية والصناعية وتطويرها وإدارتها. بينما شملت البرامج التنفيذية، مجالات تقييم المؤسسات التعليمية، والعمل البلدي، والعمل المتحفي، والكهرباء والطاقة المتجددة.

وبيَّن أن من أبرز النتائج التي تحققت خلال هذه الزيارة هو إشهار الشركة العُمانية – البحرينية للاستثمار التي تستهدف التوسع في آفاق التّعاون والشّراكة الاقتصاديّة والاستثمارية عبر استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالاتهما وبما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين.