طالبت الولايات المتحدة قادة الانقلاب العسكري في السودان أمس (الجمعة) بالامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين الذين سيخرجون إلى الشوارع اليوم (السبت) للاحتجاج على سيطرتهم على السلطة، وقالت إن رد فعل الجيش سيكون اختباراً لنواياه.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين طالبا عدم نشر اسمه «غدا سيظهر مؤشر حقيقي على نوايا الجيش»، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وأضاف: «ندعو قوات الأمن إلى الإحجام عن أي شكل من أشكال العنف ضد المحتجين والاحترام الكامل لحق المواطنين في التظاهر السلمي».
وعزز وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذه الرسالة بتغريدة على «تويتر» قال فيها: «على قوات الأمن السودانية احترام حقوق الإنسان وأي عنف ضد المتظاهرين السلميين غير مقبول».
https://twitter.com/SecBlinken/status/1454249789818875910?s=20
وأشار المسؤول إلى شعور واشنطن بالارتياح للسماح لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالعودة إلى منزله، لكنه أضاف أن هذا لا يكفي لأن حمدوك لا يزال رهن الإقامة الجبرية ولا يمكنه مواصلة عمله.
وقام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بحل حكومة حمدوك، واعتقل الجنود وزراء في الحكومة يوم الاثنين، مما دفع الدول الغربية إلى قطع مساعدات بمئات الملايين من الدولارات للسودان.
ودعا معارضو الانقلاب إلى تظاهرات حاشدة اليوم تحت شعار «ارحلوا». وتسبب الانقلاب في الخروج عن المسار الانتقالي الذي كان يهدف إلى توجيه السودان نحو الديمقراطية مع إجراء انتخابات عام 2023 بعد الإطاحة بعمر البشير قبل عامين.
وقتل ما لا يقل عن 11 محتجا في اشتباكات مع قوات الأمن الأسبوع الماضي. ويقول السكان إنهم يخشون من التعرض لحملة قمع شاملة.
وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن تتفهم شكوك الزعماء المدنيين السودانيين في العمل مع البرهان ومع الجيش، لكنه أضاف أن الاستبعاد الكامل للجيش ليس أمرا واقعيا. وأضاف عن البرهان: «إنه واجهة لخذلان تطلعات الشعب السوداني واختطاف المؤسسات المدنية». وقال إن الزعماء المدنيين سيبحثون عن تطمينات قبل الإقدام على العمل معه وهو أمر قال إنه يجب عليهم رغم ذلك أن يفعلوه.
وأوضح المسؤول: «لن يرغب شركاؤنا المدنيون في سماعي أقول هذا، لكن ليس من الواقعي الاعتقاد بأنكم ستتمكنون من النجاح في الانتقال إذا استبعدتم الجيش تماما من العملية».
وقال البرهان إنه يمكن الإعلان عن رئيس وزراء من ذوي الكفاءات خلال أسبوع وترك الباب مفتوحا أمام حمدوك للعودة وتأليف الحكومة الجديدة.