اختبارات جينية متقدمة لتحسين نتائج مرضى سرطان الدم في السعودية

تقدم لأول مرة بالمنطقة

الدكتور أحمد العسكر رئيس الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (الشرق الأوسط)
الدكتور أحمد العسكر رئيس الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (الشرق الأوسط)
TT

اختبارات جينية متقدمة لتحسين نتائج مرضى سرطان الدم في السعودية

الدكتور أحمد العسكر رئيس الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (الشرق الأوسط)
الدكتور أحمد العسكر رئيس الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة «جانسِن» التابعة لـ«جونسون آند جونسون» للرعاية الصحية، اليوم (الثلاثاء)، الانتهاء بنجاح من برنامج نقل المعرفة الذي يعمل على تحسين نتائج مرضى سرطان الدم في السعودية، وذلك بالتعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني.
وتقدم المبادرة فحوصات جينية حيوية لمرضى ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، لضمان تقديم العلاج الأنسب، وتحسين التشخيص والنتائج، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مثل هذا الاختبار الحيوي بالمنطقة.
ويعد تحديد ما إذا كان الجين الخاص بالمنطقة المتغيرة للسلسلة الثقيلة للجلوبيولين المناعي (IGHV) متحوراً أم لا، أحد أهم التفاصيل في علاج ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL). ويعد علامة على معدل البقاء على قيد الحياة بشكل عام، فضلاً عن أنه عامل معترف به في المرض، كما يضمن تحديد طفرة الجين التخطيط وإعطاء العلاج الأنسب بهدف تحسين نتائج المرضى. ويعد اختبار «IGHV» إلزامياً بموجب الإرشادات السريرية الدولية لـ«CLL»، إلا أن تحديد هذا الدليل الحيوي لم يكن ممكناً في السابق في المنطقة.
وفي إطار مشروع نقل المعرفة الذي سعى لمواجهة هذا التحدي، اختير اثنان من اختصاصيي الأمراض من الجمعية العلمية السعودية لزراعة خلايا الدم الجذعية لتلقي التدريب على تقنية تسلسل الجيل التالي المتطورة في سويسرا، قبل عودتهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتدريب زملائهم وتأسيس قدرات الاختبار في المملكة. ويتماشى البرنامج مع «رؤية السعودية 2030» نحو تطوير قدرات قطاع الرعاية الصحية ودعم التوطين فيه.
ويعد ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، أكثر أنواع سرطانات الدم شيوعاً عند البالغين، وقد جاء في تقرير السجل السعودي للسرطان أن اللوكيميا هي خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين البالغين السعوديين، مع تزايد الإصابة بالمرض، حيث يرجع ذلك جزئياً إلى شيخوخة السكان. وبينما يبلغ متوسط عمر التشخيص 70 عاماً، يتم تشخيص أعداد متزايدة في سن أصغر داخل السعودية. ويعد تحديد أولئك الذين هم أكثر عرضة للإصابة بشكل عدواني من المرض أمراً مهماً لتزويدهم بالعلاج المناسب والأكثر فاعلية، بالإضافة إلى زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد العسكر، رئيس الجمعية، والمدير التنفيذي لمركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، أن «تحديد الطفرة في جين IGHV يعد هو جوهر علاج هذا النوع من السرطانات، ومن دون هذه المعلومات، غالباً ما يضطر الأطباء إلى علاج المرض بصورة عمياء، مما قد يؤدي إلى خطر فشل العلاج»، مضيفاً: «مرضى CLL من دون طفرة جين IGHV معرضون بصورة أكبر لخطر تلقي تشخيص ضعيف».
وتابع: «يساعد تحديد هؤلاء المرضى الطبيب المعالج على تقديم علاج موجه شخصي بمعدلات نجاح أعلى، وعندما نفهم الأساس الجزيئي للمرض، ونضمن اتباع نهج فردي للعلاج، يمكننا حقاً تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة»، معتبراً أن «القدرة على تقديم هذا النوع من الاختبارات الجزيئية لمرضى CLL في السعودية هو بالفعل إنجاز مهم».
بدوره، قال الدكتور سعيد التركي، رئيس مختبر علم الأمراض الانتقالية، إن البرنامج «يوفر لمرضى CLL، على المستوى الوطني، الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الدقيقة للأورام»، لافتاً إلى أن «هذا التعاون، بين القطاع الخاص وحكومتنا، يوفر الفرصة لتنفيذ التقنيات المتطورة في مجال الجينوميات، فضلاً عن دعم زملائنا في جميع المستشفيات».
من جهته، علّق محمد القويزاني، المدير العام لـ«جانسن - السعودية»، قائلاً إن التعاون مع الشؤون الصحية بالحرس الوطني والجمعية «يهدف لبناء القدرات المحلية في تقنيات الفحص الجزيئي الأكثر تطوراً»، متابعاً: «يمكننا معاً أن نقود تقدماً مهماً ونضمن تقديم العلاجات المناسبة في الوقت المناسب، للمريض المناسب بينما نعمل على التحكم في مرض السرطان، أو حتى علاجه».


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

في عالم تنتشر فيه الوحدة... وصفة طبيب لـ«مصدر قوي للفرح»

معدلات الشعور بالوحدة ترتفع (رويترز)
معدلات الشعور بالوحدة ترتفع (رويترز)
TT

في عالم تنتشر فيه الوحدة... وصفة طبيب لـ«مصدر قوي للفرح»

معدلات الشعور بالوحدة ترتفع (رويترز)
معدلات الشعور بالوحدة ترتفع (رويترز)

مع اقتراب فيفيك مورثي من نهاية فترة عمله جراحاً عاماً للولايات المتحدة، قدم «وصفة فراق» تهدف إلى معالجة واحدة من أكثر المشاكل انتشاراً: الوحدة.

ووفق تقرير لشبكة «سي إن بي سي»، لاحظ مورثي، في تقرير صدر عام 2023، أن الوحدة يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والخرف والاكتئاب والقلق.

ولعلاج الوحدة يقترح مورثي الاستثمار في العلاقات.

وقال فيما سماه «وصفة الفراق لأميركا»: «العلاقات الصحية؛ حيث نشعر بأننا مرئيون، وحيث يمكننا أن نكون أنفسنا، يمكن أن تكون مصدراً قوياً للفرح والدعم، ويمكن أن تكون بمثابة عوازل للتوتر».

تأتي هذه الإرشادات في وقت يرغب فيه بعض الأميركيين بإقامة علاقات أعمق؛ حيث قال 40 في المائة إنهم ليسوا قريبين من أصدقائهم، كما يرغبون، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها PLUS ONE.

ورأى مورثي أن بناء الصداقات بنشاط وخلق مجتمع يمكن أن يحسن الصحة العقلية والجسدية، وقال: «يمكننا خلق مناطق خالية من التكنولوجيا في حياتنا».

وأشار مورثي إلى 3 عوامل ساهمت في وباء الوحدة:

يتحرك الأميركيون أكثر

يقول مورثي: «لقد تراجعت المشاركة في العديد من المنظمات المدنية التي كانت تجمعنا معاً - الدوريات الترفيهية، ومنظمات الخدمة، والجمعيات المحلية، والمؤسسات الدينية».

يتواصل الآباء مع الأصدقاء بشكل أقل

وذلك «لأنهم يقضون وقتاً أطول في العمل ومع رعاية الأطفال مقارنة ببضعة عقود مضت»، فإنهم لا يملكون الكثير من الوقت للتواصل مع الأقران، بحسب مورثي.

لا تعزز وسائل التواصل الاجتماعي المحادثات العميقة

وقال: «تم استبدال الأصدقاء بالمتابعين والمقربين من جهات الاتصال، مع عواقب عميقة على عمق ونوعية علاقاتنا».

يقدم مورثي حلاً بسيطاً لمكافحة بعض هذه الحقائق:

اتصل بصديق

أشار إلى أنه «يمكننا أن نبدأ بالتواصل مع الأشخاص الذين نهتم بهم كل يوم، وإعطاء الأولوية للوقت للاتصال المنتظم حتى لو كان قصيراً».

ابتعد عن هاتفك أثناء الوجود مع الأشخاص

ولفت مورثي إلى أنه «يمكننا إنشاء مناطق خالية من التكنولوجيا في حياتنا لتركيز انتباهنا عندما نكون مع الآخرين، مما يعزز جودة تفاعلاتنا».

إن حضور الفعاليات في مكتبتك المحلية أو مجتمعك يمكن أن يساعد أيضاً في تكوين علاقات أعمق وشخصية.

فمن خلال تحسين المحادثات الجيدة، بدلاً من التركيز على الكمية، يمكن أن نشعر بأننا مرئيون بشكل أكبر.