الرضاعة الطبيعية قد تحمي الأمهات من التدهور المعرفي

الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية طويلة الأمد للأم (رويترز)
الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية طويلة الأمد للأم (رويترز)
TT
20

الرضاعة الطبيعية قد تحمي الأمهات من التدهور المعرفي

الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية طويلة الأمد للأم (رويترز)
الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية طويلة الأمد للأم (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون لها فوائد معرفية طويلة الأمد للأم، حيث إنها قد تحميها من «التدهور المعرفي» مع تقدمها في السن.
ووفقاً لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد أجريت الدراسة بواسطة باحثين في جامعة كاليفورنيا، وقد وجدت أن النساء فوق سن الخمسين اللاتي سبق أن أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية كان أداؤهن أفضل في الاختبارات المعرفية مقارنة بالنساء اللائي لم يُرضعن قط.
وشاركت في الدراسة 115 امرأة، جميعهن تجاوزن الخمسين من العمر، وقد خضعن لمجموعة شاملة من الاختبارات النفسية والعقلية والمعرفية لقياس قدرتهن على التعلم ومدى سرعة ردودهن تجاه المواقف المختلفة، وسرعة معالجتهن المعلومات.
وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية في مرحلة ما من حياتهن كان أداؤهن أفضل في جميع الاختبارات مقارنة بالنساء اللائي لم يُرضعن قط في السابق.
علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أن مقدار الوقت الذي تقضيه النساء في الإرضاع الطبيعي مرتبط أيضاً بتحسين الأداء الإدراكي، مؤكدة أن النساء اللاتي قضين أكثر من عام في إرضاع أطفالهن كان أداؤهن أفضل من النساء اللاتي أرضعن أطفالهن أشهراً قليلة فقط.
وقالت مولي فوكس، التي قادت فريق الدراسة: «في حين أن العديد من الدراسات قد وجدت أن الرضاعة الطبيعية تحسن صحة الطفل على المدى الطويل، فإن دراستنا هي واحدة من الدراسات القليلة التي بحثت في الآثار الصحية طويلة المدى للرضاعة الطبيعية على الأمهات». وأضافت: «النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تحمي أعصاب وذاكرة الأم في وقت لاحق من الحياة».
وأشار الفريق إلى أن السبب في ذلك قد يرجع إلى حقيقة أن الرضاعة الطبيعية لها تأثيرات بيولوجية وآثار نفسية واجتماعية على الأم، من بينها تقليل شعورها بالقلق وتعزيز ترابطها مع الطفل، وتقليل مخاطر اكتئاب ما بعد الولادة لديها.
وأكد الباحثون الحاجة إلى إجراء دراسات أوسع في هذا المجال تشمل عدداً أكبر من النساء.


مقالات ذات صلة

كيف حيّدت البنية التكتيكية لباريس سان جيرمان ضغط آرسنال العالي؟

رياضة عالمية سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)

كيف حيّدت البنية التكتيكية لباريس سان جيرمان ضغط آرسنال العالي؟

كانت لدى ميكيل أرتيتا الجرأة ليصف الهدف الوحيد في خسارة فريقه أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بأنه «لحظة فردية».

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: لا خيار لآرسنال إلا الفوز في بارك دي برانس

حث المدرب الإسباني ميكل أرتيتا لاعبيه في آرسنال الإنجليزي على تحقيق عودة «مميزة» ضد باريس سان جيرمان الفرنسي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية لويس إنريكي (رويترز)

إنريكي: سنعود لنقطة الصفر في باريس... لن نتهاون أمام آرسنال

قدم باريس سان جيرمان أداء رائعاً تحت قيادة مدربه لويس إنريكي، أمس الثلاثاء، ليحقق فوزاً صعباً 1-صفر على آرسنال ويعود إلى العاصمة الفرنسية بأفضلية ضئيلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا كشف أن آرسنال لديه المزيد من الفرص لبلوغ النهائي (رويترز)

أرتيتا: آرسنال قادر على قلب الطاولة في باريس وبلوغ نهائي الأبطال

أكّد ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي لكرة القدم، أن فريقه قادر على صنع لحظات خاصة، في مباراة الإياب، تمكنه من قلب تأخره أمام باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية أرتيتا (إ.ب.أ)

آرسنال وسان جيرمان... فريقان مختلفان عن لقاء أكتوبر: ماذا تغيّر؟

منذ أن حجز آرسنال وباريس سان جيرمان مقعديهما في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ساد الاعتقاد بأن فريق ميكيل أرتيتا سيواجه نسخة مغايرة تماماً من باريس.

The Athletic (لندن)

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
TT
20

معرض في الرياض يُجسّد الهوية الثقافية للفلكلور من خلال الفن

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)
دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة (معرض شذرات)

دعوة لإعادة التفكير في مفاهيم الهوية، ودور الفن في مجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة، يشجع عليها معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية، بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم.

وفي وقت يتسارع فيه نمو المشهد الفني في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف الرياض معرض «شذرات من الفلكلور»، الذي يُجسّد الهوية الثقافية من خلال الفن، ويجمع بين الموروث والتجريب المعاصر، ويُعيد صياغة مفهوم الوصول إلى التعبير الفني داخل السعودية وخارجها، ويتزامن المعرض مع عام الحِرف اليدوية 2025 في المملكة، وهي مبادرة تحتفي بالإرث الحرفي وتُعيد تقديمه ضمن السياق الفني المعاصر.

ويتجاوز المعرض النظر إلى التراث الشعبي، من مجرد موروث شفهي، من حكايات وأساطير يتم تناقلها عبر الأجيال، إلى لغة من الرموز والنقوش، ووسيلة لحفظ الثقافة وتوارثها، إذ لطالما كان التراث حاضناً للتاريخ ومحفزاً للابتكار.

من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)
من معرض «شذرات من الفلكلور» الذي يستضيفه حي جاكس في الدرعية (معرض شذرات)

وفي معرض «شذرات من الفلكلور»، تعيد كل من حمرا عباس، لولوة الحمود، راشد آل خليفة، ورائدة عاشور تقديم مكونات من الموروث الثقافي ضمن رؤى معاصرة، حيث لا يُقدَّم الفلكلور بوصفه أثراً جامداً من الماضي، بل بوصفه أرشيفاً حيّاً للهوية، يُعاد تشكيله عبر الزمن والمكان.

ويعمل كل فنان من خلال «شذرات» من المعرفة المتوارثة، سواء في الهندسة، الخط، المواد، أو التجريد، وتُمثل أعمالهم صدىً للماضي، مع إثبات وجودها في الحاضر من خلال تصورات معاصرة للأشكال والرموز المتجذرة.

وعبر اجتماع الفنانين الأربعة معاً لأول مرة، يفتح المعرض باباً لحوار ثقافي متعدد الأطراف حول التراث والرمزية والسرد البصري.

المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)
المعرض بمشاركة نخبة من أبرز المصممين والفنانين من مختلف دول العالم (معرض شذرات)

الفلكلور: حوار مستمر بين الماضي والحاضر

وحسب السردية التي يقدمها معرض «شذرات من الفلكلور»، فإن المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة، بل يقدمه كحوار مستمر بين الماضي والحاضر، وامتداد للتفسير وإعادة الاختراع، وأن كل فنان مشارك، يقدم جزءاً من هذه القصة الكبرى، داعياً لإعادة النظر فيما يرثه الأفراد والمجتمع، وما يحتفظون به، وما يعيدون تشكيله.

ويمتد الحوار بين التقليد وإعادة الاختراع ليشمل تصميم المعرض ذاته، حيث يستلهم خطوطه من المتاهات المعمارية التقليدية في منطقة نجد، وقد صُممت المساحة كمتاهة متداخلة، مقسمة إلى أجزاء منفصلة لكنها مترابطة، تماماً كما هو الحال في الفلكلور، إذ تقف كل قصة بذاتها، لكنها تظل جزءاً من نسيج أكبر، لتأخذ الزوار في رحلة استكشافية غنية بالتفاصيل.

كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)
كل فنان مشارك يقدم جزءاً قصة الفلكلور وإعادة النظر فيه (معرض شذرات)

وتتيح الممرات الواسعة والزوايا الخفية لحظات من التقارب والاكتشاف، بينما يشكل العمود المركزي ركيزة رمزية تربط المعرض بجذوره التراثية، وتحتضن في الوقت ذاته روح التغيير والتجديد.

كما أن المواد المختارة تضيف عمقاً جديداً لهذه التجربة، من خشب الأكاسيا الذي يشكل الإطار الهيكلي، مستحضراً قدرة التراث على البقاء؛ مع دمج التاريخ في نسيج المكان ذاته، وفي هذه البيئة الغامرة، يتعزز التباين بين الماضي والحاضر، مما يسمح لأعمال الفن المعاصر بالتفاعل المباشر مع التراث المعماري والمادي الذي تعيد تفسيره.

المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)
المعرض لا يسعى إلى تعريف الفلكلور بمصطلحات جامدة (معرض شذرات)

تحوّل المشهد الثقافي في السعودية

تقول ليزا دي بوك، القيّمة الفنية للمعرض، إن (شذرات من الفلكلور) لا يقتصر على عرض أعمال فنية؛ بل يُجسّد حراكاً فنياً يُسلّط الضوء على الأصوات التي تُعيد تشكيل المشهد الفني في السعودية وخارجها.

وتضيف: «من خلال إبراز هذه الأصوات، يُساهم المعرض في صياغة التاريخ الفني، ويضمن أن يُصان الإرث الثقافي ويُعاد تخيّله بشكل حيوي للأجيال القادمة».

ومن جهته، يرى حسن القحطاني، مؤسس مبادرة «ثاء» المشاركة في تنظيم الحدث، أن الفلكلور «سرد حي ومتغيّر، يربط الماضي بالحاضر، ويُساهم في تشكيل الهويات المستقبلية»، مبيناً أن «المعرض يُعيد تخيّل التقاليد ضمن سياق معاصر، ويحتفي بالقصص المتجددة التي تُعرّف من نكون وإلى أين نمضي».