«المفوضية الأممية» تدعو لوضع خطة حماية لطالبي اللجوء في ليبيا

السلطات الليبية ترحل 128 مهاجراً من غامبيا (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
السلطات الليبية ترحل 128 مهاجراً من غامبيا (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
TT

«المفوضية الأممية» تدعو لوضع خطة حماية لطالبي اللجوء في ليبيا

السلطات الليبية ترحل 128 مهاجراً من غامبيا (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)
السلطات الليبية ترحل 128 مهاجراً من غامبيا (جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس)

وسط تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على البلاد، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الحكومة الليبية، أمس، إلى «معالجة الوضع المزري لطالبي اللجوء واللاجئين على الفور، بطريقة إنسانية وقائمة على الحقوق»، يأتي ذلك في وقت رحّلت فيه السلطات الليبية 128 مهاجراً غير نظامي، من الجنسية الغامبية، عبر مطار مصراتة الدولي وفق برنامج «الترحيل الطوعي».
وتحدثت المفوضية السامية في بيان، أمس، عن المداهمات التي شنتها الأجهزة الأمنية مطلع الشهر الجاري، على تجمعات للمهاجرين وطالبي اللجوء في أحد أحياء طرابلس، وقالت إنها «اعتقلت بشكل تعسفي الآلاف منهم، ما أسفر عن مقتل عدة أشخاص».
وسبق للنيابة العامة الليبية القول إنها تلقت إخطاراً بواقعة وفاة أحد المهاجرين في مركز إيواء بحي غوط الشعال بالعاصمة، وأمر النائب العام بإجراء تحقيقات عاجلة لكشف ظروف وملابسات الواقعة «التي كانت في ظروف غير اعتيادية»، لكنها وصفت البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة بشأن قتل رجل أمن لستة مهاجرين بـ«غير الدقيقة».
وقال فينسنت كوشتيل، المبعوث الخاص للمفوضية لشؤون غرب ووسط البحر المتوسط أمس: «منذ بداية المداهمات الأمنية والاعتقالات من قبل السلطات الليبية في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، شهدنا تدهوراً حاداً في الوضع، الذي يواجهه طالبو اللجوء واللاجئون الضعفاء في طرابلس»، متابعاً: «يجب أن تتوصل السلطات الليبية إلى خطة مناسبة تحترم حقوقهم وتحدد حلول دائمة».
وذهب كوشتيل إلى أن السلطات المحلية تركت كثيراً من المهاجرين «دون مأوى بعدما فقدوا ممتلكاتهم نتيجة للعملية الأمنية، وينامون الآن في البرد وفي بيئة غير آمنة على الإطلاق». وزاد: «إنه لأمر غير مقبول تماماً».
وكانت أجهزة الأمن بالعاصمة الليبية دهمت حي قرقارش، واعتقلت آلاف المهاجرين غير النظاميين، بينهم مئات النساء والأطفال، في إطار ما وصفته السلطات المحلية بحملة أمنية ضد الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. لكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة «أطباء بلا حدود» قدّرتا عدد الموقوفين الذين تم إيداعهم مراكز الإيواء بـ5 آلاف شخص، ما أدى إلى «مضاعفة عدد المحتجزين خلال خمسة أيام إلى ثلاثة أضعافهم»، وسط شكاوى من تعرضهم لـ«الضرب والتعذيب». ومنذ نحو أسبوعين، وعلى مدار الساعة، يعتصم ما يقرب من ألفي مهاجر أفريقي، بينهم نساء وأطفال، أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمنطقة السراج (غرب العاصمة طرابلس)، للمطالبة بإعادة ترحيلهم إلى دولة ثالثة عبر برنامج «العودة الطوعية» الذي ترعاه الأمم المتحدة. وواصلت المفوضية السامية دعوتها للسلطات بـ«احترام حقوق الإنسان وكرامة طالبي اللجوء واللاجئين ووقف الاعتقال التعسفي وإطلاق سراحهم من السجن». وفيما رحبت المفوضية باستئناف السلطات رحلات الإخلاء الإنسانية، حذرت من أن ذلك «ليس كافياً»، وأضافت: «إنه تطور إيجابي لبعض اللاجئين الأكثر ضعفاً الذين كانوا ينتظرون بقلق منذ عدة أشهر للمغادرة». ورحّل جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس (طريق السكة) 128 ‏مهاجراً غير نظامي من الجنسية الغامبية عبر مطار مصراتة الدولي، وذلك ضمن ‏برنامج الترحيل الطوعي بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. وقال الجهاز إن عملية الترحيل تمت بحضور نائب رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الرائد محمد الخوجة الذي أوضح أن عملية الترحيل جاءت بناء على تعليمات النائب ‏العام وبمتابعة من وزير الداخلية، لافتاً إلى أن برنامج الترحيل الطوعي مستمر ضمن الجهود التي تبذلها ‏الحكومة الليبية لوضع الحلول والمعالجات لملف الهجرة غير المشروعة.


مقالات ذات صلة

إدارة ترمب ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجّلين الأسبوع المقبل

الولايات المتحدة​ مهاجرون من بلدان أميركية لاتينية ينتظرون في المكسيك العبور إلى الأراضي الأميركية (أ.ف.ب)

إدارة ترمب ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجّلين الأسبوع المقبل

أعلن مسؤول حدودي كبير في إدارة دونالد ترمب أن سلطات الهجرة ستنفذ توقيفات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أسلاك شائكة وضعت بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز (ا.ف.ب)

تشديد الإجراءات على الحدود الأميركية مع المكسيك قبل تنصيب ترمب

وضع عناصر من شرطة الحدود الأميركية أسلاكا شائكة بين مدينة إل باسو الأميركية (تكساس) وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز، وفق ما أكدته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (سيوداد خواريز (المكسيك))
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)

ترمب على عتبة البيت الأبيض مستعداً لترحيل ملايين المهاجرين

يترقب كثيرون الدفعة الأولى من القرارات التنفيذية للرئيس دونالد ترمب بما يفي ببعض وعوده الانتخابية، وأولها تنفيذ «أكبر عملية ترحيل في تاريخ» الولايات المتحدة.

علي بردى (واشنطن)
أوروبا صورة أرشيفية لمركب تحمل مهاجرين غير شرعيين قرب إسبانيا (رويترز)

منظمة: مخاوف من غرق عشرات المهاجرين خلال محاولة الوصول لإسبانيا بقارب

قالت منظمة «ووكينغ بوردرز»، اليوم الخميس، إن ما يصل إلى 50 مهاجراً حاولوا الوصول لإسبانيا بحراً على متن قارب من غرب أفريقيا، يُحتمل أن يكونوا قد غرقوا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».